600 مجال للتعاون مع 'الناتو' ولم نشعر بالأمن!
عربي و دوليفبراير 10, 2010, منتصف الليل 1148 مشاهدات 0
في منبر آخر من منابر الحوار السياسي بدأت في الدوحة 8-10 فبراير 2010م أعمال ندوة حلف شمال الاطلسي التي ينظمها مركز الدراسات الاستراتيجية في القوات المسلحة القطرية.وحضرها مسئولون سياسيون وعسكريون وخبراء من الدول الاعضاء في حلف شمال الاطلنطي والدول الاعضاء في مبادرة اسطنبول من ضمنها من دول مجلس التعاون الكويت وقطر والبحرين ودولة الامارات العربية المتحدة.وقد تضمنت برامج للنقاش في ثلاثة محاور رئيسية هي ' تحول منظمة حلف الشمال الأطلسي ،و' وضعية وآفاق مبادرة إسطنبول' ،و'المفهوم الاستراتيجي الجديد لحلف شمال الأطلسي والتحديات الأمنية الإقليمية'
لقد درات المناقشات تحت عنوان فضفاض هو ' التعاون في اطار مبادرة اسطنبول' وكأن تداعي الدومينو النووي من طهران لايستحق إلا أن يكون بند صغير في المحور الاخير في المناقشة، وفي ذلك تهميش معيب لسحب الازمة التي تحلق فوق رؤسنا،رغم أن رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني قد أمطرنا في الاسبوع الماضي بالتهديد المبطن بالمحرقة،في الوقت الذي تحاول فيه الولايات المتحدة اجبارنا على ارتداء درعها الصاروخي الذي لم نطلب تفصيله. حيث قابله صمت خليجي مطبق لولا استنكار وحيد للنائب الفاضل فيصل المسلم . ودعمته صيحة بعيدة من روسيا عندما أعلنت أن' الناتو يعمل على الاستحواذ على دور الامم المتحدة في العالم،ونضيف بل الاستحواذ على دور الامم المتحدة في الخليج العربي بالذات ،خاصة ان كلمات جيلز ميريت مدير أجندة الدفاع والأمن ببروكسل مازالت تتردد في آذاننا وهو يقول' أن الجميع يعلم أن موارد الطاقة وتأمينها يشكل قلقا عالميا وعلى هذا الأساس أبرمت مبادرة اسطنبول في سنة 2004 م .
لقد مضى على مبادرة اسطنبول للتعاون ومنتدياتها السياسية ذات التكرار الممل أكثر من خمس سنوات ونصف ، تعهد لنا خلالها الاطلسيون بإمكانية التقدم في المستقبل في عدة مجالات عبر 600 نشاط للتعاون. لكن تلك المجالات لم تخرج عن توسيع مستوى الحوار السياسي و مواجهة التطرف، وأمن الطاقة، والتعاون في مجال التخطيط، والاهتمام بعدم تهديد خطوط الاتصالات الملاحية البحرية الحيوية . فهل تمثل هذه المجالات الأهمية الكبرى بالنسبة لدول مجلس التعاون في ظل الازمة الراهنة ؟
إن ما تريده دول مجلس التعاون الخليجي من الحلف الأطلسي، هو التعاون في المجال الأمني الواضح والصريح كما يقدمه الحلف لتركيا وبريطانيا والمانيا وليس السياسي، فلدينا من الهياكل السياسية مايغنينا عنه كمجلس التعاون والجامعة العربية والامم المتحدة . لكن ذلك أمر مستبعد مع الاصرار الاطلسي كما قال السفير كلوديو بيسونيرو نائب الامين العام للحلف ' نبدأ ببرنامج للتعاون الفردي بين دولة ودولة ' وذلك بالضبط ماأصرت عليه سابقا دول السوق الاوروبية مع دول مجلس التعاون حيال اقامة سوق مشتركة فهم يريدون الاستفراد بدول الخليجي للحصول على موقف تفاوضي أفضل، والتزامات اقل تكلفة .
لقد خلص المتحدثون الخليجيون في المؤتمر الى 'إن السبب الرئيسي لاختلال الامن والاستقرار بالمنطقة هو الاخفاق في التوصل لحل عادل للقضية الفلسطينية ، واذا ما اضفنا اليها الوضع الملتهب في العراق وافغانستان وازمة البرنامج النووي الايراني لتبين لنا كم من العمل الشاق ينبغي القيام به للوصول الى شرق اوسط هاديء ومستقر ومزدهر' لكنها كانت رغم بلاغتها صيحة في واد آخر.ولعل الابلغ منها رفض المملكة العربية السعودية و سلطنة عمان الانضمام لهذا التجمع الخطابي الذي تزدهر من وراءه الفنادق ذات الخمس نجوم و مراكز الدراسات والابحاث بملفاتها الانيقة ودراساتها المنمقة ،دون ان نشعر كخليجيين بالأمن الاطلسي .
تعليقات