من هلمند إلى الرياض:

خليجي

تحت دخان البارود والخيانات والأفيون

1732 مشاهدات 0

مخدرات هلمند

قبل ثلاثة أسابيع تطرقنا لزيارة الرئيس الافغاني –المتأنق دائما - حامد كرزاي الى السعودية بحثا عن مساعدة تتيح لنظامه التعامل مع حركة طالبان المتشددة. فقد سبق كما اشرنا  إلى أن  للسعودية رغم المواقف الطالبانية المتقلبة نجاحات عدة  في  ترتيب  اتصالات بين حكومة كرزاي وحركة طالبان في السابق، وهاهو  الرئيس الافغاني يعود لدعوة المملكة لتقديم المساعدة مجددا: 

http://www.alaan.cc/pagedetails.asp?nid=46458  

وقد أشرنا الى إن على قادة طالبان ضرورة الانحناء لدخول النفق  الذي دمروا كل الطرق سواه  للوصول الى نقطة الضؤ المتوهجة على طاولة المفاوضات في الرياض.

 لقد بدأت عملية 'مشترك 'يوم السبت 13 فبراير 2010م ، ورغم مضي عشرة أيام  على انطلاقها ورغم أن الزمن المحدد لها يمتد حتى  الصيف القادم ، إلا أن جميع المؤشرت تشير الى ان القيادة العسكرية الاميركية لا تتمتع برفاهية  كسب أو خسارة تلك الحرب  ،فالرئيس الأميركي باراك أوباما مصر على إجبار طالبان على توقيع سلام بشروطه، كي يتمكن من سحب قواته كما وعد في منتصف يوليو 2011م  إذا كان طامحا إلى ولاية رئاسيّة أخرى.

صحيح أن الهجوم الذي شنه 15 الف جندي افغاني وأجنبي من جنود المارينز الاميركان وقوات بريطانية ودنماركية واستونية وكندية قد تعثر عدة مرات بفعل  دخولهم نطاق مرمى نيران قناصة طالبان والقنابل المزروعة على الطرق، إلا ان الحروب لا تدار من قبل الفلاسفة والمثقفين المثاليين، بل من قبل آلات بشرية مدربة على القتل والابداع في اختراع طرق انجازه ، ومن رجال استخبارات لا تنفذ ذخيرتهم في  الخداع. فقد  بدأوا في تحطيم الجبهة الداخلية لطالبان في 'مرجه' عن طريق توزيع  اجهزة راديو للمزارعين  تبث برامج  تعرض قيمة مساعدات مالية ووظائف على  عناصر طالبان الذين يتخلون عن سلاحهم، وفي الوقت نفسه تحدد مقدار الفدية التي سيحصل عليها المزارع نظير رأس كل مقاتل من طالبان، بما يشبه الحالة التي تمت عندما قام الافغان ببيع كل شخص عربي هناك للقوات الاميركية حين دخولها افغانستان عام 2001م حتى ولو كان رجل ورع  في فريق اغاثة . من جانب آخر قامت قوات الغزو باستخدام مدنيين  تحت تهديد السلاح كأدلاء  لها ، ليقعوا بين نار طالبان كدروع  بشرية وبين نار قوات الاطلسي التي تراهم مجرد حثالة يعتاشون على زراعة المخدرات التي تدمر الحضارة الغربية وتغذي جيوب طالبان بالعملة الصعبة .

 ورغم مقتل العديد من جنود حلف شمال الاطلسي، وحادث مقتل مدنيين افغان معرضا الدعم السياسي للحرب للهشاشة في عواصم شمال الاطلسي إلا إن حرب أوباما الاولى في السهل الزراعي في وادي نهر هلمند مقدر لها في البنتاغون أن تنجح مهما كان الثمن . حيث إن استراتيجية الجنرال ستانلي ماكريستال هي العصا التي لم تضرب طالبان في موجع حتى الان، أما الجزرة فهي طاولة المفاوضات في الرياض، ولا نستبعد نجاح هذه الاستراتيجية ليس لاسباب أوباما الانتخابية بل لاسباب استراتيجية أخرى حيث صرح المبعوث الأمريكي إلى كابول ريتشارد هولبروك قائلا 'لا يمكننا ارتكاب خطأ عام 1989م الفادح. ينبغي للمجتمع الدولي أن يبقى في أفغانستان ليساعدها' حيث إن غياب المشاركة الدولية بعد انسحاب القوات السوفيتية من أفغانستان قد ادى لوقوع ذلك البلد في مستنقع عنف استمر 19 عاما، نمت فيه خلايا الارهاب التي هددت ليس الغرب فحسب بل الوطن العربي والمملكة العربية السعودية على وجه الخصوص .

د.ظافر محمد العجمي المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج

تعليقات

اكتب تعليقك