نحن أمة لا نؤمن بالتخطيط لا على مستوى السلطة التنفيذية ولا على مستوى السلطة التشريعية، ..د.عبدالرحمن العوضي غير متفائل بخطة التنمية

زاوية الكتاب

كتب 729 مشاهدات 0


 

لا تفرحوا كثيراً بخطة التنمية ( 1 ـ 3 )
 
الاثنين 15 فبراير 2010 - الأنباء
 

هذه الأيام مانشيتات الصحف كلها عن التنمية وبصورة خاصة عن خطة التنمية الجديدة التي تكفلها الشيخ أحمد الفهد آملا أن يحقق تغييرا نوعيا في أداء الحكومة، ورغم علمي بحرص الأخ الشيخ أحمد الفهد، إلا ان السوابق التاريخية لعملية التخطيط تؤكد اننا أمة لا نؤمن بالتخطيط لا على مستوى السلطة التنفيذية ولا على مستوى السلطة التشريعية، وأنا أقول هذا الكلام ليس لتثبيط همة الشيخ أحمد الفهد ولكنني أقول ذلك من حرصي على نجاح هذه التظاهرة الجديدة التي يتغنى بها الجميع، خاصة وعود أعضاء مجلس الأمة بدعم خطة التنمية مع انني لا أصدق ذلك خاصة أن أسلوبهم في التعامل مع الإنفاق الحكومي يتماشى مع المثل القائل «اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب»، اضافة الى النهب العام للمال العام، كما شاهدناه في مشروع قانون شراء المديونيات من الناس والذي يكلف أرقاما خيالية لو ترك الأمر حسب ما يرغبون. أما السلطة التنفيذية فالعبء سيكون كبيرا خاصة اذا أتت الخطة من فوق، ومن تجربتي الطويلة في وزارة التخطيط وإقرار أول خطة خمسية بقانون للأعوام 1986-1990 فإن من الواجب إشراك القياديين في جميع الوزارات والهيئات والمؤسسات في إعداد خطة وذلك عن طريق التفاعل المباشر بين بعضهم البعض من خلال الاجتماعات المتكررة حول التوجهات الرئيسية للخطة كالتي كنا نعقدها عند إعادة خطة 1986-1990 والتي هي الخطة الوحيدة التي اعتمدها مجلس الأمة بقانون وذلك حتى يتسنى لكل إنسان المشاركة والتفاعل والمساهمة في إعدادها، لأنه بغير ذلك لا يكون لهؤلاء المسؤولين عند تنفيذ الخطة أي ارتباط أو حماس لتحقيق أهداف الخطة.
أنا لا أعلم كيف تم إعداد الخطة حاليا، ولكن ما أعرفه اننا غير جادين في تنفيذ الخطط حتى التي أصدرناها بقانون في الثمانينيات من القرن الماضي، ولكن أرجو ان يكون التوجه الحالي أفضل من السابق. ومع يقيني بأن الخطط إذا أعدت على نمط ميزانية 2010-2011 والتي تعطي الموظفين 85% من الإنفاق السنوي فلن يبقى اكثر من 15% للتنمية، وهي مبالغ قليلة جدا إذا أردنا ان نسير بأسلوب تحد جديد يعتمد على الأداء المتميز من جميع العاملين في الدولة، وإذا تحقق ذلك نكون قد حققنا حلما عشناه على مدى 5 عقود والناس مع الأسف الشديد مستمرون في سباتهم العميق. الكل متحفز لأن يأخذ من الوطن قبل أن يفكر فيما يساهم به في بناء الوطن، كالذي كان يطلبه دائما ويؤكد عليه المغفور له بإذن الله الشيخ جابر الأحمد.

هذه فقط ملاحظات أولية على الأقل نتابعها بمقالات أخرى حول أسلوب إنجاح خطة التنمية، وكان الله في عون الشيخ أحمد الفهد على تحمل هذا العبء الكبير، وأرجو ان يكون إخوانه في الحكومة على مستوى حماسه وأدائه في أعمالهم، وهنيئا للكويت بهذه الخطة الوطنية للتنمية نهديها لها ونحن نعيش أعيادنا الوطنية.
 
 

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك