النقي: غاندي تعلم من 'الحسين' كيف يكون مظلوما لينتصر

مقالات وأخبار أرشيفية

2264 مشاهدات 0

علي النقي

قال الباحث في الشؤون السياسية والاستراتيجية الدكتور علي عباس النقي على مر التاريخ والعصور الغابرة ، ومنذ أزل الخليقة ، كانت الأغلبية الغالبة من العظماء والقادة والعباقرة والمفكرين الذين جاؤوا لهذه الحياة وملؤوها وأثروا فيها تقع ضمن إطار أصحاب العظمة ' الآنية' أو ' المحدودة'  بحيث لم تتجاوز 'عظمتهم' سنين حياتهم أو ما قد يتجاوزها بعد حين .. ثم ينتهي كل شيء وإن طال الأمد !!

وأضاف النقي أن قضية محدودية العظمة لم تكن يوما ' اتفاقية' لا تكمن وراءها علل لأن المحيط بالمعادلات لا يمكن أن يقول ذلك فجميع القضايا ' حتمية' إذا لاحظنا عللها ودوافعها ، حتى أصغر الحوادث لا تقبل مبدأ ' الصدفة ' و'المفاجأة'  فكيف بالقضايا الكبرى؟!

وذكر النقي أن العلة الرئيسية تكمن في أن هذا النوع من ' العظمة' مبني على قاعدة 'مادية'، فإذا انتهت 'المادة' انتهت تلك 'العظمة'، في المقابل نجد التاريخ يسرد لنا قصص نادرة لــ'عظم' غير محدودة بإطار محدد ، مستمرة عبر قرون من الزمن كقضية الإمام الحسين سيد الشهداء عليه السلام  الذي له هذا النوع الخاص من ' العظمة ' الإلهية المطلقة التي سجلها التاريخ من قبل لجده الرسول الأعظم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله وأبيه أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب وأمه سيدة نساء العالمين مولاتنا الصديقة فاطمة الزهراء وأخيه سيد شباب أهل الجنة الإمام الحسن المجتبى صلوات الله عليهم أجمعين  لأنه تفانى في الله سبحانه تعالى وبذل مهجته فيه ، ولا يزال اسمه يحرك التاريخ وبعد أكثر من 1370 عام والعلة التضادية هنا أنه لم يربط نفسه بالقاعدة المادية التي يواجهها المبدأ القرآني بقوله تعالى } ما عندكم ينفد وما عند الله باق{.

وقال النقي منذ قرون مضت، وعلى مر الليالي والأيام، اجتهد من وصفهم الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله بــ'الطلقاء' ، ومن بعدهم خلفاء بني العباس ، مرورا بالولاة العثمانيين داود ونجيب باشا في عهد السلطان عبدالمجيد الثاني ، ولينين ، والبهلوي الأول ، وطغاة العراق عبدالرحمن وعبدالسلام عارف وعبدالكريم قاسم ، وعفالقة أحمد حسن البكر ، والهالك صدام ، ومئات غيرهم  لدرس أثر الإمام الحسين عليه السلام ، وعفو رسمه ، ومحو أمره وطمسه ، فلم يزداد أثره إلا ظهورا ، وأمره إلا علوا ، وبقيت إرادة الله سبحانه دائما فوق إرادتهم.

وتابع النقي: وإذا كانت عظمة الحسين قد بلغت ' المهاتما غاندي' محرر الهند الذي تعلم منه كيف يكون مظلوما لينتصر فإن المسلمين أولى بهذا العطاء الممتد إلى أبعد آماد التاريخ ، وهي من جانب ضرب التشبيه كـ'المطر' الذي ينزل من السماء ليحيي الله به الأرض بعد موتها ،فإن استفيد منه على الوجه الأكمل أعطى مختلف الثمار والأزهار ، وملأ الأرض بالرياض ، والقلوب بالبهجة ، وإن لم يستفد منه فإنه يتسرب إلى باطن الأرض ويخسر الإنسان النعمة التي أسداها الله إليه.

وأكد النقي الأهمية  الكبرى للمحافظة دائما على إحياء ' الشعائر الحسينية'  التي هي من تقوى القلوب بكافة أشكالها وطرقها ومظاهرها  فدور الإمام الحسين عليه السلام كان دور الثورة وامتداد الثورة يحتاج إلى إحيائها بكل أبعادها ومرافقها في واقع الحياة وعقد جو الملحمة بما يعيد إلى الأذهان واقع هذه الثورة بضجيجها وتوترها وانفعالها ويطيق انجاز فورتها  وهو لا يكون إلا من خلال الشعائر الحسينية التي شهد التاريخ أنها استطاعت عبر الأحداث التاريخية والأطماع السياسية أن تحفظ الدين الإسلامي من الضياع والتحريف والاندراس.

وتوجه النقي بالشكر إلى وزير الداخلية الشيخ جابر الخالد على كل الجهود التي يبذلها لحفظ الأمن في الحسينيات ومنع تعكير صفو هذه المناسبة الأليمة التي تتجدد كل عام.


وقال النقي أن وزير الداخلية ضرب مثالا رائعا في حس المسؤولية العالي وقدم صورة حضارية على إيمانه بالديموقراطية حينما تدخل في أحد المواقف ذات الارتباط بخدام الحسين عليه السلام ومنع الاعتداء والترويع الصارخ لبعض الشباب الذين كانوا يمارسون نشاطا قانونيا مشروعا للتعبير عن نصرتهم لسيد شباب أهل الجنة الإمام الحسين عليه السلام.


وأفاد النقي أن بعض الشباب كانوا يقدمون الأطعمة والمشروبات في شارع ناصر المبارك في الرميثية مستخدمين 'كشك' كموقع لممارسة هذه العادة والشعيرة الدينية تعبيرا عن مشاركتهم في العزاء على الحسين عليه السلام، إلا أن بعض رجال الأمن ومعهم قيادي من وزارة الداخلية تجاوزوا حدود اللياقة مع هؤلاء الشباب مدعين أن ما يفعله الشباب مخالف للقانون وطالبوهم بإزالة المكان الذي وضعوه لينطلقوا منه في توزيع الطعام والمشروبات.


وتابع النقي 'أجريت اتصالا بالناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية العقيد محمد هاشم الصبر الذي بذل جهدا جبارا وكبيرا وأجرى اتصالاته مع ذلك القيادي الذي اعتدى على حرية الشباب المؤمن وأبلغه أن أوامر وزير الداخلية الشيخ جابر الخالد تقضي بعدم التعرض لهذه الشعائر الدينية'.


وقال النقي 'قبل أن أجري اتصالاتي وتحركاتي تأكدنا من عدم وجود قرار من وكيل وزارة الداخلية بإزالة هذه الأكشاك التي توضع وتنصب هي وما يشبهها من مواقع كعادة دينية منذ تأسيس الكويت، ولطالما ساهم بدعمها عدد كبير من الخيرين من أهل الكويت ومنهم جمع من آل الصباح الكرام، لكن مما يؤسف له أن رجال الأمن تعاملوا مع أحد الشبان بطريقة تعسفية إذ أركبوه إلى الدورية وجالوا به في المنطقة ثم أنزلوه في شارع بعيد عن المكان الذي أخذوه منه وطلبوا منه العودة مشيا'.


وأكد النقي أن الكويت بخير طالما وزير الداخلية موجود، ووزارة الداخلية بخير طالما أن الناطق الرسمي الصبر موجود فيها، خصوصا أنه تواجد على وجه السرعة في الموقع الذي جرى فيه التطاول على خدام الإمام الحسين عليه السلام ليحل المشكلة برمتها وينزع فتيل اللبس الذي حدث.


وثمن النقي خطوة فتح تحقيق بالموضوع وما جرى على الشباب ونتمنى أن نعرف نتائج التحقيق حتى يكون رجال الأمن هؤلاء عبرة لغيرهم ممن يعتدون على حريات المواطنين.


وأكد النقي أننا في الكويت شعب واحد متحاب مسالم نتعايش بأمن وأمان في ظل قيادة حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وسمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد الصباح.

الآن - مجتمع

تعليقات

اكتب تعليقك