ضمن ندوة 'ثوابت الوطن'

محليات وبرلمان

المبارك: لم أتوقع قط أن أكون الأولى على الإطلاق في الانتخابات الأخيرة

979 مشاهدات 0


* المبارك : التحزب تدمير للعملية السياسية ويضع المجتمع الكويتي على صفيح ساخن.

* النجادة : فكرة الائتلاف ليست قائمة أفرزت مشروع ولكن مشروع افرز قائمة.

* النجادة : كيفية التعاطي مع المتغيرات هي من تحكم شخصية التيارات السياسية.


أقام مركز الدراسات والبحوث في منتدى القرآن الكريم مساء الثلاثاء الماضي في منطقة الرميثية ندوة ضمن سلسلة الندوات التي يعقدها كل أسبوعين تحت عنوان (ثوابت الوطن) والتي يتم التطرق من خلاله لعنوان فرعي يتم نقاشه والذي جاء تحت مسمى ' الانتقال من التحزب إلى العمل المشترك ' بمشاركة عضو مجلس الأمة  د. معصومة المبارك، والإعلامي في قناة الكوت الأستاذ مبارك النجادة ، وإدارة قصي الدرويش.

حيث أكدت عضو مجلس الأمة د. معصومة المبارك أهمية الالتفاف حول ثوابت الوطن لأنه في نهاية الأمر هذا ما يجمع المواطنين جميعا على اختلاف تلوناتهم الطائفية والفكرية والثقافية حتى وإن كان البعض ضيق الصدر ويرى أنه الآخرين أضعف ويعتقد أنه الأكثرية أو الأغلبية ويريد أن يتسيد في جميع الجوانب السياسية والفكرية والثقافية والمذهبية ولكن الحمد لله أننا في الكويت نملك أكثر من دليل على اللحمة الوطنية وعلى الالتفاف على الوحدة الوطنية وليس هناك مثالا ابرز من كارثة الغزو وما حدث فيها من التفاف بين جميع أطياف المجتمع وطوائفه حول الوحدة الوطنية وأهمية الحفاظ على اللحمة وتوحيد المجتمع .

وأشارت المبارك أنها حتى حين اضطرت لمغادرة الكويت بعد شهرين من الغزو وذهبت للبحرين وجدت هناك استغرابا شديدا من الناس هناك حول حب الكويتيين لبلدهم بهذا الشكل والالتفاف حوله بهذا الشكل العجيب .

وأسفت المبارك على ما حدث بعد الغزو وقالت عندما عدنا لقواعد الوطن سالمين بعد الغزو وجدنا من يحاول أن يفتت الوحدة الوطنية ويدق إسفين بين مواطنيها ولم تكن الكويت قبلها في يوم ملكا لأحد ولن تكون لا لسنة ولا لشيعة ولا لبدو ولا لحضر فالكويت لجميع مواطنوها .

وواصلت من باب الخوف على الوطن يجب أن نقف لنصرة الوطن فالثوابت الوطنية تبدأ منا نحن نعم هناك اختلافات وفروقات بين كل المذاهب والتجمعات والتيارات ولكن في الأخير كلنا كويتيين .

ومثلت المبارك بالانتخابات الأخيرة لمجلس الأمة كنموذج للشراكة بين كافة أطياف المجتمع شارحة في بداية الأمر الفرق بين التحزب والأحزاب قائلة أن الأحزاب ركيزة من ركائز الديمقراطية ومن دونها تعد الديمقراطية ناقصة والأحزاب لها أرضية ليست متوفرة حاليا فالتحزب في الفكر السياسي في الغرب مثلا يعني آلية من آليات التجمع السياسي للوصول للقرار السليم ومن ثم الوصول للشخص المناسب لتمثيل الحزب والأحزاب هناك تقوم بدور اجتماعي وثقافي وليس سياسي فحسب ويجب أن تكون الميزانية معلنة ومعروفة وأن يكون البرنامج واضحا وقائما على المكاشفة والشفافية والمصارحة وهنا في الكويت لم ننضج في ممارستنا الديمقراطية بعد لنصل لمرحلة الأحزاب.

وأضافت ليس عندنا بديلا آخر عن الأحزاب حاليا غير العمل المشترك لأن التحزب الحالي هو تدمير للعملية السياسية ويضع المجتمع الكويتي على صفيح ساخن لا يتحمله فالتيارات الحزبية والفكرية والتعصبية يجب إنهاءها وهذا أمر يعود للقائمين عليها والدستور لم يمنع الأحزاب لكن لم يحن وقتها بعد فحتى نصل إليها يجب علينا في البدء أن نتقبل الأخر النقيض حتى نتقبل فكرة الأحزاب ونتقبل فكره واختلافه وتنوعه دون تعصب دون أن نظن أننا نملك كل الحقائق والآخر يملك كل الأباطيل .

وأكملت في الانتخابات السابقة وجدت كاتبا ومحللا سياسيا لا أعرفه يكتب عما حققته في الانتخابات الأخيرة وأنا التي خضتها مستقلة دون أن انضم لأي تجمع أو تيار منذ البدء وحتى النهاية لأن الوطن عندي أكبر من التحزب والتيارات ولأني أريد أن اطرح ما عندي دون ضغوطات وبحرية والناخب أولا وأخيرا يقرأ ويفهم ويحلل ويعرف كيف يختار ومن وحتى حين سألوني ما هي إمكانية فوزك قلت وأصدقكم القول لم أتوقع قط أن أكون الأولى على الإطلاق في الانتخابات الأخيرة وقناعة الناخبين وإيمانهم بما أحمل جعلني كذلك .

وواصلت ذلك المحلل السياسي كتب في تحليل نتائج انتخاباتي وقال لقد كسرت معصومة المبارك الحاجز الطائفي والنفسي عند الرجال والنساء والتف حولها الجميع بدو وحضر وسنة وشيعة وحصلت في بعض المناطق على أصوات السنة أكثر من الشيعة وهو أمر يشرفني جدا ولا احد يستطيع أن يزايد على محبتي لطائفتي وانتمائي إليها لكن يبقى في الأخير هناك شيء اكبر من الطائفة وهو الشيء الذي نلتف تحته جميعا وهو الوطن وحب الكويت وإيمان الناخبين بحرصي على وحدة الوطن والحفاظ عليه ولو لم يكن هناك اقتناعا بي لما صوتوا لي .

وأكدت المبارك أن ذلك كله حدث لأنها حافظت وحرصت على الدفاع عن اللحمة الوطنية ونادت بها لإيمانها أن الجميع بدون وحدة وطنية لا شيء ودون التماسك والتمازج بين الجميع لن تتقدم الكويت على الإطلاق وستتراجع وسيأكل بعضها بعضا مؤكدة أنها تحركت ولا زالت تتحرك بنفس المنطق والحماس مع الجميع دون تفرقة وبدون تلون معلنة أنها رافضة للتحزبات وستظل رافضة لها مشيرة إلى أن انتماءها الأول والأخير للكويت .

واختتمت د. معصومة المبارك كلمتها مؤكدة على أهمية الحفاظ على ثوابت الوطن مشيرة إلى ضرورة قبول بعضنا البعض ونصرة الآخرين في الحق لأن ما يميزني عنك ويميزك عني هو الكفاءة وإخلاصك لوطنك .

من جانبه أكد الناشط السياسي والإعلامي في قناة الكوت الأستاذ مبارك النجادة في تناوله لورقة عمل تحت عنوان ' قراءة في تجربة الائتلاف ' مدى نجاح التجربة مشيرا إلى أن تجربة الائتلاف تعد تجربة عظيمة ومفيدة كان لها أكثر الأثر والانعكاسات الايجابية .

ورفض النجادة أي عمل فوقي واستعلائي مشيرا إلى أهمية العمل المشترك والدفع به معتبرا إحدى إشكاليات العمل السياسي في الكويت هو عدم نضوج العمل السياسي المنظم والمشترك الذي يضم بداخله عدة تيارات وتوجهات وقناعات مختلفة .
وأشار النجادة إلى ثلاث متغيرات تحكم عمل التيارات السياسية متغيرات تقع تحت سيطرة التيار وتخضع له كتنظيم بيئته الداخلية والسيطرة عليها وعلى كوادرها وتوجيهها ومتغيرات تفرض نفسها على التيار وتغيرات خارجة عن قدرة التيار .

وتساءل النجادة عن آلية تعاطي التيارات مع هذه المتغيرات لأن كيفية التعاطي والآلية هي من تحكم في الأخير شخصية التيار وقدرته على الانسجام والتعامل وتطويع المتغيرات لصالحها وهي التي تخلق المناخ الاجتماعي والفكري والثقافي والسياسي لها وتساءل أيضا عن الآلية التي من خلالها يتم نشر ثقافة العمل المشترك ومن أين نبدأ .

وأجاب النجادة قائلا يجب أن نؤمن أولا بهذه الثقافة في العمل من إيمان بالآخر والمساواة بينه وبين الآخرين وقبوله كيف كان وعدم المزايدة عليه وعلى وطنيته فهذه الثقافة هي التي يجب أن تسود وأن تنتشر في بيئات التيارات الداخلية لكي تلقي بظلالها على البيئات الخارجية وتعكس مناخا ايجابيا في المجتمع لأنه بالتأكيد سيمتد تأثيرها إلى هناك .

وأكد النجادة أنه من هنا بدأت فكرة الائتلاف وإن كانت هناك سلبيات ستصحح ولكن الايجابيات كانت أكبر مشيرا إلى أن فكرة الائتلاف ليست قائمة أفرزت مشروع ولكن مشروع افرز قائمة متنوعة تقرب وجهات النظر ونحن نؤمن وندعي ونزعم أننا نجحنا في تجربة الائتلاف في تقريب وتسوية كل الخلافات والقبول بالآخر لأننا نحمل هذا المشروع ونؤمن بهذه الأرضية التي يجب ان ننطلق منها في التعاون مع الآخرين في خدمة الوطن .

وأضاف الكل يعلم إن التحالف الإسلامي قديم في الساحة السياسة وكان يستطيع ان يخوض الانتخابات لوحده وأن يحرز تقدما كذلك ولكنه تبنى هذا المشروع ودفع به ونجح في إيصال 50%ٌ من القائمة وحقق أهدافه السامية التي تحرص على تعزيز مبدأ الأخوة والترابط والاشتراك في المواطنة أكثر من أي شيء آخر إضافة نجاح الائتلاف في تقريب وجهات النظر وتبني مفهوم جديد يوحد النسيج الواحد تحت مظلة واحدة .

واختتم النجادة كلمته قائلا من لحاظ المشروع الأم الذي تبناه الائتلاف وكوني شاهد على هذه التجربة أقول بصدق أن الائتلاف قد نجح في تحقيق ما أراد وكان هناك انعكاس طيب على المستوى السياسي والاجتماعي والثقافي والفكري وبين التجمعات المختلفة وهذا كان مكسبا حقيقيا إضافة إلى ان المشروع لن يقف عند هذا الحد حتما وسيكون له شيء اكبر في المستقبل ولا يجب أن نسبح في بحر المزايدات بل يجب أن نخلق كالائتلاف بيئة عمل مشتركة تدفع في اتجاه الوحدة الوطنية لأن أي تنازع أو خلاف أو تجاذب يكون الخاسر فيه هو الوطن.

الآن - المحرر المحلي

تعليقات

اكتب تعليقك