اسفنديار مشائي الناطق الرسمي لدول الخليج العربي

عربي و دولي

1380 مشاهدات 0

نجاد ومشائي

يقال في أمثالنا 'كن نسيب ولا تكن ابن عم'، واسفنديار رحيم مشائي هو نسيب محمود احمدي نجاد حيث أن ابنته متزوجه من ابن نجاد.وإذا كان هذا شأن يخص الرئيس الايراني الذي التزم باحدى القيم الخليجية العتيدة 'هذا ولدنا ' وعينه وزير للسياحة في فترة رئاسته الأولى 2005 – 2009م ،وبعدها مستشارا له فهذا شأنه. ثم ليظهر الوفاء للنسيب مشائي في أجلى صوره عندما عينه نائبا أول لرئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية لولا أن ضجت طهران  كلها واجبرته على الاستقالة بعد ان صرح 'ان إيران اليوم هي صديقة الشعب الاميركي والشعب الإسرائيلي '.فهذا ايضا من شأنه . لكن أن يصرح  بغطرسة قائلا «نحن لم نقم ولن نقوم بجولة في دول المنطقة لكي نخفف مما يقال عن قلقها من رفع نسبة التخصيب' مضيفا في الدوحة في 13 فبراير 2010م' أن دول منطقة الخليج غير قلقة من رفع نسبة التخصيب' ويزيد  بثقة ' لأن هذا القلق غير موجود أصلا لدى دول المنطقة، وهذه مجرد مزاعم يثيرها الإعلام المعادي، كي ينشر نفوذه أكثر في المنطقة' فهذا بالتأكيد ليس من شأنه .
 فمخاوفنا من الطموج النووي الايراني مخاوف أصيلة لم تصنعها وسائل الاعلام الغربية، بل هي مستقاة من تجربة تاريخية مريرة منذ أطماع ايران الشاهنشاهية وعملها الدؤوب للهيمنة على اقليم الخليج العربي. تلك الاطماع التي لم تخمد في عصر الجمهورية الاسلامية مع نوايا تصدير الثورة. و ظلت تزداد تلك المخاوف كلما أعلنت طهران عن صنع صاروخ بلستي جديد بين كل مناورة عسكرية واخرى ،لتبقي جذوتها مشتعلة مع ارتفاع نسبة تخصيب اليورانيوم من 3 الى 10 الى 20% كما جاء في تصريح نجاد الاخير .
إن ما مايخفف معاناة المراقب من صمت اجهزة الاعلام الرسمية الخليجية حيال هذا التصريح الذي جاء على لساننا قسرا ،وما يجاريه من التصريحات الايرانية الاستفزازية هو تميز وسائل الإعلام  الإيرانية بأعتماد المبالغة في نقل التصريحات و الاخبار بشكل مضخم يخدم اهداف طهران. ففي برنامج 'مع الحدث' الذي بثته قناة العالم الفضائية في 1 فبراير2010م  كنت ضمن ضيوف البرنامج المعنون 'درع صاروخية أمريكية جديدة في المنطقة حماية للحلفاء أم استعداد للحرب؟' ممثلا لمجموعة مراقبة الخليج ،وكان معي من الضيوف العميد هشام جابر رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات، و السيد محمد صادق الحسيني  أمين منتدى الحوار العربي ـ الإيراني في طهران .ولكوني الخليجي الوحيد بدشداشته وغترته فقد انصبت جهود مخرج البرنامج على كل كلمة اقولها ليبثها عناوين رئيسية خلال اللقاء . فقد تحول ردي 'ان ما يجري هو حشد اعلامي قد يمهد لما يليه من اجراءات اخرى'  الى عنوان باسمي يقول 'مايجري حرب إعلامية فقط '،كما قلت أن هناك اتفاقيات أمنية بين دول الخليج والدول الغربية منذ عهد صدام البائد وقبل ظهور الطموح النووي الايراني بزمن ،ليظهر عنوان 'حلف عسكري بين دول الخليج وامريكا ' لكنه تجاهل ما ذكرته عن ان المنظومات الصاروخية موجودة وتدار من قبل عسكريين كويتيين منذ عقد، وتجاهل ماقلته كمواطن خليجي عن قلقنا من الطموح النووي الايراني. لقد شاركت في تلك الحلقة من باب ان هناك مجال للحوار بين ضفتي الخليج العربي، بل اشجع على أن نشارك في كل ما يخص أمننا بدل تركه لامثال مشائي ليصرح بدل منا . لكن الامر يحتاج الى جهد اعلامي خليجي مؤسسي  رسمي حتى تقتنع طهران بصدق مخاوفنا . و على من يقلل مما قاله اسفنديار مشائي ان ينظر مليا الى ماتناقلته وسائل الاعلام من حصول لقاء بين مشائي كصهر لنجاد وكمساعده الخاص ومسؤولين أميركيين ومنهم وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون في الدوحة وفي عواصم أوروبية لتحسين العلاقات وبحث أزمة الملف النووي. فهو رجل علاقات عامة ناجح لم يصرح باسمنا إلا لتوطين ذلك في وجدان المجتمع الدولي بأننا لانهتم بما يجري،وفي وجدان بعضنا بعدم وجود خطر، فهل هو ابن عم لنا أيضا لنتركه يصرح بأسم اهل الخليج ؟ 

د. ظافر محمد العجمي - المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج

تعليقات

اكتب تعليقك