49 عاما على الاستقلال
محليات وبرلمانالكويت بلاد الخير، والحرية، والعطاء
فبراير 25, 2010, منتصف الليل 4669 مشاهدات 0
الكويت الآن تعيش لحظات الاحتفالات الوطنية بمناسبة الذكرى ال49 للعيد الوطني وذكرى يوم التحرير ال19 يومي 25 و 26 فبراير , و قد تزينت الشوارع بهجة بهذه المناسبة السعيدة على قلوب جميع الكويتيين , و يشاركهم الفرحة أبناء دول الخليج و الدول العربية الذين يقطنون على أرضها , لتمتزج لحظات الفرحة بالحرية التي أنعم الله بها البلاد , و لتوثق عهود الولاء والحب والتضحية للوطن مهما كانت الظروف والأزمات التي يمر بها , فجميع الكويتيون يعلنون هذه الأيام إخلاصهم للوطن وللأمير, وأنهم شعب على قلب واحد يجمعهم حب واحد و هو الكويت.
عيد الاستقلال أعلن في شهر يونيو عام 1961 م في عهد المغفور له الشيخ عبدا لله السالم الصباح طيب الله ثراه، وقد ارتبط جلوسه في الخامس والعشرين من شهر فبراير الذي اتفق على أن تكون المناسبتين في يوم واحد منذ ذلك الحين والكويت تحتفل به من كل عام , تتزين الشوارع معلنة بدء الاحتفالات بها، فكان هذا الاستقلال بداية التوجه نحو تطوير البلاد بسواعد أبنائها من خلال تطوير التعليم والصحة و توفير كل متطلبات الشعب في ظل قيادة حكيمة قادرة على أن توفر جميع العوامل اللازمة لتقدم البلاد والمواطن الكويتي .
إن مفهوم الاستقلال عبارة عن مسؤولية الدولة بصورة مباشرة عن إدارة شئونها الداخلية والخارجية، وقد حصلت دولة الكويت على الاستقلال في عهد الشيخ عبد الله السالم الصباح في 19 يونيو من عام 1961م حيث طلبت الكويت من بريطانيا إلغاء معاهدة 23/يناير/1899م المعقودة بينهما ، وقد أكدت الاتفاقية الجديدة المعقودة بين الكويت وبريطانيا استقلال الكويت استقلالاً تاماً في الشئون الداخلية والخارجية، وتم إعلان استقلال الكويت 'دولة مستقلة ذات سيادة كاملة '. و قد عمت الكويت فرحة وسعادة لم تشهدها من قبل ... فقد قطع راديو الكويت برامجه المعتادة ليذيع كلمة وجهها الشيخ عبدا لله السالم الصباح لأبناء وطنه و الأمة العربية جمعاء.
وفي شهر سبتمبر من نفس السنة أصدر الشيخ عبدا لله السالم الصباح القانون رقم 26 لسنة 1961 بتنصيب العلم الوطني لدولة الكويت ونص القانون في مادته الأولى على أن يكون العلم الوطني لدولة الكويت على شكل مستطيل أفقي طوله يساوي ضعف عرضه ويقسم إلى ثلاثة أقسام أفقية متساوية ملونة أعلاها الأخضر فالأبيض فالأحمر ويحتوي على منحرف اسود اللون قاعدته الكبرى من جهة السارية ومتساوية لعرض العلم والقاعدة الصغرى مساوية لعرض اللون الأبيض وارتفاعه يساوي ربع طول العلم، وقد استوحيت ألوان العلم من بيت شعر عربي للشاعر صفي الدين الحلي وهو:
'بيض صنائعنا خضر مرابعنا سود وقائعنا حمر مواضينا'.
ولم تنسى الكويت أن تبدأ مرحلة جديدة نحو جيرانها من الدول الخليجية العربية, و حتى باقي الدول الأخرى البعيدة عنها جغرافيا, لكن قريبة بفضل السياسة الخارجية المتميزة التي جعلتهم يثقون بالكويت كدولة قادرة على إدارة شؤونها كأي دولة أخرى تضاهيها بالعدد والمساحة، وتعلن الكويت دائما رايات السلام والأمن عبر وسائلها المتعددة ومشاركاتها في المجالس والتجمعات الدولية واضعة أمام نصب عينيها هذا الأمر و مقدمة أولوياتها, كما أنها لا تغفل عن الوقوف إلى جانب أخوانها بوقت الضيق , فتمد يد المساعدات في أي أزمة تمر بها أحدى الدول, دون انتظار أو دعوة فكانت سباقة لعمل الخير بمد المئونة التي يحتاجون لها وقد تعددت واختلفت أشكالها حسب الظروف التي تصيب هذه البلدان , على أمل أن تكون صورتها مشرفة في هذه المواقف.
وقد أخذ الشيخ عبدا لله السالم الصباح – رحمه الله و طيب ثراه – أمير دولة الكويت الحادي عشر ( 1950 – 1965 م ) و بالتحديد منذ عام 1959 م بعض الخطوات الهامة في سبيل استقلال البلاد الداخلي، ففي 19 من ديسمبر من نفس العام ، أصدر الأمير الراحل مرسوماً أميرياً بتنظيم القضاء و جعله شاملاً لجميع الاختصاصات القضائية في النزاعات التي تقع داخل الكويت بعد أن كانت بعض القضايا تنظر أمام هيئات غير كويتية، كما تم انجاز ما يقارب من 43 قانوناً تشريعاً مدنيــاً وجزائياً ، أهمها إصدار مرسوم قانون جوازات السفر حيث تم تنظيم منحها لمن يستحقها من الكويتيين، و إصدار مرسوم بقانون إقامة الأجانب في الكويت، وفي أكتوبر 1960 م تم إصدار قانون النقد الكويتي بعد أن كان الاعتماد على قانون النقد الهندي، بموجب اتفاقية بين حكــومة الكويت و الهند تمت في مارس عام 1961.
أما في المجال الدولي، فقد عملت الكويت على اكتساب شخصيتها المستقلة، فصدر في عام 1959 م قانون الجنسية الذي أدخلت عليه التعديلات في عام 1960 – للمحافظة على الوضع الديموجرافيا المميز للكويتيين في وطنهم، كما حرصت الكويت على بناء جسور الربط بينها و بين بقية الدول العربية، وعملت على توثيق أواصر العلاقة بينها وبين جامعة الدول العربية في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وحاولت الكويت الانضمام إلى عضوية الجامعة العربية في سبتمبر 1958 ، و لكن حال عدم استقلالها دون إتمام عضويتها رسمياً إلى الجامعة آنذاك.
كما انضمت الكويت إلى أكثر من منظمة عالمية ومنها:
- المنظمة الاستشارية البحرية (1959 م).
- الاتحاد الدولي للمواصلات السلكية و اللاسلكية (1959).
- الاتحاد البريدي العالمي (1960).
- منظمة الطيران المدني العالمية (1960).
- منظمة الصحة العالمية (1960).
- منظمة الأغذية و الزراعة و الفاو (1960).
- منظمة الأمم المتحدة للتعليم و البحث العلمي والثقافي( اليونسكو) عام (1960).
- منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك).
و أخيراً في 13 يونيو 1961 م و قبل إعلان استقلالها التام رسمياً عن بريطانيا بستة أيام – انضمت الكويت إلى منظمة العمل الدولية، وبذلك أعدت الكويت نفسها للاستقلال مع النصف الثاني من عام 1961 م، وكان أول عمل تنظيمي لجهاز الحكم بعد الاستقلال إجراء انتخابات لإنشاء مجلس تأسيسي من أبناء الشعب لوضع دستور دائم للكويت يستند إلى المبادئ الديمقراطية والقوانين والتشريعات المنظمة لمختلف مرافق الحياة، وقد أصدر المغفور له الشيخ عبد الله السالم في 26 أغسطس (آب) 1961 مرسومًا أميريًا بهذا الشأن. وفي 20 يناير 1962م ، افتتح رحمه الله أول جلسات المؤتمر، وفي 11 نوفمبر سنة 1962م صدق على الدستور الذي أقره المجلس التأسيسي، وبه تحدد نظام الحكم في الكويت بأنه:
- نظام الحكم ديمقراطي.
- السيادة فيه للأمة وهي مصدر السلطات جميعًا.
- الكويت إمارة وراثية في ذرية المغفور له الشيخ مبارك الصباح.
وتتمثل المسؤوليات الداخلية للدولة في:
- توفير الأمن والطمأنينة والوظائف المناسبة للسكان.
- توفير الخدمات الأساسية: كالتعليم، والصحة، والكهرباء.
وتتمثل المسؤوليات الخارجية للدولة في :
- الدفاع عن الوطن من أي اعتداء خارجي.
- المشاركة في المنظمات العالمية .
في 23 يناير (كانون الثاني) أجريت تنفيذاً لأحكام الدستور أول انتخابـــات نيـــابية في تاريخ الكويت الحديث لاختيار خمسين نائبًا يمثلون عشر دوائر انتخابية.وفي 29 يناير سنة 1963 افتتح المغفور له الشيخ عبد الله السالم الصباح أول مجــــلس للأمة في تاريخ الكويت.
وعلى النطاق العربي والدولي ، في 20 يوليو من عام 1961م انضمت الكويت إلى الجامعة العربية لتســـاهم بالتضامن مع الدول العربية الشقيقة في كل ما يعود بالخير والتقدم للأمة العربية. وفي 15 مايو 1963م أصبحت الكويت عضوًا في هيئة الأمم المتحدة بإجماع الأصوات لتغدو العضو الحادي عشر بعد المائة في أسرة المجتمع الدولي ، ثم تابعت الكويت بعد ذلك بالانضمام الى بقية المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة الواحدة تلو الأخرى .
للكويت لوحات مشرفة في جميع المحافل الدولية والعربية، وعبق الماضي والحاضر ينبثق منها , وحبها محفور بقلب شعبها الأصيل.. في ظل قيادتها الرشيدة آل صباح .. فدعائنا لله بأن يحفظ الكويت وشعبها من كل مكروه وأن يديم عليها نعمة الأمن والأمان, وتزال كل العوائق والمشاكل عن طريق التنمية والتطوير , و تبعد عنها أعين الطامعين بها .
تعليقات