مستقبل صناعات البتروكيماويات بين ايدينا !
الاقتصاد الآنمارس 3, 2010, منتصف الليل 2785 مشاهدات 0
لاشك بأن افتتاح مشروع 'ايكويت 2' في الأسبوع الماضي يمثل توجه في نوعية الصناعات القادمة في منطقة الخليج العربي وخاصة في مجال البتروكيماويات وتحديدا في الدول التي تمتلك النفط الخام و الغاز الطبيعي حيث سيكون التركيز و بدون حدود في هذا المجال ومع مبادرة مشروع كبير آخر قادم وهو مشروع ' أيكويت الكبير' أي ( Greater Equate ) مشترك آخر بين صناعات البتروكيماويات الكويتية و شركة 'داو' الأمريكية.
وتمثل صناعة البتروكيماويات أهمية و تحدي كبير للدول العربية المنتجة للنفط و الغاز كهدف استراتيجي مهم لتنويع مصادر دخلها القومي. ومن تقليل الأعتماد الشبه الكلي علي صادرات النفط الخام. حيث تعتبر صناعات البتروكيماوية من الصناعات الرئيسية التي تحتاج الي أستثمارات ضخمة و تقنيات متقدمة يجب استيرادها من الخارج وتحديدا من أوربا و الولايات المتحدة الأمريكية وان لم نقل و بمشاركاتهم لملكيتهم لهذه التقنيات.
وستشهد منطقة الشرق الأوسط تقدما كبيرا في هذا المجال و من المتوقع بأن يكون أكثر من 50% من الطاقات الجديدة في صناعات البتروكيماوية مركزة علي منطقتنا بحلول عام 2012 حيث ستبلغ الطاقات الأنتاجية في منطقتنا ضعف مثيلاتها في أوروبا الغربية. و يرجع السبب الرئيس علي التصنيع في منطقتنا العربية هو توفر المواد الأولية المتمثلة في الغاز الطبيعي والمشتقات النفطية باسعار تنافسية اي لقيم رخيص مقارنة بالمنتجين الآخريين في اي مكان في العالم . هذا بألأضافة الي وجود سوق يتميز بأرتفاع معدلات الاستهلاك و الموقع الجفرافي المتميز بين الشرق و الغرب وتحديدا قربنا من الدول الواعدة الكبري في نمط الاستهلاك من دول شرق آسيا في الهند و الصين.
ويعتبر الأيثليين و البروبيلين و العطريات من أهم المنتجات الأساسية في صناعة البتروكيماويات. و يعد الأثيليين أحد أكبرالبتروكيماويات المنتجة علي مستوي العالم و يستخدم كلقيم لانتاج البلاستيك و الألياف و الكيماويات العضوية الأخري التي تستخدم في النهاية في التعبئة و النقل والأنشاءات وفي أغراض صناعية و استهلاكية. و يستخدم الايثيليين في أغلب الأحيان كمقياس لاداء صناعة البتروكيماويات ككل. و تمثل منطقتنا العربية حوالي 10% من انتاج هذه المادة في الوقت الحالي الا ان هذه النسبة ستتضاعف وتصل الي 23% علي المدي الطويل. و تمتلك شركة سابك السعودية ثالث أكبر منتج للاثيليين وبطاقة انتاجية تقدر ب 9000 مليون طن في السنة مباشرة بعد كل من داو و أكسون موبيل. و تنتج الكويت حاليا حوالي 800الف طن سنويا من هذا المنتج و تأتي في المركز الثالث بعد السعودية و قطر من بين الدول العربية.
يتركز انتاج البتروكيماويات في 13 دولة العربية حيث تحتل السعودية المركز الأول و بنسبة 60% من اجمالي الطاقة العربية القائمة تليها ليبيا و بنسبة 11% ثم قطر و بنسبة 7% فالكويت 8 ر6% و مصر و الجزائر و العراق. ومن المتوقع ان يحتل العراق علي مركز متقدم في خلال ال 15 سنة القادمة مع استبداد الأمن ومع تطوير حقول النفط و الغاز.
و من اكبر الشركات العربية في مجال البتروكيماويات تتصدر سابك السعودية المركز الأول في العالم العربي والمركز الخامس بين أقوي شركات الكيماوية العالمية في العالم في مركز متقدم في العالم واصبحت من أكبر منتجي البتروكيماويات في العالم ولها مشاركات كثيرة ومختلفة و مع جنسيات مختلفة منها الأمريكية و الأوروبية واليابانية و الكورية وبسبب هذه المشاركات المتنوعة الكثيرة اصبحت أمنية اي شركة اجنبية ان تشارك سابك في اي مجال ممكن المهم الحصول علي لقيم رخيص و انشاء مجمع قريب من الآسواق الآسيوية الواعدة.
ومع اننا نحن في الكويت من اقدم الشركات العربية في هذا المجال حيث تأسست شركة صناعة الكيماويات البترولية في عام 1963 الا اننا لم نتقدم كثيرا حيث كان لب تركيزنا كان علي تطوير صناعة النفط و الدخول في جميع مجالات النفط و للوصول الي المستهلك النهائي في اسواق التجزئة في اوربا و دول شرق آسيا . و السبب الرئيس الآخر هو عدم وجود اللقيم او المادة الأولية من الغاز الطبيعي أو من المشتقات النفطية لانتاج الأثيلين. الا ان مع بداية 1990 اتخذنا الخطوة الأولي بأنشاء ايكويت لانتاج مشروع الأوليفينات الأول و في الأسبوع الماضي افتتاح مشروع ايكويت2 أو الأوليفينات الثاني بأستخدام منتج النافثا و الغاز المصاحب.الا ان التحدي الأكبر سيكون في تنفيذ مشروع ايكويت الكبري وايجاد والبحث عن اللقيم وتحديدا الغاز الحر للمضي القادم في تطوير البديل الاخر عن النفط ولتنويع مصادر الدخل و بمشاركة داو.
ومن هذا المنطلق يجب علينا دائما ان نبقي على الحوار مع الدول المجاورة و التي تمتلك طاقات فائضة من الغاز النحيل مثل قطر و ايران او من الغاز المصاحب من العراق لكي نتوسع في مجال البتروكيماويات الواعد ولخلق فرص عمل للخريجين القادميين في مجال البتروكيماويات واكتساب تقنيات جديدة في صناعات متقدمة.
تعليقات