التغيرات المناخية تعيد توزيع خريطة الثروة فى العالم
محليات وبرلمانسبتمبر 19, 2007, 1:39 م 2122 مشاهدات 0
فى محاولة لتكثيف الاهتمام العالمى بالتغيرات البيئية الناتجة عن ظاهرة الاحتباس الحراري، عرضت مؤخرا مجلة 'ناشيونال جيوجرافيك' وصفا للظواهر العلمية المتوقعة نتيجة زيادة انبعاث ثانى أكسيد الكربون.
وقد حرص العلماء على تصور سيناريوهات مستقبلية شديدة القتامة حتى وإن كانت بعض الدول المتقدمة ستكون أكثر حظا وأقل ضررا من الظواهر البيئية المتوقعة إلا أن الآثار بعيدة المدى ستكون كارثية بكل المقاييس على كل سكان الأرض.
ويعد هذا التقرير ضمن سلسلة من الجهود الدولية تثقيف الشعوب بحجم المخاطر الناتجة عن التلوث البيئى وضرورة خفض معدلات ثانى أكسيد الكربون عالميا حيث شهد العالم خلال السنتين الأخيرتين تقارير اقتصادية وعلمية وأفلام وثائقية ترصد التغيرات المناخية الناتجة عن النشاط الإنسانى وأثرها على البيئة.
وكما يوضح تقرير مجلة 'ناشيونال جيوجرافيك' فإن ارتفاع درجة حرارة الأرض بمقدار درجتين خلال القرن الحالى سيكون له أثر إيجابى محدود على بعض دول شمال أوروبا إلا أنه سيؤدى الى كوارث غير محددة المدى أو الأثر على باقى أقطار العالم خاصة الدول الفقيرة والنامية.
وقد اعتمد التقرير على 5 مؤشرات ستتغير بزيادة درجة حرارة الأرض نتيجة زيادة إنبعاث الملوثات الصناعية. هذه المؤشرات هى: المياه، الغذاء، الحالة الصحية لسكان الأرض، سواحل الشواطئ وأخيرا الاتزان البيئى للكائنات الحية على ظهر الكرة الأرضية.
فبالنسبة للمياه من المتوقع أن يتسبب التغير المناخى في إحداث خلل فى معدلات سقوط الأمطار بالعالم وذوبان القطب الشمالى وزيادة منسوب البحر، كما يتوقع زيادة معدلات سقوط الأمطار بنصف الكرة الشمالى مما قد يهدد باحتمال حدوث فيضانات. أما بنصف الكرة الجنوبى فمن المتوقع أن تنخفض معدلات الأمطار مما قد يؤدى الى جفاف الأنهار ومعاناة مئات الملايين من سكان الدول النامية خاصة بجنوب شرق آسيا من نقص المياه.
أما بالنسبة لمعدل إنتاج المحاصيل الغذائية، فسيؤدى التغير المناخى الى انخفاض الإنتاجية الزراعية للحبوب والبقول فى نصف الكرة الجنوبى وزيادتها بنصف الكرة الشمالى إلا أنه مع أى زيادة أخرى لدرجة حرارة الأرض ستنخفض إنتاجية المحاصيل عالميا بصورة تهدد بنقص الغذاء. وعن الحالة الصحية لسكان الأرض فإن ارتفاع درجات الحرارة واحتراق الغابات ونقص المياه أو زيادتها فى مناطق متفرقة من العالم بالإضافة الى نقص الغذاء كل هذه العوامل ستؤدى الى زيادة الأمراض وتغير توزيع الحشرات الناقلة للأمراض مثل الملاريا لتظهر بدول لم تكن موجودة بها من قبل.
هذه التغيرات المناخية ستزيد من معدلات الأعاصير والفيضانات وستتأثر بها الدول ذات المستويات المنخفضة عن سطح البحر مثل الجزر بجنوب شرق آسيا وبعض الدول بالقارة الإفريقية مما سيؤدى الى نزوح ملايين البشر من أوطانهم. وتشير التوقعات الى أنه إذا ارتفعت درجة حرارة الأرض بمقدار ثلاث درجات فإن ذلك سيؤدى الى فناء 30% من سواحل العالم. كل هذه التغيرات المناخية ستؤثر بصورة مباشرة على عدد ونوعية الكائنات الحية حيث من المتوقع أن تضع التغيرات الحرارية 30% من الكائنات الحية تحت خطر الانقراض هذا الى جانب فناء الكائنات البحرية وزيادة معدلات الحموضة بالبحار.
ورغم أن هذا التقرير ليس الأول أو الأخير خلال هذا العام فى تأكيده على أثر التلوث البيئى وزيادة معدلات ثانى أكسيد الكربون إلا أنه يعد أحد المحاولات المستمرة لتغيير السلوك الإنسانى وإدراك مدى الكوارث التى ستغير من شكل الكرة الأرضية وتهدد بقاء الإنسان على ظهر الأرض.
تعليقات