ألا يكفي ما لديهم من آلام حتى نزيدهم ألما!!
محليات وبرلمانالمرضى الأصحاء يرفضهم المجتمع قبل أن يفهموا نوع مرضهم
يناير 24, 2010, منتصف الليل 1181 مشاهدات 0
عندما لا يتم الزواج بين أحد الأطراف فإن الآراء دوما تتجه لأسباب مقنعة يتفهمها أغلب المحيطين بهذه الخطوبة التي تسبق الزواج، فيبتعد كل منهما في طريقة ولنفس الحال يحدث الانفصال أيضا بين المتزوجين لأسباب تدفع بأحدهم أن يلجأ لهذا القرار الصعب، لكننا نرى حالات معينة من الانفصال تكون بسبب إصابة أحد الطرفين بالأمراض المزمنة كمرض السرطان أو الصرع أو العقم أو إعاقة في جزء معين بالجسم، وغيرها من الأمراض التي لا تستحق أن يبتعد الناس عن شركاء حياتهم من أجلها وكأنه مرض معدي، على الرغم أنه بالإمكان التأقلم مع هذه الأسباب إذا تواجدت المحبة والمودة والاحترام بين الطرفين.
الآن أصبح اسم مرض مهما كان نوعه سببا يجعل البعض يطالب بالانفصال أو عدم الارتباط والزواج عندما يتم اكتشاف ذلك، سواء قبل الزواج أو بعده، في حين المرضى من الشباب أو الشابات وأسرهم لاينظرون لهذا المرض بمثل ما يراهم الناس، كما أن مسيرة الحياة تستمر ولا يقف المرض عقبة أمامهم، فهم قادرين على إنجاز عملهم على أكمل وجه كالأصحاء تماما، ولكن النظرة العامة لبعض الناس لهم كأنهم أشخاص عاجزين، وإشفاقا بهم لابد أن ينعزلوا على العالم، وغير قادرين على إكمال نصف دينهم، فيرفضون أن يعطوهم فرصة ويتم رفضهم مما يسبب ألما وحزنا لهم، لذا يشعرون بالإحباط ممن حولهم وغالبا ما تجدهم يبحثون ممن هم على نفس منوالهم حتى يتم تقبلهم وتفهم أوضاعهم دون الشعور بنقص أو منة أو إشفاق، وخوفا من عدم استمرار الحياة الزوجية بسبب عدم الاقتناع بأوضاعهم التي تكيفوا و تأقلموا بها.
والأقسى في هذه الحياة عندما يتم انفصال الزوجين بعد مرور زمن بسبب ظهور أحد الأمراض فجأة ودون سابق إنذار لأحدهم، مما يجعل الطرف الآخر يفضل الانسحاب بهدوء بدلا من الوقوف مع شريك حياته ومساعدته في التعايش مع المرض، وكأن الحياة الزوجية اقتصرت فقط على فترات الرخاء والصحة.
هنا كأننا زدنا جرعات المرض على المريض، فلم يكفيه أن يقاسي صدمة الألم لتكتمل مع الصدمات أخرى من البشر حوله، وأقساها هي انسحاب من كان مفترضا أن يكون إلى جانبه.
الحياة مليئة بالمواقف المؤلمة لكن ما يؤلم فعلا أننا نضع أحكاما مسبقا على الناس وننظر لهم من خلال أعيننا الصغيرة ونحن أصحاء، فنعتقد أنهم غير صالحين للزواج أو غيرها من المهام في المجتمع، ونفرض عليهم البقاء وحيدين يعانون قسوة الألم و قسوة رفض الناس لهم.
إن قانون الفحص المبكر قبل الزواج الذي طبق في الكويت منذ يونيو الماضي يعد خطوة حضارية، فقد حدد الأمراض الجينية والوراثية التي من الممكن أن تؤثر على الزوجين، ولكن لم يكن منها الأمراض المزمنة، فهذه الأمراض يمكن أن يتم التعايش معها من خلال الحرص على تناول الدواء واتباع برامج غذائية معينة وممارسة الرياضة، لاسيما وأننا مؤمنين بأن الله قد جعل لكل داء دواء.
تعليقات