ومن 'الخز' ماقتل ؟!
محليات وبرلمانهل هو عادة؟ أم هواية؟ أو مجرد اشباع للفضول؟!!
فبراير 26, 2010, منتصف الليل 4065 مشاهدات 0
عندما تذهب لأي مكان بالكويت سواء للتنزه أو تقوم بإجراء إحدى المعاملات أو أيا كان سبب خروجك، فتجد هناك شيئا غريبا يحوم حولك، وتشعر بأعين تصيبك سهامها يمينا و شمالا فلا تستطيع تجاوزها، لذلك يفضل البعض تجاهلها والبعض الآخر يشعر بالخوف منها فلا يعرف كيف يتصرف تجاهها، وللأسف حتى صغار السن هم أيضا دخلوا ضمن هذه الفئة، فهي ليست مقتصرة على عمر معين، كما أنها ربما تكون عادة اعتادوا عليها أو أنها مجرد فضول وتطفل من أجل التعرف على الأشياء أو الأشخاص من حولهم، وقد تكون محاولات يائسة لإقحام أنفسهم في خصوصيات الآخرين، وكسر حواجز معينه قد لا يراها إلا هؤلاء 'المراقبين' بأعينهم ولا يراها غيرهم، ونلاحظ هذه العادة الغريبة عندما يكون الفرد في أي مكان عام، سواء كان هذا المكان منتزه أو سوق للتبضع أو حتى دائرة حكومية ترغب بإنجاز معاملتك فيها، إذ تجد العيون تطارد الضحية في كل مكان وكأنها تريد تسديد سهامها نحوها، حتى ان بعضهم يشعر بالعجز من الهروب من تلك النظرات التي نسجتها تلك العيون من حولك للحد من تحركاتك.
لذلك عندما نركز على هذه الظاهرة أو العادة، سوف نجد أن هناك من جعلها بالفعل هواية له، يمارسها في تنزهه أو ذهابه لأي مكان، وبعضهم من يختار له مكانا مميزا كي يبدأ بعملية 'الخز' لمن يأتي و يذهب، ومن قلة أدب البعض أن نظره لا ينكسر أبدا، فتجده حتى وأن رددت إليه النظرة بنظرات باستغراب أو وجهت إليه علامات الاستفسار، ستجده بقوة ينظر دون استحياء، لا يهمه استفسارك أو تعجبك، ويضعك في دوامة تجعلك تشعر بالحرج أو تستفسر بأسئلة عديدة حول هذا الأمر، وكأن هناك شيئا خطأ يحدث حتى لو كنت واثق الخطى، فقوة النظرات قد تهز ثقتك بنفسك أحيانا.
ولا يقتصر الأمر على الرجال فناك بعض النساء اللاتي يرسمن سمة الحياء على وجهوهن، ولكنها بكل جرأة تسير لتوجه لغيرها نظرات كثيرة وغريبة، وإذا كانت وجهة النظرات لإمرأة أو فتاة من جنسها فهذا يعطيها الحق أكثر بأن تزيد من جرعات 'الخز' و كأنها إجباريا تريد أن توصل مسجات عدة مخيفة، وتجعل ضحيتها قد تظن أن هناك شيء ملتصق بها أو شيئا خاطئا ارتكبته وستبحث حول نفسها فلا تجد شيئا واضحا، ولكن تفاهة الناظرين هي التي أوحت بهذه النظرية، فما هو الأمر اللذي يجعل النساء ينظرن بقسوة وغضب و غيرها من النظرات المختلفة وهي دون سابق معرفة بمن تناظرها، فهل يحق أن نطيل النظر للناس؟!.
لا نجدها في الدول الغربية :
في الدول الغربية الأفراد يهتمون بشؤونهم فقط، و لا يلتفت الناس أبدا لغيرهم لأن ذلك يعتبر من قلة الأدب وسلوك سيئ لديهم، وحتى لو مشيت المرأة نصف عارية وترتدي ما ترديه لا تجد أحد يقول (انظروا إلى ملابس هذه المرأة؟!) أو إلى صبغة شعرها الصارخة أو إلى لبسها أو لغتها الغريبة، وقد نقول أننا في بيئة تحتم علينا النظر لما هو مخالف لعاداتنا وتقاليدنا وديننا فربما نلتمس العذر في هذه الحالة، لكننا للأسف ننظر لكل شيء بإستغراب، ونطلق سهام نظراتنا على كل شيء سواء كان غريبا أو معتادا أو عاديا، لكن المقصد من المقارنة أن لديهم في مجتماعتهم الكثير من الأشياء التي فعلا لا تحدث لدينا ورغم ذلك لايعيرونها اهتماما، ولو حدثت بالفعل في الكويت ربما حدثت أزمة كبيرة، لكن المهم مما سبق بأن نصل لنقطة مهمة، هي وجوب عدم التدخل بشؤون غيرنا من خلال النظرات الحادة الغريبة ما لم يستعدينا أحد للتدخل بأمر ما، والابتعاد عن تضييع الوقت من خلال وسيلة (الخز) التي قد تخلف من ورائها عنفا قد يصل للجريمة أحيانا.
لذلك نجد البعض يشعر بالأسى لعدم الراحة في بلده، بينما يتمتع بها ويمتلك الحرية في تصرفاته الطبيعية عندما يتواجد في بلد آخر متحضر، فلماذا ينتابه هذا الشعور؟ لأننا ببساطة نعيش بمجتمع امتلأ به (الخزازون ) الذين ينتظرون الاصطياد على غيرهم الأخطاء أو يترقبون حدوثها ويحاولون إيهام غيرهم بما هو ليس بهم، وهم للأسف منتشرون بكثرة بالمجمعات وبالكليات وبالشوارع وفي معظم الأماكن لابد أن يصادفك أحدا منهم، ويأتي فئة الخزازون بجميع الأشكال الغريبة، فهناك الرجل كبير السن والشباب والمراهق، ونحن لا نعمم هذا الأمر على الكل ولكن هناك نوعية معينة تمارس أسلوبا سلبيا في تقييد حريات الغير من خلال هذا الأمر، و لابد أن البعض قد مروا بمواقف مشابهة، و كل له رأيه بتحليل ما يراه مناسب لهذا السلوك.
الفئة الأنجح و الأصح :
هي التي لا تهتم لهؤلاء المتطفلين، و لا يعتبرون لهم وجود، ويسيرون بالحياة على الطريقة التي يريدونها دون تأثر بنظرات من في قلوبهم مرض، وان القوا عليهم نظراتهم الحادة والحاقدة، يكملوا عملهم وتنزههم وحياتهم، لذلك على الجميع أن يحذوا حذو مثل هذه الفئة، فلا يلتفوا لغيرهم و لا يعتقدون أن هناك سلوك خاطئ يحيط بهم، فالأفضل بنا أن نتجاهلها و لا نبادرها بالنظرات ولا نلتفت إليها بتاتا، فالأهم هو الرضا وقبولنا وثقتنا بأنفسنا وثقة من حولنا بنا، وترك الفئة الخاطئة تحوم حول نفسها أو حول من هم على شاكلتهم، كما أن هواية الخز الذي تمارس تعتبر نوعا من التعدي على حقوق الغير، وليس من حق البعض أن يتعداها حتى لو كانت بالنظر، ومن أصول الاحترام أن نتعلم ونعلم أبنائنا بأن لا ننظر بصورة غير طبيعية للناس أو نلاحقهم بالنظرات ونراقب خطواتهم وننتظر أخطائهم، فلكل شخص خصوصياته، كما أن البعض يرى أن الحرية خارج المنزل أصبحت غير مرغوبة بسبب كثرة المتطفلين بنظراتهم، ولن تزول هذه الأشياء إلا بزوال الأسباب التي تحيط بها، فربما هناك ظروف نفسية تحيط بالذين يراقبون غيرهم، أو ربما هناك نقص بشيء ما يعانون منه لا يعلم به أحد، أو أن البيئة التي عاش بها حرمته من التمتع مثلا من رؤية أشياء كثيرة لا يستطيع تحملها فتجده يفتح عينيه وفمه مندهشا مما يرى حوله في العالم الخارجي.
* علم النفس لابد أن يبدي رأيه بهذا السلوك :
الدكتور خضر بارون قد علق على ظاهرة (الخز) بقوله لنا في :
ولعل من الأسباب التي تدفع بهؤلاء الناس للنظر بصورة غير طبيعية هي عدم وجود هواية أو تجارة أو عمل يشغلهم بدلا من الجلوس بالمقاهي والأسواق والتفرغ فقط للنظر لغيرهم، وهذا السلوك لا يحدث بالدول الأجنبية بسبب استغلالهم لوقتهم بصورة صحيحة وتقديرهم لأهمية الوقت، فتجدهم يقضون وقتهم بقراءة الكتب أو الإطلاع على الانترنت أو التوجه لهواية معينة، فلو كان مثلا شخص لدينا لديه تجارة مهمة فهل سيتفرغ للجلوس والنظر لتصرفات من الناس حوله، فبالطبع لن يفعل ذلك ولكن أرى أن معظم الأشخاص الذين يفعلون ذلك هدفهم بالدرجة الأولى هو الاستمتاع واشباع الفضول أكثر من أي نظرة أخرى كالحسد والحقد والكراهية, ومن الوسائل العلاجية للقضاء على هذا الأمر الذي يزعج بعض الناس هي أن تكون هناك توعية من قبل الأسرة لأبنائها، حيث لا يقبل أخ أو زوج أو أب أن يتم النظر لهم بصورة جريئة من البعض، كما أن الفرد لابد أن يقدر قيمة الوقت ويذهب للندوات والمحاضرات للاستفادة من وقته بصورة جيدة بدلا من تضييعها بطرق لا تأتي بفائدة له، كما أن الشخص يستطيع أن يطور من ذاته بعدة وسائل من خلال القراءة والانترنت و الدورات المفيدة التي تساهم أن يكتسب مهارات مهمة في العلاقات الاجتماعية، ولابد أن يعلم البعض أن ظاهرة النظر للغير ومراقبة الناس صفة غير محببة وديننا يحثنا على غض النظر والابتعاد عن تقييد حريات الناس من خلال توجيه نظراتنا لهم .
لا يمكن أن نحكم على الشخص بسبب نظره لغيره من الناس ولا نقول أن هذه النظرات قد تسيء له أو تنتقص من حقه وخاصة إن كانت من وراء هذه النظرات فضول دفعه كي ينظر لما حوله، أو أنه وجد تشابه لما امتلكه في غيره أو قد تكون إعجابا لشيء ما بمن ينظر اليه، ولعل النظر هو الوسيلة المستخدمة لدى الإنسان كي يلتفت ويتنبه لغيره ولا يلام على استخدامها، ولكن هناك ردة فعل من الناس لعدم تقبل النظر لهم، وهي تعتبر نوع من التدخل في خصوصياتهم وحرياتهم وأحيانا يرغب البعض بقول 'ليش تطالعني !؟' أو غيرها من العبارات التي تضعهم أحيانا بموقف محرج، و آخرين يثبتون عدم ثقتهم بأنفسهم لذلك الخلل في بعض الأحيان بالشخص الذي ينظر إليه وليس الناظر له، والإنسان بطبعه يحب أن يكون غير مراقب ولا تقيد حركاته من خلال نظرات الناس، ويحب التصرف بعفوية دون أن تتخللها نظرات الناس التي تقيد من حريته وتمنعه من أن يتحرك بصورة طبيعية .
تعليقات