هل أصبح 'الخليج العربي' بوابة خلفية للموساد؟!
عربي و دوليفبراير 15, 2010, منتصف الليل 1877 مشاهدات 0
إن المسافة بين طرفي السؤال مرهقة للكرامة قبل العقل، ففيما بين الطرفين جاء اغتيال القيادى الفلسطينى محمود عبد الرؤوف المبحوح فى دبى يوم الأربعاء 20 يناير 2010م من قبل الموساد مثل عورة نصد عنها حياءا فتصفعنا في كل صحيفة ومنتدى وقناة فضائية .لقد كان 'ابو العبد'من مؤسسى كتائب عز الدين القسام الجناح العسكرى لحركة 'حماس'، و نفذ الشهيد عملية خطف وقتل الجنديين الإسرائيليين 'إيلان سعدون' و'آفى ساسبورتس' ، لمبادلتهما بالأسرى الفلسطينيين، كما شارك في التخطط للعديد من العمليات ضد إسرائيل.
ويعود تغلغل الموساد في دول الخليج الى عام 1975م عندما وقع الشاه اتفاقية تعاون بين السافاك والموساد،فتشارك الطرفان في ادارة القواعد الاستخبارية في الخليج،حيث كانت تعيش جاليات فلسطينية كبيرة، فاعلة، وذات حراك مؤثر في احداث الشرق الاوسط . ثم فتحت قنوات نشطة لمرور الموساد للخليج بعد سقوط الطاغية صدام في العراق، عبر مشاريع تجارية لشركات أجنبية جعلتهم يتحركون بأقنعة مختلفة وجوازات متعددة . وفي مايو الماضي كشفت 'صحيفة هاآرتس Haaretz 'الإسرائيلية أن عددا من ضباط الموساد والشاباك، يعملون في الخليج العربي تحت شعار شركات أمريكية وأوربية تعمل في مجال الأمن والدفاع.
بل أن ثقة الصحيفة المطلقة في وهن اجهزة الاستخبارات الخليجية دفعها لتفصح عن اسماء الشركات التي نراها كل يوم مثل 'AGT-technology ' و STG - Sentry Technology Group' '،بل وأسماء الضباط الصهاينة فيها،والذين يضعون قتل أهلنا في فلسطين كمؤهلات أوصلتهم لرأس هرم هذه الشركات، مثل 'جيورا آيلاند Giora Island 'الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي، و جنرال الاحتياط 'دورون ألموج Doron Almong ' ثم قائد سلاح الجو الإسرائيلي سابقا،' إيتان بن إلياهو Etan Bin Elyahu, ' الذي ينحدر من اسرة ايرانية من مدينة المحمرة في الاحواز،بالاضافة الى ' عشرات الضباط من خريجي الجيش الإسرائيلي، الذين استقالوا من الجيش، بالإضافة إلى كبار المسؤولين السابقين في الصناعات الجوية وفي جهازي الشاباك والموسا' كما تقول الجريدة .
إن تركيزأجهزة الاستخبارات والامن الخليجية جل أهتمامها على جانب الامن العسكري وكأننا لازلنا في فورة انقلابات الستينيات ، وفي الوقت نفسه التقليل من مسؤوليتها الموازية في الاستخبارت المضادة قد جعلت بعض فنادق الخليج شبيه بفندق السان جورج في بيروت في زمن الحرب الباردة حيث نشط العملاء بلا رقيب .
كما إن تنوع التركيبة السكانية في دول الخليج العربي قد جعلتها جنة لجذب عملاء الاستخبارات الاجنبية ،حيث تستعصي المراقبة والتعقب لوجوه قد لا يطول مكوثها اياما او اشهر .فقد كانت الكويت في العقد السابع والثامن من القرن الماضي مسرح للاغتيالات بين اطراف استخبارية عدة. كما تم أغتيال الرئيس الشيشاني الأسبق سليم خان يندرباييف في الدوحة 2004م . وفي مارس الماضي تم اغتيال الشيشاني سليم عمادييف المنافس للرئيس قادروف في دبي .
لقد أعلن المكتب الإعلامي لحكومة دبي الجمعة 29يناير 2010م ' أن شرطة دبي تعرفت على المشتبه بهم في جريمة قتل محمود المبحوح ،وقد غادرو البلاد يحملون جوازات سفر أوروبية'.ثم علنت اليوم15 فبراير2010م انهم مجموعة اجرامية من عشرة رجال وسيدة . وقد ذكرت مصادر اخرى أن المبحوح كان في طريقه الى ايران، وقد وجد ميتا بالسم مع اثار تعذيب بالصدمات الكهربائية،وعدة حروق في الجلد،حيث لم تمنع مقاعد وضعها وراء باب غرفته كإجراء احترازي من دخول من تعقبوه منذ 20 عاما، لأن لدى الإسرائيليون ذاكرة قوية فيما يخص العنف. مما يجعل من العسير على عاقل تقبل امكانية تبنيهم بعد التطبيع مبدأ التسامح ونسيان ما مضي Forgive and Forget. حيث ستكون قنوات التطبيع التي يستميت بعضنا بانتهازية وبقصر نظر استراتيجي فاضح لجعلها سالكة، البوابة الذهبية للموساد يدعمها ضعفنا الاستخباري و العاصفة الرملية لتركيبتنا السكانية التي تحجب كل كل مايجري ضمن تجمعات الجنسيات الاجنبية .
تعليقات