مصر ودعت كبرى بنات آخر ملوكها

عربي و دولي

7284 مشاهدات 0

ملك مصر السابق أحمد فؤاد يتقدم جنازة أخته الاميرة فريال في القاهرة وعن يمينه ابنتها ياسمين

 

 

القاهرة : (( الآن))  ـ دفن مساء أمس  الثلاثاء جثمان الأميرة فريال كبرى بنات الملك الراحل فاروق بالمقبرة الخاصة بالأسرة بمسجد الرفاعي المقابل لمسجد السلطان حسن بمنطقة القلعة بجوار شقيقتيها الأميرتين الراحلتين فادية وفوزية وبناء على وصيتها.

وتوفيت الأميرة الراحلة الأحد الماضي فى سويسراعقب صراع طويل متأثرة بمرض السرطان ووصل جثمان الفقيدة من مدينة جنيف السويسرية فى وقت سابق من مساء الثلاثاء بصالة كبار الزوار بمطار القاهرة يرافقه أفراد أسرتها وعلى رأسهم الملك السابق أحمد فؤاد الثانى وأبناء النقراشي باشا صفية وهاني إضافة إلى عدد من المسئولين على رأسهم مندوب من رئاسة الوزراء والخارجية المصرية ومدير المراسم بمجلس الوزراء.

يذكر أن الأميرة فريال لم تكن بالنسبة لإخوتها مجرد الأخت الكبرى بل كانت الأم لهم ولأخيها الملك السابق أحمد فؤاد الذى عاش حياته كلها بعيدا عن أمه الملكة ناريمان ومنذ عدة سنوات أصيبت الأميرة فريال بسرطان المعدة وأجرت وقتها جراحة لاستئصال الجزء المصاب بالسرطان وتخيلت وقتها أن معاناتها مع السرطان قد انتهت للأبد لكن المرض اللعين عاود مهاجمتها بقوة من خلال العظام ليقضى عليها بعد رحلة مرض استمرت سنوات قضتها بالمستشفى بمدينة منترو ورغم آلامها فى الشهر الأخير فإنها كانت حريصة على أن تبدو قوية وألا يعلم أحد بحقيقة مرضها.

 
ولدت الأميرة فريال فى الإسكندرية فى قصر المنتزه فى 17 نوفمبر 1938م، عند ولادتها أقيمت احتفالية كبرى وأعطيت 1700 أسرة الذين تصادف أن يولد لهم مولود يوم ميلادها الملابس والمواد الغذائية وجنيها واحدا الذى كان يعد مبلغا كبيرا فى ذلك الوقت، كبرى بنات الملك فاروق الأول آخر ملوك مصر من زوجته الملكة فريدة، غادرت مع والدها مصر بعد ثورة 23 يوليو وكان عمرها بذلك الوقت 13 عاماً. عندما كان عمرها 23 عاما وتحديداً عام 1962 وقعت فى غرام رسام كان يعمل ديكورات لفيلا خاصة بعائلتها فى نابولى،لكن الملك فاروق رفض زواجها منه والتحقت بكلية السكرتارية وعملت كسكرتيرة ومدرسة للآلة الكاتبة.

كانت تقيم مع شقيقاتها مع والدهم فى فيلا نابولى، لكن عندما وقع الملك فاروق فى غرام مغنية الأوبرا الشهيرة أيرما كانوزا ودعاها للإقامة فى الفيلا، غادرت مع شقيقاتها إلى منتجع أسرة محمد على الشهير بسويسرا فى عام 1966 تزوجت من السويسرى جان بيير ولكنه انتحر عام 1968.

عاشت الأميرة فريال حياة قاسية فى سويسرا، فلم يكن لديها فى تلك الفترة مال أو أى مجوهرات تنفق منها، فكانت تنفق على نفسها من جمع الثمار من حدائق البيوت السويسرية المجاورة لها.

ولم ينقذ الأميرة وأخاها الملك أحمد فؤاد إلا المساعدات المالية التى تلقتها الأميرة وأخوها عن طريق الأمير عبد العزيز ابن فهد ابن عبد العزيز الذى تصادف وجوده هناك فى تلك الفترة، وبذلك كان رجلا شهما ونبيلا وكريما ومن هنا توقفت عن عمل جمع الثمار، وانتقل أخوها الملك أحمد فؤاد من الحياة فوق السطوح إلى شقة وسيارة ومديرة بيت.

وتحسنت حينها الحالة المعنوية للملك أحمد فؤاد وأخته الأميرة فريال بعد أن حكمت له المحكمة بالطلاق من زوجته المغربية اليهودية فضيلة بعد 11 عاماً وفى هذه السنوات حجزت على أمواله وكل ما يملك، حتى لم يعد يملك لا أبيض ولا أسود ومما يحزن أن مطلقة الملك أحمد فؤاد منعت الأولاد من الاتصال بوالدهم.

كانت فريال متابعة لما ينشر و يذاع عن أبيها الملك فاروق و حلت ضيفة على قنوات العربية و'إم .بى. سى' والمستقبل التى أذاعت مقابلة لها مع المذيع ريكاردو كرم ، التى عرض عشية عرض مسلسل الملك فاروق فى عام 2007، بينت فيها غياب الترف المنسوب من أبطال ثورة يوليو للأسرة الحاكمة.

حيث الأميرة فريال التى تعيش فى لوزان بسويسرا، و من حين لآخر كانت تزور مصر للاطمئنان على ابنتها ياسمين المتزوجة من على شعراوى حفيد هدى شعراوى، وفى المرة الأخيرة تحدثت الأميرة مع أنيس منصور عن قلقها البالغ حول كلابها وقططها وطيورها حيث تعيش وحيدة معها إذْ تؤنس عزلتها.

وعند سؤالها ما شعورك إذا رأيت قصر عابدين الذى كانت تقيم فيه، فكان ردها بسيط وقالت بالنص 'إنها لا تملك هذا القصر، فهو قصر الملك الذى قبلنا والذى بعدنا إنه ليس ملكاً لأحد'.

أصيبت الأميرة فريال (71 سنة) بمرض سرطان المعدة منذ عدة سنوات، دخلت على إثره أحد المستشفيات بسويسرا، حيث كان لها نصيبا من اهتمام شباب الفيس بوك لشخصيتها حيث شهد هذا العام وجود جروب على الفيس بوك باسم ' HRH PRINCESS FERYAL GET WELL, WE LOVE YOU' والذى بلغ عدد أعضائه 475 عضوا متمنين لها مزيد من الصحة و الشفاء و العمر المديد.

وتميزت الفترة الأخيرة للأميرة أنها كشفت عن بعض أسرار الحقبة الملكية، حيث كشفت لأول مرة أن الطائرات التابعة للثورة كانت تطاردهم فى عرض البحر للتخلص منهم أثناء رحيلهم من مصر على متن سفينة 'المحروسة' ، ولولا ذكاء ومهارة كابتن السفينة جلال علوبة لكانت الأسرة الملكة فى تعداد الموتى.

وقالت الأميرة فريال لبرنامج 'الطبعة الأولى' على دريم 'هذه المعلومات أكشفها لأول مرة ولم يعلمها أحد غيرنا والكابتن علوبة الذى راح يجوب البحر و لم يكن هناك رادار ليكشف عن مكاننا وبذلك استطعنا الهروب من الطائرات المصرية بعد رحلة طويلة جداً حتى وصلنا بأمان لجزيرة كابرى فى إيطاليا، ونزلنا فى أحد الفنادق وكنا فى حاجة للنوم والطعام لأنه لم يكن على السفينة ما يكفينا من طعام بسبب طول الرحلة ولم يكن لدينا ملابس لأن ضباط الثورة رفضوا أن نأخذ ملابسنا وأرادوا أن يرحلونا فوراً من البلاد'.

فريال حملت الرئيس جمال عبد الناصر مسئولية اغتيال والدها الملك فاروق، وقالت 'هذا أصبح شيئا معروفا وليس كلامى أنا ، لأن والدى قتل ولم تكن وفاته طبيعية بل دس السم فى طعامه وفى هذا اليوم كنا فى سويسرا وكان والدى فى إيطاليا ولأول مرة يخرج بدون حراسة وكان لديه حراسة طليانى وبدون سائقه وتقابل مع امرأة غريبة لم يكن يعرفها وطلبت لقاءه على العشاء وبدون أن يحضر معه أحدا وبعدها سمعنا أنه مات وصدمنا الخبر لأنه كان بكامل صحته وشبابه ولم يكن يعانى من أى شىء، ورفضت أمى أن يشرح جثمانه لمعرفة سبب الوفاة وطلبت بسرعة دفنه لأنه حرام أن نعرض جثمانه للتشريح وقالت لن يفيد فى شىء، و لكن المخابرات الأمريكية كشفت أن الطعام كان به دواء إذا وضع بكمية معينة تحول لسم يقتل فى الحال ويظهر الوفاة على أنها سكتة قلبية.

 

تعليقات

اكتب تعليقك