الاستخبارات الخليجية بين حادثتي المبحوح وريغي !
عربي و دوليفبراير 28, 2010, منتصف الليل 3136 مشاهدات 0
انتهى موسم تسوق كاميرات المراقبة Surveillance Monitor في فنادق ومطار دبي، والبوربوينتPower Point في قاعات ايجاز الصحفيين، الذي افتتحه سعادة الفريق ضاحي خلفان تميم القائد العام لشرطة دبي ،و كالعادة رافق الافتتاح حملة تسويق اعلامية ضخمة حيث احتفت وسائل الاعلام الخليجية والعربية بالانجازات التي حققتها كاميراتنا ووسائل ايضاحنا كنصر مبين. وفي الوقت نفسه تناست تلك القنوات والصحف ان ما تم انجازه حتى الان لايتعدى الفرضيات القابلة للنقض،والغير قابلة للاستخدام كدليل في المحاكم فليس هناك إلا صور لاشخاص يرتدون نفس الماركة من النظارات الطبية. كما انقادت وسائل اعلامنا بسذاجة لتقع في الشرك الذي نصبه الموساد الاسرائيلي وهو خلق هالة جديدة من القدسية حول مغامرات ذلك الجهاز ورجاله بل ونسائه المخططين المبدعين والمنفذين الجسورين . ولم نكاد أن نفيق من صدمة اغتيال المبحوح حتى عاجلنا وزير الاستخبارات في جمهورية ايران الاسلامية حيدر مصلحي واصفا عملية اعتقال زعيم حركة مقاومة الشعب الإيراني (جندالله سابقاً) عبدالملك ريغي بأنها عملية كبرى ذات أبعاد استراتيجية، نفذها جنود (إمام الزمان) المجهولون،عبر ارغام طائرة كان عبد الملك ريغي يستقلها في رحلة جوية من دبي إلى قرغيزستان على الهبوط في مطار بندر عباس.أما الخبر الثالث فهو توحيد الجهد الاستخباري لدول الاتحاد الاوروبي للعمل من خلال ثلاث مكاتب مشتركة .
في القصور الاول ستر الفريق ضاحي خلفان الثغرة الامنية في السياج الاستخباري الخليجي بجهد الكاميرات وبفصاحة البوربوينت ، أما الثانية فلم يكن هناك من سبيل إلا انكار الانجاز الاستخباري الايراني برمته،حيث تم الاعلان عن إن ماتناقلته وسائل الإعلام بهذا الشأن لا أساس له من الصحة , و أن ريغي توقف في دبي لمدة ساعتين فقط.أما القصور الثالث فلا زلنا بانتظار تبلور موقف خليجي موحد في قضايا الامن والاستخبارات .
يقال ان الامن الحقيقي هو الذي تشعر به ولا تراه، ومع ما رافق عمليتي المبحوح وريغي من تطورات يتضح لنا غياب الامن والشعور به معا، ليس من شوارع دبي ودولة الامارات العربية المتحدة بل دول مجلس التعاون كلها، حيث تجرحنا حقائق عدة منها ان دبي تعاملت مع مدفع الموساد بخنجر شرطة دبي فهل يتساوى جهاز الاستخبارات مع قوة الشرطة بالواجبات ناهيك عن الحجم والخبرة والقوة ؟
من جهة اخرى لم تكن عملية اختطاف البلوشستاني عبد الملك ريغي محصورة في الساعتين التي استغرقتهما المقاتلتان الايرانيتان لاجبار طائرته على الهبوط ،لقد سبق ذلك جرائم عدة قامت بها الاستخبارات الايرانية في دبي وتشمل التعقب والمراقبة غير المشروعة،وتوثيق اجتماعه مع عملاء للسي آي أي كما اعترف الايرانيون بالقيام بها .
لقد سبق وان حذرنا مما كشفته 'صحيفة هاآرتس Haaretz 'الإسرائيلية في مايو الماضي أن عددا من ضباط الموساد والشاباك، يعملون في الخليج العربي تحت شعار شركات أمريكية وأوربية تعمل في مجال الأمن والدفاع. وكيف إن ثقة الصحيفة المطلقة في وهن اجهزة الاستخبارات الخليجية دفعها لتفصح عن اسماء الشركات التي نراها كل يوم مثل 'AGT-technology ' و STG - Sentry Technology Group' '،بل وأسماء الضباط الصهاينة فيها،والذين يضعون قتل أهلنا في فلسطين كمؤهلات أوصلتهم لرأس هرم هذه الشركات، مثل 'جيورا آيلاند Giora Island 'الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي، و جنرال الاحتياط 'دورون ألموج Doron Almong ' ثم قائد سلاح الجو الإسرائيلي سابقا،' إيتان بن إلياهو Etan Bin Elyahu, ' الذي ينحدر من اسرة ايرانية من مدينة المحمرة في الاحواز،بالاضافة الى ' عشرات الضباط من خريجي الجيش الإسرائيلي، الذين استقالوا من الجيش، بالإضافة إلى كبار المسؤولين السابقين في الصناعات الجوية وفي جهازي الشاباك والموسا.
لقد تم الاعلان في الاسبوع الماضي عن نية الاتحاد الاوروبي لتوحيد جهود وكالاته الاستخبارية ليصبح جهد واحد.و نقول: ألم تقم الاتفاقية الامنية بين دول مجلس التعاون لتعالج قضايا التعاون الأمني بين دول المجلس ولاجل منع مثل هذه الاحداث؟ الم يتم التوقيع على إعلان مسقط بشأن مكافحة الإرهاب عام 2002م،ألم يحن الوقت لمكافحة ارهاب الدول وجواسيسها كاسرائيل وايران ؟ إن ما جرى يؤيد الحاجة الماسة الى المخابرات الوقائية للتعرف عل نشاط العملاء السريين والسيطرة عليه ،والتوسع في الاستخبارات التكنولوجية التي تتعدى كاميرات الفنادق.ولن يكون ذلك بمقدور دولة خليجية واحدة بل من خلال جهد جماعي .
لتبرير القصور الاستخباري الخليجي ينقاد البعض لعمليات ربط ساذجة بين اغتيال الموساد للمبحوح وتفريط الامريكان بعبد الملك ريغي كتبادل الخدمات بين الطرفين ، لكن حقيقة الامر إن ما جرى كان رسالة استخبارية من طهران ليست للاماراتيين و لا للخليجيين بل للغرب واسرائيل بأن الخليج العربي ليس ملعب لكم وحدكم!
بقي ان نقول انه في المانيا النازية كانت مدرسة التجسس تقوم بالتخلص من رجال الاستخبارات الفاشلين في التعليم الاستخباري بعد اهدار الاموال الطائلة عليهم بارسالهم في مهمات الى ارض العدو تضمن فيها القبض عليهم و شنقهم ، فهل حان الوقت لارسال بعض من فشلوا في رد الاختراق الاستخباري الايراني والاسرائيلي في مهات الى طهران وتل ابيب.
تعليقات