علينا ان نتابع حركة التطور السريع في الدول المجاورة التي اهتمت بالتعليم اولا، وبالدماء الشابة ثم فكرت في التنمية بطرح المشاريع الكبرى.. تقولها أ.د. معصومة أحمد ابراهيم

زاوية الكتاب

كتب 1001 مشاهدات 0


 

البنية التحتية للخطة التنموية 
 

 
مليارات الدنانير رصدتها الحكومة لتنفيذ خطتها التنموية، حشدت معها كل الطاقات ووحدت حولها كل الجهود ورسمت لها هدفا سامياً جعلته على سلم اولوياتها، وهو تحويل الكويت الى مركز مالي وتجاري، لكن التساؤل الذي يطرح نفسه: هل اسست الحكومة البنية التحتية التي تساعدها على اخراج هذه الخطة من اهداف مكتوبة على اوراق الى مشروعات من روح ودم على ارض الواقع؟
ان امام الحكومة مشوارا اهم من الخطة التنموية نفسها، وهو تمهيد التربة الخصبة لاحتضان هذه الخطة وذلك بتعديل انظمة الدوائر الحكومية بهدف القضاء على البيروقراطية والروتين وتفعيل اللامركزية، ودعم اتخاذ القرار ومكافحة الفساد والرشوة والواسطة وغيرها من الوسائل التي يلجأ اليها البعض لانجاز معاملاتهم.
ولا بد من الغاء السلطات الممنوحة للمؤسسات الحكومية وفروعها والتي تمارس على المواطنين (المراجعين) اساليبها الادارية العقيمة بتعطيل مصالحهم وطلبهم للمراجعة عدة مرات لانجاز معاملاتهم من دون داع لذلك، ويكون السبب اما غياب الموظف المسؤول عن توقيع المعاملة او كثرة التوقيعات على المعاملة من عدة اشخاص، وهو ما يعطل مصالح الناس ويقتل اي فرصة للتقدم والنمو في مهدها، ومن اجل ذلك على الحكومة ان تتبنى خطة استراتيجية للقضاء على الروتين وبطء الاجراءات الادارية.
وقبل كل ذلك، يجب اعادة تصويب الهيكل الاداري للدولة وتفعيل ادوات الرقابة والمتابعة على الموظفين المقصرين في اداء عملهم الذين يكثرون من الغياب، ويتهاونون في انجاز الاعمال الموكلة اليهم والذين يتفننون في تعطيل مصالح الآخرين، وتفعيل مبدأ الثواب والعقاب، فخطة من دون موارد بشرية مؤهلة لتفعيلها وتنفيذ بنودها لا طائ‍ل منها ولا امل فيها.
والمطلوب الآن، ليس من الحكومة فقط، ولكن من جميع فئات المجتمع، تغيير سلوكهم استعدادا للمرحلة الجديدة من تاريخ وطننا لانجاح مساعي الحكومة من اجل رفعة بلادنا وتقدمها، وعلى وزارة التربية والتعليم دور كبير في المرحلة المقبلة، فهي المسؤولة عن تأسيس وبناء المجتمع وامداد كل وزارات الدولة بخريجيها، فهي وزارة سيادية لا تقل اهمية عن وزارات الدفاع والداخلية والخارجية، وعلينا ان نتابع حركة التطور السريع في الدول المجاورة التي اهتمت بالتعليم اولا، وبالدماء الشابة ثم فكرت في التنمية بطرح المشاريع الكبرى، ولتحيَ كويتنا الغالية.

أ.د. معصومة أحمد إبراهيم

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك