بعد عقوبة السجن... عقوبة أخرى تنتظرهم!!

محليات وبرلمان

1734 مشاهدات 0


قد نعتقد أن نهاية المجرم تنتهي بالعقوبة المحددة له حسب ما ارتكبه من جرم، لكن يأبى الواقع إلا باستمرار العقوبة على الفرد الذي أخطأ يوما ما في حياته لأي سبب كان ورغب بتصحيح ما قام به بعد أن نال جزائه وذلك بالعودة لطريق الصواب، ولكي لا يعود مرة لنفس ما قام به، و هذا هو حال بعض من يخرج من السجن في الكويت بعد ارتكابه جريمة جنائية، فقد نرفض إقترابهم منا أو الارتباط بهم، وهذا الأمر لا يلام البعض عليه بسبب الخوف والتردد بسبب 'القيل و القال'، لكن هل يحق لنا أن نرفض إعطائهم الحق بالعيش الكريم  في الحياة؟! هل نسلب منهم حقوق لابد أن ينالوها؟! فهذا شاب قد أخطأ وقد ارتكب جريمة في عز شبابه  دفعت به عدة عوامل جذبته لهذا الطريق،  و أدرك الخطأ الذي قام به فعوقب و نال جزاؤه، لكن عندما يرغب باستعادة حياته والعودة لمواكبة مسيرة الحياة، يظن أنه سيلاقي عطفا  ممن هم حوله، ويفاجئ بعقوبة أكثر وطأة عليه، ألا  وهي عدم السماح له بالعمل لمدة سنوات معدودة تصل إلى خمس سنوات حسب ماتنص عليه القوانين، و كأن هناك عبارة تقول له 'السجن كان أرحم عليك كثيرا ' و بالتأكيد هي أرحم، فقد كان ملبسه و غذاءه متوفرا،  أما الآن أصبح عالة على نفسه وعلى أهله وعلى المجتمع، يشعره بالخجل مما فعله ومما لم يفعله.

 نعم تنفذ عقوبات صارمة على مرتكبي الجرائم،  لكن لا توجد حلول مثل وضع هؤلاء  الأفراد الخارجين من السجون بهيئة إصلاحية في الفترة التي لا يسمح لهم بالعمل،  على الرغم أن السجن بذاته هي جهة إصلاحية يكتفي بها الفرد خلال الفترة الزمنية المحددة له  باستيعاب الدرس وأخذ العبر منها، فبدلا من تحسين أوضاعهم نجعلها أكثر سوءا، وكأن هناك من يشجعهم على استمرارهم بارتكاب الأخطاء،  والعودة لطريق السوء الذي ساروا به مسبقا، و فعلا نجد الكثير يعودون لإرتكاب الجرائم بعد خروجهم من السجن، لأنه ببساطة لا يوجد غير هذا الحل أمامهم ليستمروا في العيش،  أو لرغبتهم بالعودة للسجن مرة أخرى، والأجدى أن تكون هناك جهات إصلاحية أو جهات تسمح لهم بالعمل تحت رقابة دون أن يسبب لهم ضيقا، وبنفس الوقت يستطيع أن يحصل على قوته بطريقة صحيحة يلبي بها احتياجاته ومستلزمات أسرته، والذي يعتبر عند بعض الأسر المعيل الوحيد لهم،  أو لتصنع الحكومة حلولا مناسبة تعالج أوضاعهم بدلا مما هو موجود حاليا.

العقوبة وقد نالوها بالكامل لكن هل بعد العقوبة بالسجن عقوبة أخرى تنتظرهم بعد الإفراج عنهم؟!! نعم في الكويت سيجد المخطئون عقوبة من الجهات الحكومية بعدم قبولهم للعمل بعد خروجهم من السجن، بالإضافة لرفض المجتمع لهم فلا يستطيعوا الانخراط به وتجد بعضهم يفضلون الانعزال عن الناس لثقتهم بعدم تقبلهم، وللأسف نجد أيضا الناس ترفض تقبل حتى أهالي هؤلاء الأشخاص الذين دخلوا السجن بأي جريمة كانت، فالعقوبة الاجتماعية وقعت على الجميع  وليس على فردا واحدا، فهل كنا منصفين بمثل هذه التصرفات مع هذه الفئة؟!.                                      

 

الآن - تقرير: فوز الظاهر

تعليقات

اكتب تعليقك