د. أحمد يوسف الدعيج ينتقد الإرهاب الإعلامي الأمريكي لمطالبته بايقاف بث فضائيات عربية بدعوى قيامها بالتحريض على العنف والكراهية

زاوية الكتاب

كتب 1340 مشاهدات 0


 


إرهاب إعلامي أمريكي

 
كتب د. أحمد يوسف الدعيج
 
كل حكومات العالم بلا استثناء تسعد وترضى وترغب بشدة أن تؤازرها وسائل الاعلام والصحافة وتؤيد توجهاتها وتثني على سياساتها، ويضيق صدر هذه الحكومات كثيرا عندما تتمرد عليها بعض وسائل الاعلام والصحافة فتقوم بنقد توجهات تلك الحكومات وسياساتها وانجازاتها التي تم تضخيمها وتعظيمها، وقد يتعدى غضب الحكومات مرحلة ضيق الصدر الشديد المصحوب بتوبيخ ويتطور الأمر الى عقوبات مباشرة وغيرها وقد تصل الأمور في بعض الأحيان الى التفكير في القيام بأعمال ارهابية ضد وسائل الاعلام المتمردة مثلما حدث في واشنطن يوم 2004/4/16 أثناء اللقاء الذي جمع الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش ورئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير وتم خلاله مناقشة مقترح أمريكي يقضي بقصف مقر قناة الجزيرة في مدينة الدوحة عاصمة دولة قطر الشقيقة، وكانت صحيفة الديلي ميرور البريطانية قد نشرت في نوفمبر 2005 «مقتطفات» من هذا المشروع الارهابي الكبير، ولكن المدعي العام البريطاني في عهد حكومة توني بلير أمر الصحيفة بعدم نشر «تفاصيل» هذا المشروع الدموي تحت ذريعة عدم الاضرار بالأمن القومي البريطاني.
وفي حقيقة الأمر فان المشاريع الارهابية في مجال الحريات الاعلامية - عندما يتعلق الأمر بالأمريكان والصهاينة - ليست بمستغربة على أصدقائنا الأمريكان، ففي جلسة 2009/12/8 وافق مجلس النواب الأمريكي بأغلبية ساحقة على مشروع قانون يطالب مالكي شركات الأقمار الاصطناعية بايقاف بث فضائيات عربية بدعوى قيامها بالتحريض على العنف والكراهية ضد الولايات المتحدة الأمريكية، والا فان الحكومة الأمريكية ستعتبرهم من الداعمين للارهاب، ولقد تم تحويل مشروع القانون الى مجلس الشيوخ الأمريكي لمناقشته والبت به.
فيما مضى من الأيام لم يكن كل الأمريكان عندما يتعلق الأمر بالحريات الاعلامية بنفس توجهات أعضاء الكونغرس هذه الأيام، فقد نشرت مجلة نيوزويك باللغة العربية( التي تصدر عن دار الوطن للصحافة والطباعة والنشر) في عددها الحادي عشر، الصـادر في 2000/8/22، الخبر التالي «أكثر ما اشتهر به غيبسون ماكيب، ناشر، ورئيس نيوزويك السابق بين 1958م و1975م، هو رفضه الانحناء أمام الضغوط المالية، وقد قال مرة عن أصحاب الاعلانات الذين هددوا بسحب اعلاناتهم بسبب موضوع غلاف: بغض النظر عما اذا كان ذلك حقيقة أم لا، دعونا نتصرف وكأنهم يحتاجون الينا أكثر مما نحتــاج اليهم».

د.أحمد يوسف الدعيج
 
 
 

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك