العيسى: فتنة التطرف والإرهاب قديمة بأفكارها المنحرفة
مقالات وأخبار أرشيفيةإبريل 4, 2010, 3:48 ص 813 مشاهدات 0
بعد عودته من ( مؤتمر الإرهاب بين تطرف الفكر وفكر التطرف) ، والذي أقامته الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ، قال طارق العيسى – رئيس جمعية إحياء التراث الإسلامي : أن فتنة التطرف والإرهاب قديمة بأفكارها المنحرفة ، حديثة بأحداثها ، لا دين لها ، ولا وطن لها ، ومن الخطأ نسبتها الى دين ، أو آخر ، أو إلى دولة دون أخرى ، إلا أنها في النهاية فتنة وبلاء عانينا منها ولا نزال نعاني ، فقد أدت هذه الفتنة لإزهاق أرواح الأبرياء من المسلمين والمستأمنين من غير المسلمين ، وهدمت البيوت ، وأفسدت المصالح والمنشآت العامة ، وهي هتك لأمان ولي الأمر لغير المسلمين ، بالإضافة لزعزعة الأمن والاستقرار ،كما تذرع بها المتربصون بالإسلام وأهله لتشويه صورة الإسلام ، والصد عن سبيل الله ، وعرقلة العمل الخيري واتهامه بالإرهاب .
وأضاف العيسى : أن هذا المؤتمر أقامته الجامعة الإسلامية باعتبارها جامعة عالمية قامت من أجل ترسيخ للعقيدة الإسلامية الصحيحة ، وتأصيل للعلم الشرعي القويم ، ومحافظة على قواعد الدين ومبادئه ، وتحقيق للوسطية والاعتدال التي أقام عليها الشارع الحكيم دينه ، دون إفراط أو تفريط ، ودون غلو وتطرف .
وهذا المؤتمر مؤتمر علمي دعا إلى كلمة سواء ، وسعى القائمون عليه إلى نشر أدب الحوار ، وإلى ترسيخ قيم التفاهم ، ونشر روح التسامح ، وإلى قفل أبواب التآمر على الإسلام ، وتحسين صورة الدين والمتدينين ، يسعى إلى إعادة أبناء الجلدة الواحدة الذين انساقوا وراء إغراءات التحريض والتمويل الخارجي إلى كنف وطنهم وذويهم .
وعن أهداف المؤتمر قال العيسى : أن هذا المؤتمر هدف إلى إبراز وسطية الإسلام واعتداله ، وتسامحه مع الآخر ، وتوضيح وجه الخطأ في نسبة الإرهاب إليه نتيجة لانحراف بعض المنتسبين إليه ، وبيان أن الإرهاب من جرائم العصر ، وأنه لا دين له ولا وطن ، وإثبات براءة الإسلام منه فكراً وسلوكاً .
كذلك المعالجة الفكرية للإرهاب حتى تتواكب وتتضافر المعالجة الفكرية مع المكافحة الأمنية في اقتلاع جذوره ، واستئصال شأفته ، وتجفيف منابعه .
وتعزيز الأمن الفكري في المجتمعات الإسلامية ، وترسيخ قيم التفاهم ، ونشر أدب الخلاف وثقافة الحوار ، وأخيراً بيان الضوابط الشرعية لقضايا التكفير والجهاد والولاء والبراء .
وأوضح العيسى أن المؤتمر تميز بوجود جمع كبير من المختصين من رجال الأمن ، إضافة للعلماء والدعاة ، ومما زاد بهاء ورونق المؤتمر حضور طلبة الجامعة الإسلامية من حوالي (150) دولة .
كذلك كان الحضور النسائي مميزاً في هذا المؤتمر ، حيث شاركت مجموعة من الباحثات من أساتذة الكليات في الجامعات السعودية وغيرهن من أنحاء العالم .
في ختام تصريحه قال طارق العيسى – رئيس مجلس الإدارة بجمعية إحياء التراث الإسلامي : يسرني أن أتقدم بجزيل والامتنان لكل من ساهم بإقامة وإنجاح هذا المؤتمر ، وأخص بالذكر مدير الجامعة أ.د. محمد من علي العقلا وزملاءه على حسن إدارتهم لهذا المؤتمر العالمي الذي جمع كوكبة من الباحثين والمختصين في علاج مشكلة الإرهاب من خلال البحوث المقدمة ، والتي بلغت أكثر من (82) بحثاً قيماً ، وقد تم توثيق البحوث في ثمان مجلدات وزعت على الحضور .
ولا شك أن إقامة هذا المؤتمر ليس بجديد على الجامعة الإسلامية ، وهي الصرح الإسلامي الشامخ ، وليس بغريب على المملكة العربية السعودية وهي صاحبة الدور الأساسي في نشر دين الله عز وجل والدفاع عنه ، ولها من الجهود ما لا ينكره إلا حاقد معاند ، ويكفي أن نشير هنا الى الجهود الجبارة التي بذلتها المملكة العربية السعودية في خدمة بيت الله الحرام وتطوير المناسك وبشكل مستمر دائم لا يتوقف .
ولا شك أن هذا من التعظيم لشعائر الله ، قال تعالى : { ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب } .
ونضيف أيضاً الاهتمام الكبير للمملكة العربية السعودية في نشر العلوم الهادفة والمفيدة بكل أنواعها من علوم عصرية حديثة الى جانب العلوم الشرعية .
وأضاف العيسى أن جمعية إحياء التراث الإسلامي تعتز بعلاقتها بالمملكة العربية السعودية ،كما أننا نعتز بانتمائنا وارتباطنا بالدعوة السلفية المباركة ، وهي الدعوة التي قامت عليها المملكة العربية السعودية وارتضتها قيادتها الحكيمة لتكون لها منهجاً وطريقاً ، فكان لذلك الأثر في خلو المملكة من مظاهر البدع والخرافات الشركية والقبور ، وتصديها لكل مظاهر هذه الانحرافات ، فحفظت دين الله عز وجل وحفظها الله عز وجل ، وأعزت دين الله ، فأعزها الله ، كما كان لذلك الأثر في حفظ المملكة مما عصف بالمنطقة من حوادث إرهابية وتطرف وتدمير ، وقد كان للملكة موقف واضح رافض لهذه الأمور قائم على مباديء شرعية واضحة .
وأخيراً أكرر شكري لإدارة وأعضاء الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة على إقامة هذه التظاهرة العلمية ، وعلى كرم الضيافة وحسن الوفادة وحسن التنظيم ، وسهولة التواصل والاتصال ، سائلين الله عز وجل أن يجعل ما بذلوه من جهد خالصاً لوجهه ، وأن يثقل به موازين حسناتهم يوم القيامة.
تعليقات