هل انقرض أَخوة الرضاعة!!
محليات وبرلمانديسمبر 27, 2009, منتصف الليل 2840 مشاهدات 0
قال المولى عز وجل ((وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لاَ تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلاَّ وُسْعَهَا لاَ تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلاَ مَوْلُودٌ لَّهُ بِوَلَدِهِ وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ فَإِنْ أَرَادَا فِصَالاً عَن تَرَاضٍ مِّنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا وَإِنْ أَرَدتُّمْ أَن تَسْتَرْضِعُواْ أَوْلادَكُمْ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِذَا سَلَّمْتُم مَّا آتَيْتُم بِالْمَعْرُوفِ وَاتَّقُواْ اللَّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ))... (سورة البقرة)
بعد مرور آلاف السنين على مسألة الرضاعة الطبيعية، وحرص النساء سابقا على إرضاع مواليدهم حتى سن الفطام، ومع التغيرات التي تنتاب أي مجتمع، وخاصة مجتمعاتنا الخليجية التي كان لابد أن تتمسك ببعض العادات التي ورثناها فكانت منها التمسك بالرضاعة الطبيعية الذي نجد الدول الأجنبية تتبنى حملات إعلامية كبيرة لتوعي النساء بأهمية إرضاع الطفل، لما لها من أهمية على صحة كل من الأم و الطفل في نفس الوقت، ويقيها من أمراض كثيرة منها سرطان الثدي، ومن الآثار الإيجابية أيضا أنها منحت الأم أبناء لها وأشقاء من غير أن تمر بمراحل الحمل والوهن، فسماحة ديننا الحنيف جعل كل امرأة ترضع أبنا ليس لها أن تكون أما له بالرضاعة ولأبنائها أخوان له بالرضاعة.
الآن لم نعد نسمع بتواجد أخوان أو أخوات من الرضاعة لجيلنا الحالي، فمنذ أن ظهر الحليب المصنع بدأت الرضاعة الطبيعية بالتراجع حتى انقرضت، وذلك لرغبة الأمهات بالابتعاد عن إرضاع الأبناء، والبحث عن الوسيلة السهلة وخاصة مع خروج المرأة للعمل وارتباطاتها الكثيرة، مما جعلها لا تفضل الرضاعة الطبيعية، ولم تعد الأم تهوي إرضاع طفلها بنفسها، فهل سترغب بإرضاع مثلا طفل غير ابنها؟ و هل ستتقبل الأسر هذا الأمر بالأساس؟ بل لوفكر بعضهن بإرضاع طفل آخر بجانب ابنها قد يصرخ من حولها اشمئزازا لو أنها فقد نطقت بها، أو قالتها كمقترح لجس النبض، والمجتمعات لدينا فيما بينها بدأت تأخذ منحنى آخر، فالناس لا تحبذ القرب فيما بينها، والأسرة الكبيرة التي كانت متواجدة مسبقا ببيت (الحمولة) أخذت بالانكماش، وبدأت تأخذ حجما أصغر وفضلت الانعزال عن من حولهم، ففي هذا الزمن الجار لا يعلم شيئا عن جاره الذي يفصل بينه وبينهم جدار فقط فما بالك بسابع جار.
عوامل كثيرة أحاطت بالأسر الكويتية لتجعلها تكتفي بالاهتمام بالعلاقة فقط في محيط سور منزلهم، ولا يرغبون بالخروج نظرا لخوفهم من النتائج السلبية التي قد يلاقونها من الاختلاط بالناس.
التقارب الاجتماعي في مجتمعنا الكويتي أخذ منظورا مختلفا عما كان قديما، وكل جيل تحيط به الكثير من المتغيرات الاجتماعية والمادية وغيرها، مما يجعل الفرد يأقلم نفسه عليها، ولكننا فعلا نفتقد بأن يكون فعلا هناك أخوة وأخوات لم تلدهم أمهاتنا ليتم التقارب أكثر بين الجيران، ولنستعيد زمنا انتشرت به الألفة والرحمة والمحبة بين أفراده رغم صعوبة الحياة و قسوتها في ذلك الوقت، فهل تقتنع المرأة بأهمية الرضاعة صحيا واجتماعيا لها ولطفلها وتفكر جديا بالعودة لما هو لصالحها؟ أم يظل الموضوع ليس ذا أهمية في زمن لم يعد يعرف المرء فيه بعض أقاربه ؟!!.
تعليقات