أنا أفكر، إذن أنا موجود!!

محليات وبرلمان

شبابنا قادرون على صنع التاريخ ونفطنا لن يبقى للأبد

2005 مشاهدات 0

العالم المصري د. أحمد زويل مع أبنائه

من منا لا يذكر نظرية الجاذبية التي قد درسناها في كتبنا، وكيف بدأت فكرة هذه النظرية من سقوط تفاحة على العالم نيوتن التي بدأ بعدها بإثارة عقله باستفسارات يطرحها على نفسه، وكانت هذه خطوة للتفكير بطريقة إبداعية جعلته يطرح على نفسه تساؤلات كثيرة يحاول جاهدا معرفة الإجابة عليها، وفي النهاية وصل لهذا القانون المهم الذي بات علما يدرس حتى وقتنا الحالي،  وكثيرة هي الاكتشافات والاختراعات التي بدأت بهكذا من التساؤلات  المتنوعة، ولعلنا الآن بأمس الحاجة لهذا النوع من التفكير، وخاصة أننا نعيش بوجود ثورة تقنية علمية متغيرة بين فترة وأخرى، تدعونا لمواصلة البحث والسير إلى الإمام، لنطور من قدراتنا في الإبداع و الإنتاج  في مجالات مختلفة، كما نحث غيرنا من المتميزين من الأفراد بجميع مستوياتهم على هذا الأمر،  وهناك  جهات مهمة وكثيرة قادرة على تحريك عقول البشر منها وزارة التربية والتعليم بالذات، لأنها المحطة الأولى في التعليم التي يقف عندها الإنسان في حياته، فتنور له طريقه بالعلم من خلال ما يغرس به من خلالها، فلابد من  تطوير المناهج والوسائل التعليمية التي توجد في مدارسنا، ومحاولة تحسينها بين فترة وأخرى لأنها ستنتج لنا أفراد قادرين على التفكير والإبداع في عملهم، وهناك جوانب كثيرة تحيط بالعملية التربوية لابد من تطويرها والاهتمام بها، مما سيفيد الطلبة في كيفية تنظيم حياتهم الدراسية والعملية،  وتسهيل عمليات كثيرة ستواجههم عليهم مستقبلا.
      
نحن بحاجة لمخترعين ومبتكرين في مجتمعنا، وبحاجة بأن يستغل الناس وقتهم بالابتكار بدلا من صنع شماعة نكتفي بتعليق همومنا واستفساراتنا بها دون السعي لحل قضايا كثيرة، فلا النفط سيبقى للأبد ولا الثروات الأخرى ستضمن بقاء الحياة على حالها دون تغيير، كما أننا نمر بتطورات كثيرة بالتكنولوجيا المحيطة بنا وبالعلوم المختلفة، فلا نكتفي بطرح الأسئلة فقط (ماذا حدث ؟ ولماذا ؟ وكيف ؟ ) لكن لابد منا أن نبحث عن أجوبة لها ؟؟ ونسعى للوصول لها بكل الطرق حتى وإن كانت متعبة، فلنبذل مجهودا من أجل نيل ثمار هذا الجهد في النهاية.
 
التفكير لابد أن يقترن بالإبداع والتميز الغير مكرر، لابد من عدم التكرار والقدرة على إيجاد وسائل منفردة تجعل صاحبها متميز، وليس الإنفراد بالفكرة هو التميز دوما لكن لابد من أن تعم الفائدة وتجلب من ورائها العديد من الإيجابيات والنتائج المرجوة من التفكير الإبداعي القادر على لفت الانتباه له، وجعل الناس ينتبهوا لأفكاره، بل أيضا يوافقوا على ما وصل له من استنتاجات أو أفكار قد تصبح إحداها اكتشاف أو اختراع أو نظرية أو علم يدرس للأجيال القادمة.
 
المبدعين لا بد أن تتوافر لهم شروط كي يتمكنوا من الإنتاج والاستمرار فيما بدؤا به، منها المرونة والطلاقة والحساسية نحو المشكلة، بحيث تجعلهم يصرون على البحث عن الحلول المناسبة لها، كما أنهم يتميزون بالأصالة والمقصود بها هو الإنفراد وعدم التكرار أيضا الاحتفاظ بالاتجاه الذي يسير ومواصلته بها،  وهي صفات تكاد تكون عامة لابد أن تتوافر بالمبدعين، فهل هذه السمات من السهولة توافرها بأبنائنا الكويتيين والخليجيين والعرب، فهل التفكير الإبداعي مقتصر على الغرب فقط !!  نحن بحاجة فعلا بأن نواكب سير الحياة، وننطلق لما هو مهم بحياتنا يجلب الفائدة للجميع،  وهذه الأمور لا تتوافر إلا بالتوكل على الله ثم  تشغيل عقولنا بالتفكير المبدع، وبث الذكاء به من خلال هذا التفكير، والذي سيمكننا في النهاية من حل قضايا كثيرة  جدا تحيط بدلا من التذمر و انتظار الحلول تسقط من السماء.
 
نسائنا قادرات على انجاب العشرات بل المئات من العلماء الذين يشرفون العرب بكل أنحاء المعمورة، فهل نرى مثل د.أحمد زويل أو د. محمد البرادعي أو د. مجدي يعقوب أو د. فاروق الباز علماء العصر الجديد مرة أخرى في مجتمعاتنا العربية بشكل عام والكويت بشكل خاص؟. 

ولعلنا نجدها فرصة مناسبة كي نتذكر قول الشاعر المخضرم حمود البغيلي في قصيدته الشهيرة:

الغرب يصنع طائرات وصواريخ ...والشرق الأوسط ضاع نفطه بلاشي
حطوا لهم في صفحة العلم تاريخ .. وحــــنا بماضينا نعيد النقــــــــاشي
من عقب ماكنا جبال شواميـــــخ .. صرنا تحــــــت حكم الأجانب ولاشي
شي يدوخ الراس تدويـــــــــــــخ.. وشلون عقب الحر حــــــام الفراشي
اقولها والقلب أقوى من الصيخ .. متى نشوف الحق في الأرض ماشي
لاني ولد تاجر ولاني ولد شيـــخ .. أنا فقير وراس مـــــــالي معــــاشي

الآن - تقرير: فوز الظاهر

تعليقات

اكتب تعليقك