( فقه الوضوء ..المستحبات والمكروهات والنواقض )
مقالات وأخبار أرشيفيةيناير 9, 2010, منتصف الليل 8808 مشاهدات 0
كثير من المسلمون يذهبون إلى المساجد للصلاة .. وجميع من يذهبون للصلاة يسبقونها بالوضوء ، ولكن قليل من هم يعرفون فقه الوضوء .. قليل من يعرفون فضله وفرائضه وصفته وآثاره ونواقضه ومكروهاته ومستحباته .. فمن منا يعرف ( فاقد الطهورين ..؟! ) .
في هذه المحاضرة استضافت مبرة طريق الإيمان في مسجد الشايع بالزهراء بالتعاون مع إدارة مساجد حولي فضيلة الشيخ الدكتور طارق الطواري ليطلع جموع المصلين في محاضرة علمية تعليمية عما خفي عنهم عن الوضوء كما عرفه المسلمون وكما أرشد عنه الحبيب المصطفي .. مؤكداً على ضرورة أن نسمع ونطبق ونبلغ حتى يتحقق هدف العلم والتعلم من مثل هذه المحاضرات وموضحاً أن الوضوء بمفهومه البسيط المعروف هو طهارة من الحدث الأصغر والأكبر وأن إسباغه على المكاره هو ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات كما أرشد الرسول صلى الله عليه وسلم .
واجبات وفرائض
بدأ الدكتور الطواري موضحاً أن الوضوء واجب لثلاث أمور هي الصلاة والطواف ومس المصحف وأن هذه الثلاث لا تصح بدون وضوء ، كذلك فان فرائض الوضوء هي الأركان التي لا تقبل التنازل وأولها النية وهي نية رفع الحدث ومن لم ينوي ليس له عمل كما قال صلى الله عليه وسلم ( إنما الأعمال بالنيات ) وبقية الأركان وتسمى بالأركان المذكورات قد ذكرت في القرآن ( يأيها الذين أمنوا إذا قمت إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين ) لذا كان الركن الثاني بعد النية هو غسل الوجه ولو لمرة واحدة وذلك من منبت الشعر حتى أسفل الحنك ومن شحمة الأذن إلى شحمة الأذن والأنف والفم داخل الوجه .. الركن الثالث غسل اليدين إلى المرافق بمعنى مع المرافق ، الرابع مسح جميع الرأس وتدخل في الرأس الأذنين ، الخامس غسل الأرجل إلى الكعبين وقد شدد الرسول في دقة الغسل فقال ( ويل للأعقاب من النار ) السادس الترتيب في غسل الأعضاء كما رتبهم الله في الآية الكريمة ، السابع الموالاة بمعني المتابعة وعد التوقف كثيراً ثم العودة إلى إكمال الوضوء إلا إذا كان التوقف إنشغالاً بالطهاره .
سنن الوضوء ( المستحبات )
ثم تطرق الطواري إلى السن قائلاً (إن فعلتها فأنت مأجور وإن تركتها فأنت غير مأزور ) فالسنن تكمل وتجمل العمل وأولها قول بسم الله وثانيها السواك وثالثها غسل اليدين ثلاثاً ورابعها المضمضة وتحريك الماء في الفم وخامسها الاستنشاق والاستنثار وسادسها تخليل اللحية وسابعها تخليل الأصابع وهي من الفطرة وتسمى تخليل البراجم وهي أصابع اليدين والقدمين ، ثامناً مسح الأذن ظاهراً وباطناً ، تاسعاً غسل الأعضاء ثلاثاً ثلاثاً ، عاشراً التيامن وهو البدء باليمين غير أن البدء باليسار لا ينقض الوضوء ، حادي عشر إطالة الغرة وإطالة التحجيل وهو غسل غرة الوجه واليدين حتى قرابة الإبط والقدمين حتى قرابة الساقين لأن المسلمون يأتون يوم القيامة غراً محجلين من فضل الوضوء حتى أنهم يعرفون من بين الأمم بهذا الضوء فتقول عنهم الأمم ( كادت هذه الأمة أن تصبح كلها أنبياء ) ثاني عشر الدلك وهو تحريك اليد على الأعضاء ودلكها وأخيراً دعاء الوضوء .
مكروهات الوضوء
وقد أرشد الطواري إلى مكروهات الوضوء قائلاً ( فاعلها غير مأزور وتاركها مأجور ) وهي المكروهات تنزيها بمعني ' ليتك ما فعلت ' وأولها أن تترك سنن الوضوء من بسملة أو استنشاق .. الخ ن ثانيها يكره الوضوء في مكان نجس حتى لا تتطاير النجاسه على الوضوء ، ثالثها الإسراف في استخدام الماء ، رابعها الزيادة على ثلاث في غسل الأعضاء فمن زاد عن ثلاث فقد تعدى وظلم ، خامسها لطم الوجه بالماء وهو ضرب الوجه بالماء فهذا تشبه بالمنهي عنه .
نواقض الوضوء
وقد بين الطواري أن أولها كل ما يخرج من السبيلين ( القبل والدبر ) سواء كان قليلاً أو كثيراً ، ثانياً النوم الثقيل المستغرق الفاقد للإدراك فالنوم الخفيف لا ينقض الوضوء ، ثالثاً مس الرجل لذكره أو مس المرأة لفرجها وذلك لأنه مظنة تحريك الشهوة ، رابعاً زوال العقل بجنون أو إغماء أو سكر أو استخدام مخدر.. الخ ، خامساً إذا مس الرجل المرأة بشهوه غير أن مسها بدون شهوة لا يبطل الوضوء مثل مسها في الطواف حول البيت فقد كان الرسول يقبل زوجاته ثم يذهب للصلاة ، سادساً الردة عن الإسلام ، سابعاً أكل لحوم الإبل والشرب من ألبانها فقد قال صلى الله عليه وسلم ( على سنام كل واحد من الإبل شيطان ) لذا ففي طباع الإبل هيجان وكذلك هي حقودة وأكبادها غليظة فمن يأكل من لحومها يتأثر بطباعها لذا وجب الوضوء ليبرد هذا العنفوان وهذه الشيطنة التي في الإبل .
قضايا فيها خلاف
وقد شرح د. الطواري لبعض القضايا التي فيها خلاف مبيناً أن المرأة التي تغسل صبيها الصغير وتلمس أعضاءه التناسلية لا ينتقض وضوءها .. وخروج القئ الكثير ينقض الوضوء لأن فيه حكم الخروج من السبيلين وذلك عند أغلب العلماء لكن الأمر فيه خلاف .. والقهقهة في الصلاة ليس فيها دليل على أنها تبطل الوضوء وإن كانت توجب إعادة الصلاة .
أحكام التخفيف
ومن أحكام التخفيف على المسلمين ( التيمم ) وهو بديلاً كاملاً للوضوء وهو التعبد لله بقصد الصعيد الطيب وهو وجه الأرض وكل ما على وجه الأرض من طيب سواء كان ليناً أو جاف مثل التراب أو الرمل أو الحجارة والتيمم له حكم الوضوء تماماً من صلاة وطواف ومس للمصحف ويجب التيمم إذا لم يجد الإنسان الماء أو وجد الماء ولكن الوصول إليه فيه خطر على المسلم أو ماله أو أهله أو وجد ضرر في استخدام الماء كالمرض أو كان الماء قليل ووجب استخدامه للشرب أو للدواب ، والتيمم هو استحضار النية وضرب الأرض بالكفين مرة واحدة ثم النفخ فيها لإزالة الغبار ثم مسح الوجه ومسح اليدان اليمني واليسرى فقط ، وهذا تخفيف من الله على المسلمين ولا يجوز المبالغة كالتلحف بالتراب والتقلب فيه .. وكل ما ينقض الوضوء ينقض التيمم .
فاقد الطهورين
فاقد الطهورين هو المسلم الذي لا يجد ماءاً للوضوء ولا يجد صعيداً طيباً للتيمم لذا وجب عليه أن يصلي على حاله التي هو عليها ومن أمثلة ذلك شخص محبوس في مكان أو شخص مريض في مستشفى فعليه أن يصلى على حاله لقول الله سبحانه فاتقوا الله ما استطعتم .. ثم أنهى الدكتور الطواري محاضرته العلمية بالرد على بعض الأسئلة التي وردت من الحاضرين .
تعليقات