صراع 'الراي' و'الوطن' إلى أين؟
محليات وبرلماناحتمالات استمرار المواجهة أو التوصل إلى 'صلح المصالح'
سبتمبر 29, 2007, 12:55 م 971 مشاهدات 0
تشهد الساحة الإعلامية الكويتية حربا مفتوحة بين صحيفتي مجموعتي 'الراي' و'الوطن' الإعلاميتين. الأولى تملكها مجموعة بودي والثانية يملكها الشيخ علي الخليفه الصباح. وقد وصل التراشق بينهما حد الاتهامات المتبادلة، والغمز واللمز وإشارة كل طرف إلى الآخر بالحرمنة، بينما يرى كل طرف أن خصمه سخر صحيفته لمصالحه التجارية والخاصة، وبأنه استغلها سلاحا ومخلبا لتمرير مشاريعه ولضرب خصومه بالحق والباطل.
وكان الصراع قد بدأ عندما اشارت صحيفة (الراي) إلى علاقة عاطفية بين مقدمي برنامج مسابقات ناجح جديد يعرض على شاشة ' الوطن' التي رأت النور قبل أيام. القريبون من 'الوطن' رأوا في قذف العاملين فيها 'غيرة' من نجاحها الذي حققته في أيام وهو ما لم تحققه قناة 'الراي' في سنين-حسب قول الوطن. لكن' الراي' تنكر الاتهام جملة وتفصيلا، وفسرت هجوم 'الوطن' عليها على أنه محاولة لخلق معركة تغطي على اقتراب إدانة مالكها الشيخ علي الخليفة والمتهم في قضايا مال عام منذ سنوات طويله .
و كتب الشيخ خليفة علي الخليفة- رئيس تحرير الوطن- أن خصمه جاسم بودي سخر صحيفته لمصالحه التجارية والخاصة بالحلال والحرام، وبأنه استعملها سلاحا ومخلبا لتمرير مشاريعه ومصالحه. بينما غمز بودي بوضوح لا يخفى على متابع في رده على خليفه علي الخليفه أن مجموعته تكونت عبر مئات السنين من التجارة الشريفة بينما كونها الخليفه من السرقات التي يحاكم والده هذه الأيام على خلفية الاتهام بها.
(للمزيد أنظر المقالتين على الرابطين أدناه)
مقالة خليفة علي الخليفة
www.alaan.cc/client/pagedetails.asp?nid=4761&cid=47
مقالة جاسم بودي
www.alaan.cc/client/pagedetails.asp?nid=4768&cid=47
وقد كان الخليفة في مقالته يتبع أسلوب هدوء الواثق مما يكتب ، كما يوحي الخليفة في مقالته أن في جعبته الكثير من الأسلحة التي يمكن أن يستخدمها وقت الحاجة , بينما طغى أسلوب الواعظ المجرب الذي خبر الإعلام وخوافيه على أسلوب رد جاسم بودي الذي كرر عبارة 'يا ابني' مرارا في خطابه لخليفة علي الخليفة.
ويتساءل المراقبون عما يمكن أن تقود إليه هذه الحملة المبتادلة وما يمكن أن تنتهي إليه حيث يتوقع المتابعون نهايات محتملة تتمثل في:
-الإحتمال الأول :
تدخل شخصيات ذات مصالح مشتركة مع الطرفين يمكن أن تؤدي إلى أن 'يطيح الحطب' على الطريقة الكويتية، والتوصل إلى اتفاق 'جنتلمان' يحدد الحدود بين الطرفين ولا يضر بمصالحهما. ومثل هذا الاحتمال سمة لحماية المصالح، وطريقة كويتية متبعة شهدها الشارع الكويتي هذا الصيف بعد الصمت المفاجئ لحرب البيانات المتبادلة، والاتهامات بكبائرالفضائح السياسية بين النائبين أحمد المليفي ومسلم البراك التي انتهت إلى لا شيء.
كما شهدت صحيفتا 'القبس' و'الوطن' في الماضي حروبا شعواء بينهما عندما كان محمد الصقر رئيسا للأولى، لكن تلك الحرب سرعان ما تختفي 'بليله ما فيها قمرا' بتدخل أطراف لها مصالح مع الطرفين، أو باتصال من شيخ على علاقة جيدة بالطرفين.
وقد يكون هذا الاحتمال الأقرب وخصوصا أن جاسم بودي أعطى إشارة استعداده لوقف هذه الحرب في نهاية مقالته حين قال بأن هذه آخر مقالة يكتبها في هذا الخصوص، لكن هذه الإشارة لا تعني السكوت في حالة استمرار الطرف الآخر بالهجوم، فكل منهما له أقلامه 'الدامية' التي يمكن أن يسخرها في حربه ضد الآخر، ولكل منهما رساموه وبرامجه المشاهدة والمسموعة، وبالتالي فإن الحرب لم تستنفذ كل أسلحتها بعد.
وقد علمت أن جهودا قد بدأت للإصلاح بين الطرفين تقوم بها شخصية معروفة وعلى علاقة مصالح حسنة معهما.
-الإحتمال الثاني :
اللجوء إلى المحاكم بقضايا القذف والاتهام، مما قد يخفف من مظاهر الحرب بينهما حتى يقول القضاء كلمته , ومن ثم استئناف الحملة على أسس واتهامات جديدة بينهما سوف تنسي القارئ والمتابع أسباب اندلاع هذه الحرب وبالتالي انخمادها بشكل تلقائي.
-الإحتمال الثالث :
استمرار هذه الحملة المتبادلة حتى يمل الناس منها وتبقى سمة مرتبطة بالطرفين، وهو احتمال قد ينتهي في خضم حدث كبير يغطي على كل الأحداث مثل حل المجلس أو الانتخابات البرلمانية أو في حالة دخول عدو مشترك للطرفين- وما أكثر أعدائهما المشتركين، عندها ستكون المصالح 'سيد الموقف'، وسوف تعود الأقلام إلى غمدها، وسوف تسكت مدافع المحابر، وتتراجع ألسنة المحاربين إلى جرابها،وعندها ستفرض المعطيات الجديدة ما يمكن تسميته 'بصلح المصالح'.
بعض المراقبين يرون فيما جرى ويجري تضارب مصالح طببيعي في ظل ضيق الساحة الإعلانية، ومع تدافع الصحف اليومية التي يمتلكها تجار أو يساهم فيها أصحاب رؤوس أموال وشركات تتقاسم الإعلان، وتخوض حروبا إعلانية من أجل البقاء والاستمرار , ناهيك عن النجاح والتميز الذي لا زال القادمون الجدد يبحثون عنه. والبعض الآخر لا يرى ضيرا من هذه الحرب الضروس على اعتبار أنه 'فخار يكسر بعضه'، وبأن المواطن العادي لاجمل ولا ناقة له في مثل هذه الحروب ولا يدري أصلا عن اندلاعها، وهو أصم لا يسمع دوي مدافعها الكلامية.
الحرب بين 'الراي' و'الوطن' قد تكون بداية لحروب مشابهة في عالم متغير يحكمه الإعلان، وتتحكم فيه المصالح وتكون الصحف والمحطات الفضائية ساحات لخوض تلك الحروب فيه.
.

تعليقات