فضل الصلاة وجزاء تاركها
محليات وبرلمانبها تحفظ النعم، وتدفع النقم، وهي أعظم غذاء لشجرة الإيمان
إبريل 2, 2010, منتصف الليل 2728 مشاهدات 0
من أهم ما ترتكز عليه الملة الإسلامية هي الصلاة، فالصلاة هي لب الأعمال إن صلحت صالح سائر عمل العبد المسلم وإذا فسدت فسد سائر عمله، فالصلاة لغتا 'الدعاء' وقال تعالى : ( إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً ) النساء / 103 ، وقال تعالى عن أهل النار :{ مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ ** قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ ** وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ ** وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ ** وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ } سورة المدثر، وقال صلى الله عليه وسلم : (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر ) رواه الترمذي ( 2621 ) والنسائي ( 431 ) ، وابن ماجه ( 1079 ) وصححه الألباني في صحيح الترمذي ( 2113 ) ، والآيات والأحاديث من ترك الصلاة أن النبي صلى الله عليه وسلم سماه كفراً .
وقال تعالى:' وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ' التوبة:103، أما تفسيرها شرعا: هي أقوال وأفعال مفتتحه بالتكبير ومختتمة بالتسليم مع النية بشرائط مخصوصة، ولا نخفي عليكم منزلتها فهي العبادة الوحيدة التي عرج بها الرسول الله إلى السماء لتلقى أمرها، وهي الركن الثاني من أركان الإسلام، وهي عامود الإسلام لقوله صلى الله عليه وسلم 'رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله'.
أما فضائلها المشي للصلاة يرفع الدرجات ويحط الخطايا، وكما أن له بكل خطوة عشر حسنات، ويكتب من المصلين من حين خروجه من البيت إلى أن يرجع إليه، كما أن أفضل الناس في الصلاة أبعدهم إليها ممشى، وبكل خطوة يمشيها العبد إلى الصلاة تحسب له صدقة، ويشهد له بالإيمان لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم 'إذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد فاشهدوا له بالإيمان' رواه ابن ماجه والترمذي، وكثرة الخطى إلى المساجد من الرباط، والرباط هو (قال النووي في شرح مسلم نقلاً عن القاضي: 'فذالكم الرباط' أي الرباط المرغب فيه، وأصل الرباط الحبس على الشيء كأنه حبس نفسه على هذه الطاعة، قيل: ويحتمل أنه أفضل الرباط كما قيل: الجهاد جهاد النفس، ويحتمل أنه الرباط المتيسر الممكن أي أنه من أنواع الرباط.
وأعد الله تعالى نزلا للعبد في الجنة كلما غدا أو راح، وأن الله يتم النور يوم القيامة للمشاءين في الظلمات إلى المساجد، أجر الذي يخرج من بيته متطهرا إلى الصلاة كأجر الحاج المحرم، ومن خرج إلى المسجد فهو ضامن على الله تعالى أن يرزقه الله تعالى ويكفيه، يكرم الله من زاره بزيادة الإيمان والإحسان والثواب ورفع الدرجات، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال 'الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، كفارة لما بينهن ما لم تغش الكبائر' رواه مسلم
ومن أجمل ما قيل عن فضل الصلاة 'إذا داهمك الخوف وطوَّقك الحزن، وأخذ الهمُّ بتلابيبك، فقم حالاً إلى الصلاة، تثب لك روحك، وتطمئن نفسك، إن الصلاة كفيلة - بإذن الله - باجتياح مســتعمرات الأحزان والغمــوم ومطـاردة فلول الاكتئاب، إن على الجيل الذي عصفت به الأمراض النفسية، أن يتعرَّف على المسجد، وأن يمرّغ جبينه، ليرضي ربه، أولاً، ولينقذ نفسه من هذا العذاب، وإلا فالدمع سوف يحرق جفنه، والخوف سوف يحطِّم أعصابه وليس لديه طاقة تمدَّه بالسكينة والأمن إلا الصلاة'.
كما ان من ثمرات الصلاة سبب لقبول سائر الأعمال، والمحافظة عليها سلامة من الاتصاف بصفات المنافقين، كما أنها تفرح القلوب وانشراحه للصدور ومبيضة للوجه وقرة للعين، وعن أبي موسى رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: 'من صلى البردين دخل الجنة' متفق عليه، والبردين: هم (صلاة الصبح والعصر)، كما أنها سبب رئيسي لتكفير السيئات وزيادة الحسنات ورفع الدرجات، ومنزلة للرحمة وجالبة للرزق وتحفظ النعم وتدفع النقم، وإنها أعظم غذاء لشجرة الإيمان، ودواء لكل داء ومشفية لشهوات القلوب.
إما جزاء تاركها فهي مسألة من مسائل العلم الكبرى، وقد تنازع فيها أهل العلم سلفاً وخلفاً، قال أبوحنيفة ومالك والشافعي ' تارك الصلاة فاسق ولا يكفر' إما الإمام أحمد بن حنبل 'تارك الصلاة كافر كفراً مخرجا من الملة'، وتارك الصلاة توعده الله بواد في جهنم، حيث قال في محكم تنزيله 'فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا' من سورة مريم (59)، و'غَيًّا' وادي في جهنم أعاذنا الله وإياكم، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم 'العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر '.'رواه أحمد وأصحاب السنن'، وسواء كان التارك رجلا أو امرأة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة... أخرجه الإمام مسلم في صحيحه.
وهناك من يتهاون بالصلاة والتهاون بالصلاة من المنكرات العظيمة ، ومن صفات المنافقين ، قال الله عز وجل : إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلا قَلِيلًا وقال الله في صفتهم : وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلا يَأْتُونَ الصَّلاةَ إِلا وَهُمْ كُسَالَى وَلا يُنْفِقُونَ إِلا وَهُمْ كَارِهُونَ وقال النبي صلى الله عليه وسلم : أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا.. متفق على صحته ..
تعليقات