عبداللطيف الدعيج : كنا نتوقع من رئيس الوزراء اقالة وزير النفط

زاوية الكتاب

كتب 609 مشاهدات 0


يصر البعض على اعتبار استجواب السيد وزير النفط تأزيما للعلاقة بين الحكومة ومجلس الامة، وانه امر ثانوي لا يستحق ان يعطل الحياة السياسية في البلد خصوصا ان السيد الوزير اعتذر وطيب خاطر المعترضين او الممتعضين من تصريحه. العلاقة بين الحكومة ومجلس الامة متأزمة 'خلقة' وليست بحاجة الى استجواب او 'عزيزو' حتى تتأزم وتتعقد. فمشكلة الحكومة - ولخصناها اكثر من مرة - هي في غياب اهدافها وانعدام حلفائها فهي تدعي التقدم وتعتمد على المتخلفين، وتنشد الاصلاح وتشد الظهر في المفسدين.!! وهذا واقع من المستحيل استقراره وهو السبب الاساسي في الجمود والضياع اللذين يمر بهما البلد. لذلك فالافضل لمن يجعجعون بالتأزيم ويرفعون النصائح والتحذيرات ان يوفروا انفاسهم فاتهاماتهم باطلة ودعاواهم مكشوفة. اما طرح ان وزير النفط ارتكب هفوة بسيطة ومن المفروض ان تمر وتمشي دون ضجة او آثار جانبية، فهو طرح سذج، وتفكير الطيبين والبسطاء، وهذا ما لا ينفع او يشفع في السياسة. فمهما كانت الدوافع السياسية شريفة وعفيفة، فان هناك جانبا 'سياسيا' في الامر. اهداف مطلوب تحقيقها وفرص يجري اقتناصها. ليس هناك لا تراحم ولا عدل ولا طيبة في السياسة. ومن يدخل هذا المعترك عليه ان يتوقع كل شيء.. من الضرب تحت الحزام الى الغش واللعب خارج الملعب والوقت. لهذا كان متوقعا ان يتحرك الشيخ ناصر المحمد بسرعة وان يطوق تصريحات السيد وزير النفط بل ويحولها لمصلحة الحكومة عبر توبيخ سريع او اقالة فورية. بل كانت الفرصة سانحة حتى في الجلسة التي اعقبت التصريح، فقد كان في الامكان الايعاز الى الشيخ علي الجراح بضرورة الاعتذار الواضح.. لكن هذا ما لم يحدث ونظن انه خطأ النائب الاول. اما التعذر بالاعتذار فهو في الواقع عذر اقبح من ذنب. وليس من المفروض ان يتمسك به او يطرحه من يعرف الف باء السياسة. فاعتذار الوزير جاء بوضوح على انه اعتذار من ' حدس' ومحاولة ليس لانقاذ الحكومة او الوزير بل لرفع الاحراج عن الاخوان المسلمين ونوابهم في المجلس. لذا فهو اعتذار يشكل خطأ آخر وصفعة - مقصودة او غير مقصودة - لخصوم السيد الوزير تجعل من الاستجواب ضرورة ووقف تكسب ' حدس ' مطلبا سياسيا آخر للكثيرين يعزز فرص الاستجواب ويذكي فتيله. تباطؤ الحكومة ثم تردد السيد الوزير كانا كافيين لشحن الاجواء ولاطلاق التفسيرات والتكهنات بان الوزير لم يهدف او يسه بل قصد ما قصد وانه والحكومة او الاسرة معه في دعم 'ولد العم'! المستجوبون لا يلامون فهم مخلصون في ما يطرحون، وهم لديهم تجارب مؤلمة مع الحكومة والحكم، وهم بعد كل هذا وذاك يدورون عن حجة او هم يتصيدون بالفعل في الماء العكر.... لكن على الذي عكر الماء وليس عليهم تقع تصفيته. * * * شبكة الحوار الليبرالي، /http://www.secularkuwait.net ، في رأيي شبكة متواضعة لم تفلح في سد مكان الشبكة اللبرالية التي اجبرت على الاعتزال.. مع هذا فقد تم حجبها من احدى شركات الانترنت بسبب 'مخالفتها اللوائح والقوانين'
المحرر البرلماني

تعليقات

اكتب تعليقك