ثمانية شعراء ينثرون عقود الإبداع في 'شاعر المليون'

منوعات

2698 مشاهدات 0


شَرفت منافسات الحلقة الخامسة من برنامج شاعر المليون في نسخته الرابعة، بحضور الفريق أوّل سموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وسمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيّان مستشار الأمن الوطني. وأضفى حضور سموّهما تألقاً وجمالاً كبيرين على فعاليّات الحلقة، ومنح دفعة معنويّة قويّة للشعراء المتنافسين على مسرح شاطئ الراحة، والذين حرصوا على الحضور بقوّة وتقديم نصوص متميّزة ترتقي إلى مستوى المنافسة والحضور.
كما حضر فعاليات الحلقة سعادة محمد خلف المزروعي مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، وعدد من كبار الشخصياّت وأعضاء السلك الدبلوماسي في دولة الإمارات، وحشد من وسائل الإعلام وجمهور غفير.
وقد تواصلت مساء أول أمس الأربعاء رحلة التحدّي والمنافسة للوصول إلى البيرق من خلال الحلقة الخامسة من النسخة الرابعة في أكبر وأضخم برنامج مسابقات في تاريخ الشعر النبطي والإعلام المرئي 'شاعر المليون' الذي يحظى برعاية كريمة ودعم لا محدود من سموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في إطار دعم سموّه المتواصل لمسيرة التنمية الثقافيّة والأدبيّة، واستراتيجيّات صون التراث العريق لإمارة أبوظبي ودولة الإمارات.
وتنافس خلال الحلقة التي تمّ بثّها على الهواء مباشرة من مسرح شاطئ الراحة يوم أول أمس الأربعاء على قناة أبوظبي الأولى ومحطة (إمارات إف إم) وأعيد بثّها على قناة شاعر المليون، تنافس كلاً من الشعراء: بندر الجهني وسعود العواجي وفرحان العازمي من السعودية، عبدالله سالم الجابري من الإمارات، علي عبدالله الكعبي من سلطنة عُمان، فلاح المورقي العتيبي من الكويت، محمد بركي الرشيدي من السودان، ومهند مفلح العظامات من الأردن.
وقد حرص الشعراء الثمانية على قوّة الحضور والأداء وتقديم نصوص مميّزة ترتقي إلى مستوى المنافسة، لضمان الحصول على أعلى درجات لجنة التحكيم التي تضمّ في عضويتها لهذه النسخة: الدكتور غسان الحسن، الأستاذ سلطان العميمي، والأستاذ حمد السعيد، وبما يؤهّلهم لحجز بطاقة للمنافسة في المرحلة الثانية.
فعاليّات تخلّد لذكرى المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان...
خلال فعاليات الحلقة تمّ بثّ تقريرين منفصلين، رصد الأول لفعاليات ماراثون زايد الدولي، وتحدث خلال التقرير السيد عبدالله الرييس نائب رئيس اللجنة العليا المنظمة لماراثون زايد، حيث أكد أنّ الماراثون الذي يحظى برعاية كريمة من سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة يخلّد لاسم المغفور له الشخ زايد والذي يقام للمرة (13) ويشهد في كل عام إضافة جديدة سواء من حيث عدد المشاركين أو على المستوى الفني والإداري، وأشار إلى أنّ عدد المشاركين في هذه الدورة بلغ (700) محترف إضافة إلى (30000) من طلاب المدارس، وأشاد الريس بالرعاية الكريمة لسمو الشيخ منصور بن زايد، ودعمه الكبير للماراثون وحرصه على التواجد وتتويج الفائزين.
وتحدّث التقرير الثاني عن فعاليات مهرجان سمو الشيخ منصور بن زايد العالمي للخيول العربية الأصيلة على كأس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الذي ينطلق في مايو المقبل ضمن سبع جولات عالمية منها الإمارات وفرنسا وهولندا وألمانيا .
وتحدّث في التقرير السيد عبدالله القبيسي مدير إدارة الاتصال في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، والذي أكّد أن تنظيم السباق يأتي بتوجيهات من سمو الشيخ منصور بن زايد تقديراً للجهود الكبيرة التي بذلها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان باني نهضة الإمارات، وأوضح القبيسي أنّ المهرجان يشمل على عشر سباقات محليّة وسبع سباقات عالميّة تبدأ في مايو القادم.
الانطلاقة من استديو التحليل...
انطلقت فعاليات الحلقة من استديو التحليل مع الإعلامي عارف عمر وضيفا الاستديو الشاعر والناقد سالم المعشني، والشاعر مانع بن شلحاط، حيث تحدثا عن جزئية التحديث في المفردة الشعبيّة والفرق بين مفهوم التحديث والحداثة، وأثر البيئة التي ينتمي إليها الشاعر في ذلك.

نتائج التصويت الجماهيرى على شعراء الحلقة الرابعة.

مع بداية الحلقة وقبل الإعلان عن نتائج التصويت الذي استمر أسبوعاً على ستّة من شعراء الحلقة الرابعة، شاهد الجمهور تقريراً تضمّن مقاطع من مشاركة الشعراء، ومقتطفات من تعليقات أعضاء لجنة التحيكم، بعد ذلك تمّ الإعلان عن تأهّل الشاعران سلطان الأسيمر بأعلى نسبة من الأصوات ونسبة إجمالية (66%) ومبارك بوظهير بنسبة إجمالية (59%)، وأصبح الشعراء الأربعة: عبدالمحسن المسعودي (51%)، فواز السعدون (47%)، لافي الظفيري (38%) ومحمد الجرموزي (43%) خارج نطاق المنافسة.

مجريات المنافسة ومفاجآت الحلقة.

تميّزت مجريات الحلقة بقوّة المنافسة وتميّز النصوص التي شكّلت مفاجآت جميلة لأعضاء لجنة التحكيم والجمهور الذي عاش ليلة شاعريّة ممتعة مع الإبداع والتميّز...
أوّل فرسان الحلقة، بندر الجهني، شارك بنصّ جميل، أشاد به أعضاء اللجنة وقال عنه الدكتور غسان الحسن إنّه جميل وفيه كثير من الجهات والتوجهات، ونوّه إلى تضمين الشاعر لكلمات جديدة ومميزة في النصّ الذي انقسم إلى قسمين من حيث التناول؛ الأول سردي، والثاني ذهب فيه الشاعر إلى نوع من التشكيل الدرامي فيه الزمان والمكان والشخوص والمحاورات والمشاعر.. وبدوره قال سلطان العميمي إنّ النص جميل وأشاد بالسلاسة في الانتقال من بيت لآخر، وأشار إلى طغيان دلالات المكان في النصّ وازدحامه بمفردات الحركة التي أضفت حيوية وثراء على النصّ، وبيّن أنّ الشاعر كاد يقع في نوع من النمطية في بناء بعض أشطر النصّ.. ومن جانبه أشاد حمد السعيد بحضور الشاعر وتميّزه وتحدّث عن بحر القصيدة (الحدا) وأشار إلى ذكاء الشاعر في اختياره للبحر لأنّه يساعد على الإلقاء، كما أشاد بقافية النص التي جاءت منسجمة، وعلّق على استخدام الشاعر لبعض المفردات التي لم تكن مناسبها في توظيفها.
المتسابق الثاني سعود العواجي، شارك بنصّ مميز بعنوان (أسمى مكان) وصفه العميمي بأنه جميل، وأشاد بالتسلسل والانسيابية الموجودة فيه، والصور الشعرية الجميلة، ولفت إلى أنّ الأبيات الثلاثة الأخيرة خفتت فيها الشاعرية، وقال السعيد إنّ النصّ متجانس رغم أنّ الفكرة مستهلكة وأشار إلى أنّ على الشاعر اختيار مواضيع مغايرة تثري الشعر والساحة وتفيد المجتمع، وأوضح أنّ دخول الشاعر في المديح كان جميلا وذكياً.. وتحدّث الحسن عن الإضاءات والعبارات الشعرية الجميلة في الأبيات ودقّة التصوير والتعبير، وأشار إلى وجود ثلاث عبارات بنفس المعنى.
ثالث الفرسان الإماراتي عبدالله الجابري، شارك بنصّ متألّق، نال على ثناء وإشادة أعضاء لجنة التحكيم، وقال عنه السعيد إنّه نصّ ناضج وأنّ جميع الصور الشعرية التي وردت فيه تخصّ الشاعر ولا تخصّ غيره، وقال الحسن إنّ النصّ يتجاوز مرحلة المفاجآت إلى الحديث عن ما في النصّ من جمال، وأشار إلى استخدام الشاعر لخمسة ألوان من ألوان الصور والتشبيهات، والذي قلّ ما يوجد عند شاعر آخر.. وأشاد العميمي بالحضور الجميل للشاعر، وقال إنّ النصّ متماسك وجميل من أول بيت إلى آخر بيت، وأنّه لا يوجد حشو أو تكرار أو ترهّل في الصور الشعرية ولفت إلى اشتغال الشاعر على المتناقضات وصياغتها في قالب شعري جميل وموفّق.
المتسابق الرابع علي الكعبي، قدّم نصّا فيه الكثير من الفلسفة، أشاد به الحسن وقال إنّه نصّ متماسك ككتلة واحدة في الموضوع ولم يغرق في الرمزية وظلّ مفتوحاً على المتلقي، وأشار إلى أنّ النصّ اعتمد على اللعبة اللغوية التي جعلته متفرداً عن سواه.. وأشار العميمي إلى أنّ النصّ فلسفي وينتمي إلى المدرسة العمانية واحتوى على الكثير من الصور الشعرية، ولفت إلى تحويل الشاعر لكثير من الصور والمفردات غير المادية إلى أماكن ما أضفى على النصّ شيء من الجمال.. وأشار السعيد إلى بحر القصيدة (المنكوس) وقال إنّ أوّل بيتين في القصيدة فيهما نوع من الغرابة والتركيبة العجيبة، ورأى أنّه لم يكن هناك هدف واضح في الأبيات وقد تحدثت عن مفاهيم عامة.
خامس المتنافسين، فرحان العازمي، شارك بنصّ وجداني جميل، أشاد به السعيد وقال إنّ قافيته جاءت مميّزة وأنّه نصّ فيه شموخ الشعر، كما أشاد بالأبيات الختامية التي جاءت جميلة جداً.. وقال الحسن إنّ النصّ جميل من حيث موضوعه لأنّه تحدّث عن تجربة ذاتية عاشها الشاعر الذي استطاع بمهارته الشعرية من توصيف هذا الموقف، وأشار إلى أنّ الشاعر اعتمد أسلوب الطباق والمقابلة وأوضح أنّ القصيدة مشتقة من خلال الموقف الذي فرض على الشاعر الأسلوب الذي يتناسب مع الموضوع والشكل اللذين اتحدا في صورة واحدة من أجل تأدية الغرض... وأشاد العميمي بخاتمة القصيدة التي أنهت المشهد بطريقة جميلة، ونبّه الشاعر إلى عدم الوقوع في النمطية والتكرار خلال صياغة الأبيات والتي كاد أن يقع فيها في طريقة تكرار الكلمة.
المتسابق السادس، فلاح المورقي، أدهش الجمهور من خلال أدائه وصوته المميز، وشارك بنصّ جميل قال عنه السعيد إنّه نصّ متماسك يدل على الشاعرية الفذة، وأشار إلى الفكرة في الجزء الأخير من النصّ ووحدة الموضوع الذي لا يتقنه إلا شاعر متميّز... وأشار الحسن إلى أنّ النصّ انقسم إلى نصفين من حيث الموضوع، النصف الأول فيه الكثير من الشاعرية والعبارات الشعرية الجميلة، والنصف الثاني جاء متواضعاً من حيث القيمة الشعرية... وقال العميمي إنّ الشاعر تحدث من خلال النصّ عن أمور كثيرة مثل الشعر والقلطة والبيئة والذات، وأنّه استطاع أن يصنع من هذا المزيج صوراً شعرية جميلة.
سابع الفرسان السوداني محمد بركي الرشيدي، شكّل مفاجأة جميلة من حيث الحضور والأداء، وقدّم قصيدة جميلة، أشاد بها الحسن كما أشاد بحضور الشاعر وطريقته في الإلقاء، وقال إنّ القصيدة فيها الكثير من الصور والعبارات الشعرية وكثير من الصور التقليدية التي حدّثها الشاعر، وأشار إلى أنّ الشاعر ذهب في الأبيات الأربعة الأخيرة إلى الاستطراد وكانت انفراط عن النصّ الأساسي... وتحدّث العميمي عن الصور الشعرية الجميلة في النصّ وأشار إلى أنّ القصيدة تنتمي إلى بيئة الشاعر وأنّ الشاعريّة قد خفتت في بعض الأبيات التي كانت أقرب إلى النظم.. السعيد أشاد بالحضور المميّز للشاعر، وقال إنّ روح الأصالة واللهجة وتوظيف الوطنية كان جميل جداً وأنّ النصّ في غاية الجمال.
ختام المنافسات كانت مع الأردني مهنّد العظامات، الذي شارك بنصّ عنوانه (ضحيّة مجتمع) طرح من خلاله قضية (العنوسة) بشكل جريء، حيث أشاد العميمي بشجاعة الطرح، وقال إنّ القصيدة مميّزة في موضوعها وقد انقسمت إلى قسمين؛ وأن المقدّمة لم يكن لها ارتباط بموضوع القصيدة وأنّ الأسلوب فيه شيء من النمطية، ورأى أنّ انشغال الشاعر بتوصيل الفكرة قد طغى على انشغاله بالصور الشعريّة، وقال إنّ بعض الأبيات جاءت كنظم أكثر منها شعر... ولاحظ السعيد أنّ النص انقسم إلى قسمين وأنذ الحماس كان واضحاً في البداية، وبيّن أنّ دخول الشاعر إلى موضوع القصيدة كان مفاجئاً ولم يكن هناك رابط بينه وبين مدخل القصيدة... وقال الحسن إنّ موضوع القصيدة جيد وجديد، وأنّ الشاعر ذهب إلى نرجسية مخيفة في تمجيد الذات، وتحدّث عن أسباب المشكلة موضوع النصّ كما طرحها الشاعر والعلاج الذي طرحه الشاعر ومدى قبوله.

ضيفا الحلقة... وامتزاج الشعر بالفنّ.

ضيف الشرف في الحلقة الخامسة كان الشاعر الكويتي سعد براك العازمي أحد نجوم برنامج شاعر المليون في النسخة الثانية، والذي تحدث من خلال تقرير خاص عن أهمية برنامج شاعر المليون وما أصبح يمثله للشعراء والجمهور من متذوقي الشعر، وتحدّث العازمي عن مشاركته في النسخة الثانية من شاعر المليون، وما حظي به من شهرة وأضواء وانتشار إعلامي بعد أن أصبح أحد نجومه، وقال إنه قام بافتتاح منتدى خاصاً به على الشبكة العنكبوتية، وأنّه بصدد إصدار ديوانه المطبوع، وأشار إلى احتمال مشاركته في النسخة القادمة من المسابقة، وقدّم خلال التقرير قصيدة جميلة امتدح من خلالها عاصمة الثقافة والأدب 'أبوظبي'.
كما حلّ الفنان محمد الوسمي ضيفاً على الحلقة وتغنّى بقصيدة وطنية جميلة من كلمات الشاعر سعد براك، رافقه خلال الأداء إحدى فرق الفنون الشعبية الإماراتية، حيث تفاعل معه الجمهور بطريقة رائعة وأضفت الفقرة المزيد من التألّق والجمال على مجريات الحلقة.
 
لحظة الحسم والإعلان عن النتائج

قبل الإعلان عن نتائج المنافسات تحدّث الضيفان في استديو التحليل عن مشاركات الشعراء وتقييمات أعضاء لجنة التحكيم لهذه المشاركات، وركزا على بعض الجوانب المضيئة في القصائد التي دللت على ثراء تجارب الشعراء المشاركين.
بعد ذلك تمّ الإعلان عن نتائج المنافسات ومنحت لجنة التحكيم بطاقتي التأهّل لكلّ من الإماراتي عبدالله الجابري الذي حصل على أعلى درجات اللجنة (48 من 50) والسوداني محمد بركي الرشيدي (45من 50) ليصبح أول شاعر من القارة الأفريقية ينتقل للمرحلة الثانية من المنافسات منذ انطلاق البرنامج في نسخته الأولى.. ومع تأهّل الجابري والرشيدي، انتقل الشعراء الستة إلى مرحلة التصويت الجماهيري والذي يستمر أسبوعاً ويتأهل من خلاله الشاعران الحاصلان على أعلى نسبة من الأصوات مع بداية الحلقة السادسة يوم الأربعاء القادم، وقد منحت لجنة التحكيم درجاتها للشعراء كالتالي: بندر الجهني (40 من 50) سعود العواجي (44) فرحان العازمي (40) علي عبدالله الكعبي (40) فلاح المورقي (44) ومهند مفلح العظامات (39).

فرسان الحلقة السادسة

في نهاية الحلقة تمّ الإعلان عن أسماء الشعراء المتنافسين في الحلقة السادسة والأخيرة في المرحلة الأولى من المنافسات يوم الأربعاء القادم وهم:  مستورة الأحمدي، وعبدالله حديجان، وعريمان السبيعي من السعودية، سليمان العلو القعيدي من سوريا، سالم الكعبي من الإمارات، تيسير الزلابية من الأردن، محمد فهد العرجاني من الكويت، وخالد صالح الشمري من قطر.
برنامج شاعر المليون تدعمه وتنتجه وتنظمه هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، ويعدّه الشاعر والإعلامي عارف عمر. ويحصل صاحب المركز الأول والفائز بلقب شاعر المليون والبيرق على خمسة ملايين درهم، بينما يحصل صاحب المركز الثاني على أربعة ملايين درهم، والثالث على ثلاثة ملايين درهم. إضافة لمنح الفائز الرابع مليوني درهم، والخامس مليون درهم.

الآن - ابوظبي

تعليقات

اكتب تعليقك