أطفالنا بحاجة لمن يحاورهم بذكاء

محليات وبرلمان

يملكون مواهب متعددة لابد من توظيفها بالشكل الصحيح

1486 مشاهدات 0


 

كأي أسرة لابد منها أن تهتم بالملبس والمأكل وتوفير جميع مستلزمات الأطفال، إلا أن هناك جانب لابد أن لا نغفله وهو الاهتمام بالجانب اللغوي لهم والمحاورة والنقاش معهم منذ نعومة أظافرهم، ولا يتم ذلك إلا بإتباع طريقة مشوقة لجذب انتباه الطفل من خلال مثلا سرد القصص عليه حتى وإن كان صغيرا بالسن، فنلتمس له عذرا بعدم قدرته على التحدث، أو فهم ما يدور حوله فهذا ليس دليلا على عدم  استيعاب ما يدور حوله، أو حتى قدرته على القيام بمحاولات لفهم  ما يقال له، فكثير من الأطفال قادرين على الإنصات دون قدرتهم على مبادلة الحديث، فليس هذا أمرا يجعل الطفل لا يفقه شيئا مما يقال، بل الدليل أنهم يقومون بحركات معينة للفت الانتباه لهم وإعلامنا على قدرتهم على التجاوب، وأنهم بالفعل يعلمون ما يدور حولهم،  وكلما كان الطفل أكثر شغبا ويتجه لمعرفة الأشياء من حوله، تجده يسعى جاهدا للعبث  في الأشياء ومعرفة المزيد رغم  كثرة تعرضه للخطر دوما، وهي علامة تدل على أنه ذكي قبل أن يكون مشاغبا،  لكن لا يوجد أي اهتمام من قبل الأهل به،  فيتجه هذا الطفل مثلا للبحث بين الأغراض الموجودة في المنزل كنوع من رحلة الاستكشاف لديه لعله يجد شيئا يسليه، وهكذا يستمر وضعه في حالة إهمال حتى يدخل للروضة والمدرسة.

إن قراءة القصص على الطفل منذ بدء نموه،  هي إحدى الوسائل التي لا نعي أهميتها، فهي قادرة أن تجعل الطفل يحاول أن ينصت بإمعان، وتجعله يحاول قدر الإمكان أن يفهم ما يقال له وينمي قدرته العقلية على الفهم حتى ولو كانت بسيطة، و مما نعجب منه نحن كعرب بالذات أننا نجد الأمهات في المجتمعات الغربية يقرأن الكتب بصوت عال وهن في أشهر الحمل الأخيرة، رغبة منها أن يشاركها طفلها بالاستماع خلال هذه الفترة، ولإيمانها بأن هذا الأمر يساعد على حب الطفل للقراءة والتعلم ونمو ذكاءه في المستقبل، وقد ننظر باستخفاف ونستهزئ بعقلية المرأة التي تفعل ذلك، رغم وجود دراسات كثيرة تؤكد أن الطفل في بداية عمره وحتى و هو في رحم والدته يمتلك قدرات قد لا نعي لها أو نهتم لها، ولكننا  نأبى أن ننصت لصوت العلم في بعض الأحيان، ونسير على ما سار به من قبلنا، فلا نفضل أي تغير قد يجلب الشبهات لنا، فكيف لإمرأة كويتية تقرأ وتحاور طفلها الصغير الذي لا ينطق بعد حرفا واحد، فكل اشارات القمز واللمز بأنها جنت بالتأكيد  لابد أن تصيبها ممن حولها، فهل اهتمامها بالطفل بهذه الصورة يعني أنها كذلك أم هي أعقل النساء؟!

إن الطفل في مجتمعنا يبحث عمن يستكشف ما لديه من مواهب، ولعل أكبر أخطائنا أننا نفضل أن يكونوا صامتين على أن نحاورهم و نتحدث معهم، فهي الأسهل لأولياء أمورهم أو ممن هم قريبون من هذا الطفل، وتستمر الحكاية والقصة مع أطفالنا الصامتين إلا أن ينطقوا  مطالبين بأن نحاور عقولهم، فقليل جدا من يعتنون بأطفالهم بطريقة تجعلهم موهوبين مستقبلا،  قادرين على المحاورة الذكية والإبداع  فيما لديهم  من خلال استخراج ما في بواطن عقولهم الصغيرة،  وتوجيهها نحو الطريق الأفضل والسليم لهم، فهل لنا أن نعطي أنفسنا فرصة لنحاورهم  حتى يأتي الغد  ليحاوروننا بأنفسهم.

لقد مر علينا قبل أيام موقفين لايمكن اغفالهما، الأول حين وقف الطفل حمد جمال بوناشي أمام قادة الخليج بالقمة الثلاثين التي استضافتها الكويت في ديسمبر الماضي، واستطاع أن يخطف الأضواء ببراعة أسلوبه، والثاني حين قام حضرة صاحب السمو أمير البلاد حفظه الله ورعاه الأسبوع الماضي بتكريم حفظة القرآن، وكان بينهم أطفال لم يبلغوا حتى الآن السادسة من العمر، وقد تمكنوا من حفظ أجزاء من القرآن الكريم  وتلاوته بأصواتهم العذبة.

 

الآن - تقرير: فوز الظاهر

تعليقات

اكتب تعليقك