قوى 11/11 تطالب بعودة نادي الاستقلال

محليات وبرلمان

1814 مشاهدات 0


طالب أعضاء تحالف قوى 11/11 الحكومة بالإفراج عن نادي الاستقلال الأسير منذ 35 عاما، داعين النواب وقوى المجتمع المدني إلى العمل على عودة نادي الاستقلال الذي لعب دورا سياسيا واجتماعيا هاما جاء ذلك في الندوة التي أقامها التحالف في ديوان الخواري في منطقة بيان مساء أول أمس .

في البداية استعرض الأمين العام للتحالف ناصر الشليمي تاريخ نادي الاستقلال قائلا أنه كان في السابق يسمى النادي الثقافي القومي ، قام بتأسيسه مجموعة من الوطنيين المؤسسين لنظامنا الديمقراطي منهم د.أحمد الخطيب وجاسم القطامي ، وكان النادي الثقافي القومي يمارس نشاطا قويا جدا ، وكان نشاطه الاجتماعي أقوى من نشاطه السياسي ، وكانت له أيادي ومساهمات قوية في بناء الكويت ، وكان له دورا إقليميا على مستوى الدول العربية ، ففي أثناء العدوان الثلاثي على مصر 56 ، كان النادي من أقوى مؤسسات المجتمع المدني التي ساهمت في دعم موقف مصر .

إلى أن حدثت النقلة الأخيرة المتمثلة في إعلان الدستور ، وتحول النادي عام 62 إلى نادي الاستقلال تيمنا بالاستقلال ، وخضع النادي إلى قانون 24/62 الذي نظم عملية إشهار الأندية وجمعيات النفع العام ، وأصبح دور النادي أعمق وأقوى ، وقام النادي أثناء حرب 67 بجمع تبرعات واستطاع حشد الدعم والتأييد للشقيقة مصر ، ما جعل الرئيس جمال عبد الناصر يثني على دور النادي .

وأضاف أن إشكالية النادي حدثت عندما حل مجلس الأمة عام 76 ، وجاء ذلك لموقف النادي السياسي ، وتم حل مجلس إدارة نادي الاستقلال وكان عدد أعضاء النادي 500 آن ذاك ، والحكومة في ذلك الوقت كانت تريد شخص واحد من أعضاء الجمعية العمومية يقبل رئاسة مجلس إدارة النادي ، لكن لم يقبل أحد بسبب تغييب الحياة السياسية بالكويت من خلال تعليق الدستور، وكان جميع الأعضاء على قدر من المسؤولية الوطنية وعلى قدر من المبادئ ، وجاء قرار حل النادي في 20/7/77 بسبب البيان الذي أصدره النادي ، يعترض فيه على تعليق الحياة السياسية بتعليق الدستور.

وأكمل أن صدور بيانا بهذه الطريقة من النادي كان عليه بعض التحفظات من قبل الحكومة خصوصا أن المجتمع آنذاك كان منغلقا.

وتساءل الشليمي هل يعقل بعد 35مرور سنة الحكومة لا تريد إعادة نادي الاستقلال ، 35 سنة تخطينا فيها الكثير من المراحل التي كانت تعتبر خطوطا حمراء ، بل ذهبنا إلى أبعد من ذلك ووصل الأمر إلى استجواب سمو رئيس الوزراء ، وصعوده المنصة ، وهذا بأمانة يسجل للحياة الديمقراطية ، ورغم ذلك لا نجد أي تعاون أو مبادرة من الحكومة لرفع الحظر وإعادة الحياة إلى نادي الاستقلال الذي يمثلنا ، قضية النادي ليست قضية أشخاص ، بل هو يمثل إرث تاريخي قديم نعتز به ، هذا النادي الذي كان له حراك سياسي واجتماعي كبير في الخمسينات ، في ظل شعوب منغلقة حولنا ، هو بمثابة شهادة لتاريخنا .

وأشار إلى تهديد كتلتين نيابيتين سمو رئيس الوزراء بالاستجواب إذا لم يتم تطبيق قانون الرياضة ، وتساءل ما هو موقف تلك الكتل من تجاهل قانون 24/62 ؟ وما هو رأيهم من تجاهل قوانين موجودة صار لها أكثر من 20 سنة لم يتم تفعيلها ، هل سوف يستجوبون سمو رئيس الوزراء على هذا الأمر ، فلماذا لا يشمل استجوابهم جمعيات النفع العام المعطلة .

وطالب الكتل النيابية بالعمل على عودة نادي الاستقلال ، معبرا عن يقينه بأن هذا الاستجواب لن يحدث ، وأنه مجرد أداة ابتزاز أو تلويح لسمو رئيس الوزراء .

وعبر عن وجهة نظره بأن هؤلاء أعجز من أن يستجوبون سمو رئيس الوزراء ، والمؤشرات الحالية تؤكد ذلك ، وقال أنه حتى استجواب سمو رئيس الوزراء لم يعد مجديا ، بعد العلاقة الحميمة بين المجلس والحكومة ، تلك الفترة القصيرة التي تحققت فيها قوانين تم إقرارها ، وفرحة الشعب بهذا التعاون بين السلطتين ، الذي انعكس إيجابيا على الشعب ، ورفعت حالة الإحباط العامة عن الشعب الكويتي .

وتمنى من الحكومة ومجلس الأمة أن يعاود نادي الاستقلال نشاطه ، ويتم رفع الحظر عنه وفك أسره ، معبرا عن أسفه لأن نادي الاستقلال أسير السلطة ، آملا أن يفك قيده، قائلا نريد أن تمشي الأمور ، ولا نريد تأزيما أو مهاجمة ، نريد أن يعطى دورا لمؤسسات المجتمع المدني في عملية بناء المجتمع ، ما يعود في النهاية بالخير على الوطن والمواطن.

على الصعيد ذاته قال رئيس المكتب الثقافي والاجتماعي للتحالف د.فوزي الخواري نؤكد على التزام قوى 11/11 بشعارها بأن دستورنا هو سورنا ، وتعطيل نادي الاستقلال بهذا الشكل يعتبر خرقا للدستور الكويتي ، خصوصا المادة 49 التي تكفل لنا كمواطنين كويتيين تأسيس هذه الأندية والعمل وفق نظام الدولة .

ورأى أن تعطيل نادي الاستقلال قضية أهم مما يلوح بعض النواب به في مساءلة الحكومة لأنها قضية تمس المواطن وتمس أحد المواد الأصيلة في الدستور ، لافتا إلى أن قوى 11/11 ستقف بقوة من أجل عودة نادي الاستقلال .

وأضاف أن إيقاف هذا النادي يعتبر وقف لعدد من المبدعين في ذلك الوقت ، عدد من الرواد الذين ساهموا في تنشيط الحياة الاجتماعية والحياة السياسية ، وطالب بتطبيق كافة مواد الدستور ، منوها بأنه لا يوجد لدى الحكومة أي عذر لتعطيل نادي الاستقلال .

وتمنى أن يتم تصحيح الخطأ ، مثلما حدث مع الجمعية الثقافية التي عادت بقرار وزاري ، معلنا تمسك التحالف بجميع مواد الدستور ، مؤكدا أن تعطيل نادي الاستقلال هو تعطيل للحياة الدستورية بالكويت ، بسبب تعطيل بعض مواد الدستور .

وقال نحن لا نريد أن نؤسس سوابق في المجتمع الكويتي ، وتعطيل نادي الاستقلال يعتبر سابقة ، واستمرار لخرق الحياة الدستورية ، لافتا إلى اجتماع إحدى القبائل والتفاف قوى الأمن لفض الاجتماع ، مشبها ذلك بما حدث لأعضاء نادي الاستقلال أثناء اجتماعهم قبل حله.

وأكد رفض قوى 11/11 لتدخل الأمن لفض أي اجتماع ، إيمانا بالحريات التي كفلها الدستور.

وحول نفس القضية تحدث رئيس المكتب السياسي مطلق العبيسان بادئا كلمته بأبيات شعر لأبي القاسم الشابي تقول : سأعيش رغم الداء والأعداء .. كالنسر فوق القمة الشماء ، أرنو إلى الشمس المضيئة هازئا .. بالسحب والأمطار والأنواء ، لا ألمح الظل الكئيب ولا أر.. ما في قرار الهوة السوداء .

وأضاف قائلا من كان يعتقد أن نادي الاستقلال قد مات مخطئ ، نادي الاستقلال ظل عائشا في ضمائر أبناء الحركة الوطنية ، وللأسف أن القوى السياسية التي كانت تعبر عن الإرث ، وكان عليها أن تحمل راية المطالبة بعودة نادي الاستقلال ، صرفت نفسها إلى صراعات رياضية لا تغني ولا تثمن من جوع ، ولكن الحمد لله ما نسينا تلك الوديعة التي ظلت في ضمائرنا ، لنقول ذلك من خلال منبر قوى 11/11 ، هذا المنبر الوطني المدني ، نريد عودة نادي الاستقلال ، هذا الصرح الوطني ، الذي سجل وقفة سياسية ، دفع ثمنها غاليا جدا ، ثلاث عقود من التغييب، لافتا إلى عدد من جمعيات النفع العام التي لها مقار وميزانيات لكنها كالمومياءات لا يوجد لها أي حراك اجتماعي ، وليس لها أي مواقف ، بينما نادي الاستقلال 30 سنة مغيب ولازال محفورا في الأعماق ، ولازال دوره التاريخي الذي سجله إلى الآن يعتبر منهجا .

وطالب بإعادة كل شيء يمثل الحقبة الجميلة من الزمن الجميل ، كما عاد الدستور وعادت الحياة النيابية ، مؤكدا أننا لسنا منفصلين عن ماضينا ، قائلا نحن متصلين بحقبة العشرينات وما تلتها من حقب ، فكل فترات الحركة الوطنية هي مناهج ونبراس نتعلم منها .

وأضاف أن هذا النادي كان يمثل نبضا قوميا ووطنيا للشعب الكويتي ، وكان يمثل جناح العروبة والحس القومي المختفي الآن من الكويت ، فقد كان نادي الاستقلال كالصخرة من أجل قضايا الأمة وقضايا الشعب الكويتي ، ذلك الجيل الذهبي الذي أسس نادي الاستقلال ، أعطى نماذجا تتعلم منها الآن جمعيات النفع العام .

وأكمل نحن في قوى 11/11 كما أكدنا في البيان التأسيسي أن لدينا رؤى مدنية اجتماعية اقتصادية وبرامج للإصلاح السياسي ، ولدينا الآن تباعا مشاريع قوانين نتقدم بها للسلطة التشريعية ، كما يتوجب علينا أن نطالب السلطتين بإعادة هذا النادي معززا ومكرما ، حتى يبقى مرجعا يؤكد أن الحركة الوطنية خلاقة وولادة ، أجيال تتلاحق لحمل الراية.

وبدوره قال رئيس المكتب الإعلامي فايز النشوان أن نادي الاستقلال كان له دور أساسي ثابت في الخمسينات والستينات والسبعينات في إيصال رسائل للمجتمع الكويتي عن أهمية الديمقراطية في حينها ، كما كان له دور بارز في حشد الرأي العام والوقوف كمعارضين للسلطة آنذاك ، وإعلانهم رفضهم حل مجلس 75 بتاريخ 29/8/76 ، حيث وقفت بعض جمعيات النفع العام كنادي الاستقلال وجمعية الصحافيين والمحامين والمعلمين ورابطة الأدباء ، وقفة بطولية ، وفي حين أخفى الكثيرون رؤوسهم خشية من الحكومة والقوى الأمنية ، صدحوا هم بالحق وقالوا نرفض هذا الحل الغير دستوري ، وحشد نادي الاستقلال الرأي العام وهيج المجاميع ، وهذا يدل أن أعضاء نادي الاستقلال هم أشخاص تنويريين وتوعويين ، حيث رأوا أن الحياة بلا برلمان هو تراجع للديمقراطية ، وتقهقر إلى الخلف في ظل غياب الدستور .

ونوه بأن هناك نوابا أثاروا قضية عودة نادي الاستقلال أيام الانتخابات لدغدغة مشاعر الناخبين في المناطق ذات الحس الليبرالي ، وبعد الانتخابات اكتفوا بالتصريحات ، ولم يقوموا بعمل أي تشريع يلزم الدولة بإلغاء قرار وزير الشؤون الجائر الذي حل نادي الاستقلال .

ووجه كلامه لمثل هؤلاء النواب قائلا تستطيع أيها النائب ، يا من تطنطن علينا بين فترة وأخرى ، مطالبا الحكومة بإعادة نادي الاستقلال ، عليك أنت مسؤولية تشريع قانون يجبر السلطة التنفيذية بإعادة هذا النادي .

وأشار إلى أن أعضاء نادي الاستقلال علمونا أن الحياة بدون دستور تعيدنا إلى زمن الديكتاتورية ، وتعيدنا إلى زمن المعتقلات ، فالدستور هو صمام الأمان ما بين السلطة والشعب، حيث يكفل الحياة الكريمة للشعب ، ويوضح واجبات الحكومة تجاه الشعب .

وأكمل أن قوى 11/11 لم تثر قضية نادي الاستقلال لحسبة انتخابية ، أو لبهرجة إعلامية ، لكن جاء ذلك وفاء لأعضاء نادي الاستقلال الوطنيين ، وطالب الحكومة بإلغاء قرار 29/7/77 وإرجاع جميع ممتلكات نادي الاستقلال ومقره ، هذا المقر الذي هو الآن مقرا لنادي المعاقين.

من جانبها أكدت رئيسة شبكة المرأة د.فاطمة العبدلي
أن شعار التحالف دستورنا سورنا يمثل شعار الديمقراطية بالكويت ، ووصفت تحرك القوى بأنه استثمار في المواطنة والوحدة الوطنية، فالمواطنة تعايش بين المجاميع تحت مظلة الديمقراطية والدستور .

وأضافت أن عودة نادي الاستقلال يمثل عودة حق ديمقراطي للمجتمع ، لافتة إلى تحرك بعض النواب لتعديل الدستور ، وأن ذلك ليس في الصالح العام .

وقالت أن المطالبة بإعادة نادي الاستقلال يجب أن يرافقها المطالبة بإشهار عدد كبير من جمعيات النفع العام ، وعلينا المطالبة بتفعيل دور جمعيات النفع العام الذي يعطي قوة للمجتمع، والمطالبة بالتساوي في الحقوق والواجبات ، وننصهر في بوتقة الديمقراطية ، لا نريد نسيجا ديمقراطيا يمكن ترقيعه .

وقالت بحرقة للأسف حتى الآن لا يوجد لدينا مساواة في الحقوق والواجبات ، رغم أن دستورنا واضح ، جميع مواده تتحدث عن المساواة ، لكن لا يوجد تطبيق فعلي لتلك المواد رغم مرور أكثر من 50 سنة .

الآن – المحرر المحلي

تعليقات

اكتب تعليقك