د.هيلة المكيمي ترى فى ظهور جبهة الانقاذ مبادرة من نواب كتلة التنمية من أجل انقاذ الحكومة من أغلبيتها المزعجة
زاوية الكتابكتب ديسمبر 30, 2009, منتصف الليل 867 مشاهدات 0
حياد إيجابي
جبهة إنقاذ وطني!!
د. هيلة حمد المكيمي
قوى 26، ومجموعة 27، وقوى الحادي عشر من آذار اقصد نوفمبر، وجبهة الانقاذ الوطني، والمعارضة والموالاة!.. خرجت علينا هذه المصطلحات مؤخرا لتملأ صحفنا وأدبياتنا السياسية، والمتابع للصحافة الكويتية، ينتهي بقناعة ان هناك حربا أهلية طاحنة تعيشها الكويت، ما حدا بظهور هذه المجاميع وجبهات الانقاذ والاصطفاف مابين المعارضة والموالاة، الا ان الواقع ابعد ما يكون عن ذلك، فهذه المجاميع الأشبه بجزر متفرقة ما هي الا جزء من المشكلة التي تعيشها الكويت والمتمثلة في الأجندات الشخصية، فالكويت لا تقوم على سياسة العمل الجماعي بل هي مغرقة بتفاصيل العمل الشخصي والاستعراضات الشخصية، وهذا أصل المشكلة وتفاقمها في الفترة الأخيرة، وهو السبب الرئيس لظهور ما يسمى بمصطلح التأزيم، فتصريح من شخصية سياسية واحدة يكفي ليخلق حالة من الهلع والاضطراب، لهذا كان عدد من نواب المعارضة قادرين على تعطيل عمل الحكومة، وقد ازداد غضبهم حينما تمكنت الحكومة من تحقيق الأغلبية، لهذا ظهرت جبهة الانقاذ بمبادرة من نواب كتلة التنمية من أجل انقاذ الحكومة من أغلبيتها المزعجة، وتغليب العمل الفردي على الجماعي!.
تعود مشكلة الفردية في العمل الى طبيعة حياة المجتمع الكويتي التي تعتمد الى حد كبير على العلاقات الشخصية وعلاقات الدواوين، وهي ميزة ومشكلة في آن واحد، فالميزة تتمثل ببساطة ادارة هذا المجتمع، والقدرة على التواصل مع مختلف فئاته وهي سمة قديمة ومتوارثة، في حين هي مشكلة بسبب انه من الصعب ايجاد عمل جماعي في ظل هذه الفردية. كما تعززت هذه السمة بسبب عدم السماح للقيادات الشابة بأن تأخذ دورها الطبيعي سواء في الحكومة او البرلمان او قيادة التيارات لاسيما الشبابية، وغلبة القيادات الهرمة على هذه التيارات، بل حتى ان كانت الواجهة شبابية فالقرار في النهاية بيد تلك القيادات الكهلة التي تظل تسيطر على عملية صناعة القرار السياسي حتى بعد الخروج من الحكومة او البرلمان، سواء من خلال اقامة تشكيلات سياسية جديدة تأتي على صيغة مجاميع تظهر من آن لآخر، والاصرار على البقاء في المجالس التخطيط العليا في الدولة بمختلف انواعها، ما يذكرنا بحالة من المراهقة السياسية المتأخرة .
طغيان الفردية يعتبر أصل المشكلة في اقامة تيارات فاعلة ومؤثرة في المستقبل ما يضفي الكثير من التساؤل حول مستقبل النظام السياسي الكويتي، الا انني كنت ومازلت أراهن على القيادات الشابة، فهي المستقبل الحقيقي، كما ان المستقبل يمثل هاجسها بالدرجة الاولى.
تعليقات