عبدالله إسماعيل الكندري يسأل عن غياب تيار الجمعية الثقافية وتقلص نفوذه وتأثيره من تيار معارض إلى تيار ثانوي الدور في إطار الطائفة فقط

زاوية الكتاب

كتب 622 مشاهدات 0




وينك يا سيد؟
الثلاثاء, 15 ديسمبر 2009
عبدالله إسماعيل الكندري


الحياة السياسية في الكويت مرت بمراحل عديدة وبين مد وجزر، وقد رسمت ملامح هذه الحياة منذ نشأة الكويت في القرن الماضي وتعززت بقوة في الكويت الحديثة بعد الاستقلال بوضع دستور 1962م إبان حكم الشيخ عبدالله السالم الصباح رحمه الله الذي وضع أسس الدولة الحديثة وركنها القوي الذي يفتخر به الجميع واستحق لقب أبو الدستور، ولكن المسيرة الديموقراطية الكويتية والتي هي السمة الواضحة للحياة السياسية الكويتية تعرضت للكثير من العثرات بعد فترة وجيزة من وفاة الشيخ عبدالله السالم حيث تم تزوير إرادة الشعب في انتخابات 1967، وبعدها حل مجلس الأمة عام 1967م وجرى تغيير الدوائر الانتخابية قبل عودة الحياة النيابة عام 1981م للتحكم في مخرجاتها، ولكن أيضا تم حل المجلس مرة أخرى وتعليق العمل بالدستور عام 1986م إلى أن حدثت كارثة الغزو العراقي والتي أتت على الأخضر واليابس ودمرت مقدرات البلد ولكن الشعب الكويتي أثبت حبه وولاءه لنظامه الحاكم وتمسكه بالشرعية وعودتها من خلال مؤتمر جدة الذي جدد البيعة لآل الصباح وأيضا أكد التمسك بدستور عام 1962 والتفاهم بين الحاكم والمحكوم عليه والالتزام به بعد تحرير الكويت وعودتها.

وهذا ما تم فعلا فقد عادت الحياة البرلمانية بإجراء انتخابات عام 1993م واستمرت إلى يومنا هذا مع بعض التعثرات والانتكاسات وبالحل المتكرر إلا أنه ظل في إطار الدستور.

لقد كان للقوى الوطنية دور أساسي في التمسك بالدستور وأقصد به التيارات السياسية بكل أطيافها وكثير من الشخصيات المستقلة التي التزمت بالخط الوطني والدستور منذ بدايات الحياة الديموقراطية إلى يومنا هذا ومارست حقها الشرعي في التمسك بالدستور وتطوير الحياة الديموقراطية وقدمت الكثير من التضحيات في سبيل ذلك، سأتكلم بالتحديد عن تيار مهم لعب دورا مهما في الحياة السياسية في الكويت وهو التيار الشعبي المنظم والذي كان يطلق عليه في البدايات تيار الجمعية الثقافية والذي قدم نماذج متميزة من النواب ومنهم السيد عدنان عبدالصمد ود.ناصر صرخوه ود.عبدالمحسن جمال ولاحقا أحمد لاري.

فقد اتسم هذا التيار بصلابة المواقف في الدفاع عن الحريات والمال العام وكان له دور متميز في محاربة الفساد وخاض جميع المعارك الداعية لعودة الحياة البرلمانية وكانت له صولات وجولات لا يستطيع أحد أن ينكرها ولكن الملاحظ أن هذا التيار قد تقلص وجوده في الانتخابات كحال بقية التيارات السياسية واقتصر تمثيله على نائب واحد وهو السيد عدنان عبدالصمد النائب المخضرم صاحب التاريخ الطويل في الحياة السياسية والذي نجح في معظم الدورات البرلمانية منذ دخوله مجلس الأمة عام 1981م ولم يتخلف إلا فترات وجيزة.

وقد قاد تياره السياسي خلال تلك الفترة جميعها بحلوها ومرها وبنجاحاتها واخفاقاتها.

وما أود أن أسألكم عنه هو الغياب اللافت لهذا التيار الفاعل في الحياة السياسية وتقلص نفوذه وتأثيره من تيار معارض إلى تيار ثانوي الدور في إطار الطائفة فقط، ولم يعد يلعب ذلك الدور الذي كان يلعبه في السابق ولا أعرف السبب هل بفعل المشكلات الداخلية أو التأثيرات الخارجية أو أنه لم يستطع أن يقاوم التيار العريض والقوي داخل الطائفة المتحالف مع النظام والذي يعيش عصره الذهبي ويجني الكثير من خلال هذا التحالف وسلم قيادته لشخصيات كانت لها معها خصومات سابقة فغاب السيد وتياره عن المشهد السياسي وعن ممارسة دوره الطبيعي في حماية الديموقراطية والمواقف الصلبة والدفاع عن المال العام واكتفى بالمشاركة في الحكومة وجني الأرباح أم أنها حالة مؤقتة من الممكن أن تتغير في المستقبل؟

أعتقد أن الحياة السياسية تمر بأسوأ مراحلها والديموقراطية الكويتية في خطر حقيقي من خلال التحالفات القائمة والأدوار المشبوهة التي يلعبها البعض لإجهاض الديموقراطية وتفريغها من محتواها وضرب الديموقراطية بالوسائل الديموقراطية ظاهريا والمدمرة للديموقراطية باطنيا.

الكويت بحاجة إلى دعوة التيارات السياسية جمعيها إلى الساحة بقوة وقيادة الساحة وعدم تركها عرضة للتلاعب والتدمير لأن الخطر القادم أكبر وأسوأ.. والله الحافظ من كل شيء.

 

الرؤية

تعليقات

اكتب تعليقك