عندما تتحول حياة الزوج إلى جحيم!!
محليات وبرلمانمطالبات النساء بالمستحيل تقهر الرجال وتؤلمهم
يوليو 4, 2010, 1:56 ص 1649 مشاهدات 0
'المقارنة الخاطئة' هي عملية نفسية يتم من خلالها انتقاء عبارات معينة مضمونها الأساسي هو محاولة الإقناع بإمتلاك ما لدى الغير دون النظر للفوارق أيا كانت، بالإضافة لمراقبة بعض السلوكيات الإيجابية التي يقوم بها الرجال نحو أهاليهم، فتجد الزوجات يبدأن بمطالبات كثيرة نتيجة هذه المقارنات ومتابعة ما يحدث لدى الغير ليتم قياسها على حياتها الزوجية، ورغبتهن الشديدة بأن يحدث مثلها لهن، فتبدأ بعضهن باستفزاز الزوج من خلال طرح بعض الأمثلة لما قام به زوج أختها أو أخاها أو أي رجل من العائلة، وتقول لزوجها أنك لم تفعل مثلهم، في رسالة غير مباشرة بأنه لا يقدرها ولايحبها بقدر حب هؤلاء الرجال لأزواجهن، وتجد الأزواج قد يصلوا لمرحلة الانفجار، ويحاول قد المستطاع تلبية طلباتها حتى لو استدان الأموال الطائلة ودمر حياته المستقبلية، وكل هذا يحدث نتيجة الأخبار التي تحصل عليها الزوجات من خلال الزيارات أو الاتصالات أو غيرها من الوسائل التي تجلب منها فقط هذا النوع من الأخبار التي تجعل الزوج طرفا بها من خلال المقارنات، ويبدأ معها علو الصوت بترديد كلمات متنوعة كـ'شمعنى زوج فلانة شرالها كذا، وهذا فلان عين زوجته بمكان مميز، وزوج فلانة سفرها!!' و كثيرة هي القصص التي لا ننكر أن الضحية بها هو الزوج المغلوب على أمره، الذي يجد بعضهم صعوبة بإقناع زوجته بالابتعاد عن تلك النوعية من الأحاديث التي لا تجلب معها إلا الألم النفسي بالدرجة الأولى.
وقد بدأ الأزواج يشعرون بضيق من هذه التصرفات فتجدهم يبحثون عن الحلول من خلال قطع أي محاورة يشعر أنها متجهة للمقارنات، والبحث عن المشاكل من خلال اثارتها، فيفضل البقاء والسهر في الديوانية على العودة للمنزل وسماع إحدى الموشحات التي تجهزها الزوجة لاستقبال زوجها لدى عودته للمنزل، و محاولة الحصول على مثل ما لدى غيرها , لأنها ترى بعبارة أو بأخرى أنه لا يوجد أحد أحسن من الآخر مهما كانت الفروقات، و خاصة إذا كانت ضمن عائلة واحدة، والطامة الكبرى إذا علمت أن إحدى النساء القريبات لها قد نالت مميزات من زوجها و هي أقل منها في بعض السمات، فهنا سوف تصاب بالجنون وتكشر عن أنيابها غيضا و غضبا على الزوج، فمثلا ترى إحداهن بأنها المرأة ' السنعة والجميلة و صاحبة الواجب ' و ترى المرأة الأخرى التي نالت ما لم تناله هي 'الرفلة، والقبيحة ' وغيرها من الصفات التي تستوجب عدم حصولها على شيء مميز،
عبارات المقارنة دوما تضع في ختامها عبارات الاستفهام للزوج، فتجدها تستنجد بها لتختم حديثتها به 'ليش، وشحقه، وشمعنى، وشنو صار بالدنيا' والكثير من تلك الكلمات التي تحطم بها راحة وبال الزوج، لذلك قد يرغب بعض الأزواج وخاصة ممن يعلم جيدا أن زوجته سوف تصلها جميع الأخبار من هذا الصنف، بعدم إفصاح الرجال عما يفعلونه لزوجاتهم ، لكن كيد النساء عظيم حيث لا يتدخل الرجال بنشر هذه الأمور لكنها المرأة تبدأ بنشر أخبار كنوع من التحدي وإثارة غيظ غيرها من النساء، فتجدها تتفاخر بما قام به زوجها لها و بما اشتراه و قد تبالغ بإضافة بعض المعلومات الغير صحيحة أحيانا، ومن جانب آخر تجد المرأة الأخرى تبتسم وتبارك بهذه التصرفات بينما هي تحترق من الداخل، وأول من تظهر صورته في شاشة عقلها في تلك اللحظة هو الزوج الذي أصبح الضحية الذي لابد أن يدفع الثمن نتيجة هذه التصرفات، وربما بعضهن يشعرن بغضب شديد نحو أزواجهن لعدم قيامهم بمثل ما قام به هذا الزوج المحب لزوجته، كأنها بدأت تنسج الكثير من الأفكار بعقلها بهذه اللحظة، وتبدأ تقارن حياتها بحياة غيرها، وقد ترى بعضهن أن حياتها لا قيمة لها بزوج لا يدرك قيمتها، والمشكلة أن بعضهن تقارن و لا تفصح ما بداخلها، و هذا الأمر الأخطر والأقسى من تلك التي تطلق لسانها على زوجها الذي يتدارك الأمر و يعالجه بالوسيلة المناسبة معها، ويشرح لها الأمر ويزيل أي تقصير قد تراه من جانبه من خلال المحاورة، لكن من تصمت ويتراكم في قلبها بما تراه حولها يحدث لنساء بمثل وضعها كأن ترى هذا الزوج يتغزل بعبارات جميلة لزوجته ويمسك بيدها فتقول 'لماذا لا يحدث معي نفسها ! ' وترى من جهة أخرى زوجة يحتفل معها زوجها بمناسبة جميلة فيما بينهم، يتبادلون الهدايا وتستمتع لأدق التفاصيل لهذا الاحتفال، فتردد أيضا 'لماذا لم يحصل مثل هذا بحياتي !' و من جانب آخر ترى زوج يهتم بأبنائه ويسعى لتوفير جميع احتياجاتهم وينسى زوجته، فتتحسر بينها وبين نفسها لتردد ' ليش مايساعدني وكل شيء على رأسي أنا !!' و كثيرة هي المشاهد التي تمر بها محطات كثيرة بحياتها، وتصمت مقهورة لتتحول لصورة سلبية في نهاية المطاف!!.
المشكلة الأساسية تكمن بعملية المقارنة هذه التي بدأت صغيرة، ومع مرور الوقت كبر حجمها، مع أن كل إنسان حياته تختلف عن الآخرين، ولسنا ملزومين أن نكون صورة مستنسخة عن غيرنا، فلكل زوجين ظروفهم الحياتية الخاصة، كما أن ما نراه دوما جميلا قد يخفي بباطنه أمورا مخيفة لا نعلمها، فليس جميع تفاصيل حياة الغير نعلمها جيدا، ولسنا ملزومين أن نكشف مشاعرنا لغيرنا حتى يعلموا أننا فعلا سعداء، وربما الأفضل أن لا نظهرها حتى لا نوجع طرفا آخر يراقبنا ونحن لا نعلم بذلك، فالحياة لا تقاس بما لدى الغير وبما يملكونه وبما قاموا به، فحياة الآخرين هي حياة خاصة يجب أن لا ندخل بها طرفا، ولا نقيسها على حياتنا، فالأولى أننا نصحح فقط الأخطاء لكن لا نزيدها عمقا بإشعالها بوقود المقارنات التي لا تنتهي، فحياتنا نحن أولى بمراقبتها دون مراقبة حياة الآخرين، ومن الأنسب أن لا نستخدم سلاح المقارنات كي لا ندمر به سعادتنا بمنازلنا.
تعليقات