26 فبراير 'عودة وطن'

محليات وبرلمان

يوم لن يمحى من ذاكرة أبناء الكويت

7485 مشاهدات 0


لقد كانت محنة الغزو العراقي  تجربة قاسية على الكويت أرضا وشعبا، حيث كانت أسوأ الأمثلة وأكثرها تجردا من الإنسانية، بعيدا عن الأخلاق والقيم والمبادئ، وتمت بها استباحة الدماء، وهتك الأعراض، وتشريد الناس، و هذا ما تحرمه الأديان وما ترفضه مواثيق الشرف، لقد كانت تجربة الغزو العراقي مريرة جدا لقي بها الشعب الكويتي مرارة وتلقى شتى صنوف التعذيب على أيدي زبانية المقبور صدام حسين، الذي لم يفرق بين أبناء الشعب الذي وقف بوجهه وقفة رجل واحد (سنة وشيعة، بدو وحضر) إلى أم من الله علينا بنصره، لترفع راياتها فرحا بانتصار الحق على الباطل، فكانت ذكرى التحرير عيدا لا ينساه الكويتيين يجددونه في يوم  26 فبراير من كل عام.



فتجد الناس يشكرون الله على نعمة التحرير، وتخرج في الشوارع تردد الأغاني الوطنية، معبرين عن حبهم  للوطن من خلال هذا اليوم الذي سجل في عام 1991 م لحظة تاريخية لاتنسى، ففي ذلك اليوم استعيدت الحقوق الكويتية بعودة آل صباح والشعب لممارسة حقوقهم، والعيش على أرضهم دون وجود مستعمر يفرض عليه عيشا مريرا، أو يسلب منه ما كان في الأصل له، فقد أثبت الشعب للعدوان العراقي عليه أنهم صفوف صلبة لا تلين مهما كانت وسائل التعذيب والانتقام، وقد سطر سجل الزمن نماذج رائعة وفريدة وشامخة  على التصدي للعدوان، التي لابد أن تتناقلها الأجيال فيما بينهم، وتكون دروسا لنا نتعلم منها صور حب الوطن، وأمثلة يقتدي منها  في الحياة.



لقد أعطى كل من الرجل والمرأة الكويتية  وحتى المراهقين والأطفال و جميع الفئات العمرية وبمختلف المستويات وكافة الشرائح صورا جليلة لحب الكويت، كما ظهرت صور معاكسة لبعض من اعتقد أن الكويت لن تعود، فلعب بهم الشيطان كي يقفوا بجانب العراقيين، ومنهم من أجبروا فانصاعوا خوفا على حياتهم، فانقسمت الفئات إلا أن أنصعها بياضا و أقواها في نحر الظلم وصد العدوان هم شهدائنا الأبرار وأبطال المقاومة وكل من رفض العدوان حتى لو بصمت، فيكفي أن بقاء الأمل بعودة الكويت، وإصرارهم على رفض الانصياع لحكومة أخرى غير التي عاهدوها منذ بدء نشأة الكويت، ومنذ أن فتحت أعينهم على الحياة وهم لا يرون إلا وطنهم الكويت وحكم آل صباح، فكان الرفض والمقاومة أمرا طبيعيا لا يحاسبون عليه، بل ترفع لهم الأيادي تبشرهم بقرب التحرير، و فعلا بفضل من الله سبحانه وتعالى وبجهود كل من وقف مع الحق، وبجهود الشعب الصامد و من كان خارج الكويت أيضا، وبوقوف بعض الدول العربية والدول الأجنبية، تحررت الكويت من براثن الغزو العراقي الغاشم، فكانت بالفعل جهودا لا تنسى لهم ولازالت مواقفهم مشرفة وعلاقاتهم طيبة مع الكويت فبفضل هذه العلاقات وبفضل رفض الشعب للغزو، عادت الكويت  لأبنائها، جميلة رغم ما أصابها من تدمير وتخريب و سرقات، إلا أن التعمير ومحاولة تضميد جراحها كان كفيلا بعودتها سالمة قادرة للنهوض واستعادة نشاطها مرة أخرى، عائدة إلى حكومتها الرشيدة و شعبها المتعطش لحريتها، فكانت الصيحات و عبارات تردد ..' الكويت حرة' تمتلئ أجواء الكويت، فركض الجميع في الشوارع  فرحين و مبهورين، ليروا بأعينهم هذه الحقيقة، وليبحثوا عمن غابوا عنهم بسبب الحصار الذي كانوا به، فرؤية الجيوش الكويتية والخليجية والأجنبية الصديقة تجوب الكويت في الشوارع، كانت هي العلامة الأولى بعودة الوطن وبدء الاحتفالات الوطنية منذ ذلك اليوم، الأعلام تنتشر وترفرف على سطوح المنازل وفي الشوارع وفي كل مكان في الكويت كانت فرحة لن تنسى ارتسمت على عيون كل كويتي داخل وخارج الكويت، كما شاركتهم الدول الأخرى هذه الفرحة، وعادت بالفعل الكويت للكويتيين في يوم أطلق عليه عيد التحرير ليحتفل به الجميع من كل عام.



ولعلنا نجدها فرصة مناسبة أن نشاهد هذه الفرحة بالصوت والصورة:


http://www.youtube.com/watch?v=UmG5Lyv1uYE&NR=1

http://www.youtube.com/watch?v=8GKP2U-ECYo

الآن - تقرير: فوز الظاهر

تعليقات

اكتب تعليقك