الدبوس : روح الدين قائمة على الايمان والعلم
مقالات وأخبار أرشيفيةديسمبر 18, 2009, منتصف الليل 2391 مشاهدات 0
التقي الشيخ أحمد الدبوس جموع المصلين في مسجد الشايع بالزهراء ( نهاية شارع دمشق ) وذلك في إطار محاضرات الاربعاء التي ينظمها مشروع رياض الجنة التابع لمبرة طريق الايمان بالتعاون مع ادارة مساجد حولي من بعد صلاة المغرب وحتي صلاة العشاء والتي يخصص فيها مكان للنساء .
وقد بدأ الشيخ الدبوس محاضرته ببعض من صفات المؤمن الفطن وهي ( اقتناص المواقف ) التي تزيد من الحسنات وتقرب إلى رب السماوات موضحاً أن الاسلام لم يقم على الاركان الخمسة وفقط ولكنه دين منهجي مرتب يربي ويحرك ويغير الواقع ويؤثر فيه لذا يقول العلماء ويؤكدون على ضرورة التفهيم لا التلقين فيما يتعلق بالعقيدة ما يستوجب فهم روح الدين القائم على الايمان والعلم والعمل والعبادة ، فالعبادة ليست في شكلها الظاهري من صلاة وصيام بل هي نسك وسلوك فعندما سأل أحد الرجال الرسول كيف يكون أعبد الناس قال له الرسول الكريم اتقي محارم الناس تكن أعبد الناس .
عمل صغير وأجر كبير
وقد أوضح الشيخ الدبوس أن معرفة فقه الحسنات يستلزم تتبع تعليمات الرسول فقد أرشد صلى الله عليه وسلم إلى أن الايمان بضع وستون شعبة أعلاها شهادة أن لا إله الا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والمسلم المتعقل لهذا الحديث عليه ان يميط الاذي عن الطريق قائلا لا إله الا الله حتي يجمع بذلك جميع شعب الايمان أعلاها وأدناها ، فكثير من العمال الصغيرة يكون نتاجها أجر كبير وعظيم كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم أتقوا النار ولو بشق تمرة .. فما أصغر شق التمرة وما أكبر أجرها وهو إتقاء النار ، كذلك دعاء السوق رغم أنه كلمات بسيطة لا تستغرق وقتاً غير أن صوابه ألف ألف حسنة ويعقب ذلك محو ألف ألف سيئة ذلك أن الحسنات يذهبن السيئات ، فكيف لنا أن نتخلى عن عمل صغير مثل هذا ونترك هذا الأجر الكبير الذي نجنيه من وراء هذا الفعل الصغير .
الأجر المتعدد
وقد أكد الشيخ الدبوس أن الله لم يرسل رسوله صلى الله عليه وسلم عابداص فقط ولكن أرسله شاهداً ومبشراً ونذيراً وداعياً إلى الله ، لهذا فالدعوة إلى الخير اقتناص للحسنات ومضاعفة وتعدد للاجر ( ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ) فعلي المسلم المتبصر أن يعلم الناس الخير ويدعو اليه ويرشد عنه فالدال على الخير كفاعله فمن يفطر صائماً له مثل أجر الصائم دون أن ينقص من أجر الصائم شيئاً وهذا اقتناص للحسنات فقد جاء في الاثر أن عبدالله بن عباس كان معتكفاً في المسجد وجاءه رجل يطلب منه قضاء حاجة فقطع بن العباس الاعتكاف وهم لمساعدة أخيه فلامه المعتكفون معه فقال لهم ( لان أمشي في حاجه أخي خير من أعتكاف شهراص كاملاً ) ولنا كذلك في قصة عبدالله بن المبارك عبرة عندما جهز ماله للحج وبينما هو في طريقه مات له طائر كان معه فالقى بالطائر في مكان القمامة فاذا بفتاة تأخذ الطائر الميت وتذهب لبيتها فتعجب بن المبارك من فعل الفتاة وذهب الى بيتها وسألها عن سبب هذا الفعل فاخبرته أن أبيها مات وترك أخوة لها صغار ولم يأكلوا منذ أيام فأعطى لها بن المبارك ما كان معه من مال قد خصصه للحج وقال لغلامه عد بنا فقد حججنا .. فبهذا الفعل هم عددوا الأجر فقد ثبت لهم أجر الحج وثبت لهم أجر فعل الخير مع الفتاة اليتيمة .
الأجر الجاري
وقد أنهى الشيخ الدبوس محاضرته الشيقة بالارشاد إلى بعض الاعمال التي اذا ما فعلها المسلم في حياته كانت أجراً جارياً له يجنى منه الحسنات وهو في قبرة مما يعد اقتناص مثالي للحسنات مفنداص الأجر الجاري في سبعة أعمال على كل مؤمن فطن أن يقتنصها في الدنيا حتي ينعم بخيرها في الأخرة والتي تتمثل في التالي ( من علم علماً أو أجري نهراً أو حفر بئراً أو غرس نخلاً أو بنى لله مسجداً أو ورث مصحفاً أو ترك ولداص صالحاً يدعو له في الدنيا .
يذكر أن محاضرة الأسبوع القادم سوف تكون للشيخ نبيل العوضي وسوف تكون تحت عنوان ( الخلفاء الراشدين ) وهي بمثابة سلسلة من المحاضرات التى تحكي عن سير الخلفاء الراشدين والاحداث التي حدثت في دولة الاسلام في زمانهم المشرق .
تعليقات