بمناسبة أول إبريل د.ناصر حمود الشريدة يبحث عن الصدق الذى افتقدناه فى كل مكان فلا يجده

زاوية الكتاب

كتب 720 مشاهدات 0





كذبة أبريلالثلاثاء, 30 مارس 2010
د.ناصر حمود الشريدة


في الغرب حيث الصدق في التعامل «غالباً»، وأفترض الصدق في الآخرين، وخصوصاً في التعاملات الرسمية، حيث الكذب مجرم لديهم، خصوصاً في الأوراق الرسمية والتصريحات السياسية، فكم من سياسي انتهى تاريخه السياسي بسبب كذبة صغيرة أدلى بها، لذلك تجد الساسة في الغرب يميلون إلى الكلام الرمادي والاحتفاظ بخط رجعة لما يقوله أو يصرح به، فهم يلجأون إلى الأول من أبريل لإطلاقه دعابة ويسمونها دعابة أبريل لينفّسوا عن حاجتهم للكذب بتقبل جزئي من المجتمع لهذه الكذبة، فكل عام يكون هناك جدل حول هذه المسألة في أوروبا والولايات المتحدة حول هذه الدعابة، أما نحن الذين نعيش في الكذب والأوهام من المهد إلى اللحد بحاجة إلى يوم للصدق نتعهّد به بالصدق مع أنفسنا والآخرين، وياحبذا لو كان يوم إجازة حتى نستطيع تقليل الكذب إلى الحد الأدني وأنا أفضّل أن يكون في الأول من أبريل حتى نخالف اليهود والنصارى «حتى لو يوم».

نحن بحق بحاجة إلى الصدق في تعاملنا فديننا وعادتنا يجرمان الكذب، فمن المعلوم في تراثنا كيف كان آباؤنا يجرّمون الكذب وينفرون منه، بل ويتم تعيير كل أبناء الأسرة لمجرد وجود كذاب بينهم.

نحن نحتاج إلى الصدق مع أنفسنا، ثم مع أولادنا حين يسألوننا عن أسئلة لا نعلم إجاباتها فنجتهد كذباً.

نحن نحتاج للصدق مع زوجاتنا وخصوصاً عندما تسألك زوجتك لماذا تأخرت مساءً؟

نحن بحاجة إلى الصدق مع مسؤولينا في الدوام عندما يسألوننا عن سبب التأخير في الصباح.

نحن نحتاج إلى الصدق مع المراجعين عندما نقول إن المعاملة تحتاج إلى أسبوع، وهي لن تتعدى أكثر من خمس دقائق حتى يحضر لنا واسطة نستفيد منها لاحقاً.

نحن نحتاج إلى الصدق في البيع والشراء، فنحن نقول إننا وجدنا هذه البضاعة في المكان الفلاني بنصف السعر ولم نذهب إلى غير المحل الذي...

نحن نحتاج إلى الصدق عندما نقول إن هامش الربح قليل ونقوم بالتنزيلات حتى 75 ?، نحن بحاجة إلى الصدق عندما نقول إن سعر التكلفة عال ونبيع بأقل من السعر الذي ندّعي أنه سعر التكلفة. نحن نحتاج إلى الصدق في أن نقول إننا صوتنا لمصلحة إعادة الثقة بوزير ما، بناءً على قناعاتنا وليس لمصالح حزبية أو لمصالح تصبّ في الجيب مباشرة.

نحن نحتاج إلى الصدق في أن نقول إن طلبنا لطرح الثقة في الوزير الفلاني بناء على المصلحة العامة وليست المصلحة الخاصة الضيقة.

نحن نحتاج إلى الصدق عندما نخبر آباءنا بأن المدرس الفلاني يريد رسوبي في مادته لأنه يكرهني، نحن نحتاج إلى الصدق في..!

نحن نحتاج إلى الصدق في كل شيء فقد مللنا الكذب!

تحذير

بما أن بعض الصحف درجت على الكذب في أول أبريل، ولم تكتف بالكذب اليومي على صفحاتها، وبناء على الضرر الممكن حصوله، فإنني أحذر بأنني سألجأ للقضاء وأطالب بالتعويض الأدبي والنفسي لهذه الكذبة بصفتي جزءا من هذا المجتمع المكذوب عليه صباحاً ومساء، وقد قمت بالاتصال والتنسيق مع مكتب الاستاذ ناصر الكريويل بناء على نصيحة بعض الأصدقاء ومعرفتهم بقدرات هذا المحامي الفذ، كما أنني أناشد المتضررين برفع دعوى مثلي، كما أنني أتساءل عن دور لجنة الظواهر السلبية في المجتمع وأعضاء مجلس الأمة في مواجهة هذه الكارثة، أم أنهم يتمتعون بحس ديموقراطي، ولا يرون أي ضرر من منافسيهم في هذا المجال؟

إشارات تحذير

من المعروف أن الضوء الأهم هو أقصى ما يصل من الأضواء في الحزمة الضوئية، لذا تجد مصنعي السيارات يضعون الإضاءة الخلفية وإشارة الفرامل بالضوء الأهم، وكذلك إشارات المرور تشير بالتوقف للون الأهم، ومع ذلك وبرغم النصائح المرورية من مسؤولي الادارة العامة للمرور بعدم استخدام إشارات التحذير الصفراء إلا عند التوقف، تجد الإخوة السائقين في العاصفة الترابية التي ضربت الكويت في نهاية الأسبوع الماضي يلجأون إلى استعمال إشارات التحذير الصفراء، ما يشوش على إخوانهم السائقين من خلفهم، خصوصا عند تدني مستوى الرؤية.

دعاية غير صحية

كان هذا عنوان مقالي السابق، وتطرقت فيه إلى استخدام المهن الطبية لتسويق منتجات طبية، وبعد هذه الممارسة من أخلاقيات المهن الطبية ولفتت انتباهي الأخت الكريمة د.زينب دشتي أن الأمر لم يقتصر على استخدام المهن الطبية، بل تلجأ بعض البنوك لتثبت للناس أنها بنوك إسلامية فيستخدم المسجد والمسبحة بيد موظفيها وهم يصلون، ثم يعودون إلى البنك، واستخدام المسجد في الدعاية أمر مستهجن وليس أخلاقيا، بل مجتمعيا ودينيا، فلا يجوز البيع والشراء في المسجد، فما بالك باستخدامه للتسويق والدعاية.

لابد من وجود ميثاق شرف إعلامي يحتوي على هذه التجاوزات.

 

الرؤية

تعليقات

اكتب تعليقك