تلاشي تهاني المرشحين وتمددها الجغرافي

الملاحظ أن شهر رمضان المبارك الذي حل بالأمس القريب لم يشهد التزاحم المعتاد للافتا المرشحين الذين كانوا يتزاحمون بلافتاتهم عند الدوارات والتقاطعات وإشارات، بشكل كان يخلو من الذوق ويحجب الرؤية أحيانا. ولعل إقرار الخمس دوائر الانتخابية بدلا من الخمس وعشرين في دور الانعقاد الماضي، هو الذي دفع بظاهرة التهاني إلى التلاشي- ولا نقول الانقراض، فقد ظهرت على استحياء تهاني لنواب ومرشحين في مناطق خارج دوائرهم التي نجحوا بها أو خارج دوائرهم التي سكنوا بها، فلم يعد مستغربا اليوم أن ترى نائبا جهراويا يهنئ أهل العمرية بالشهر الفضيل، وليس مستغربا أن ترى نائبا في خيطان يهنئ أهل الجابريه. وتسابق نواب سلوى على تهنئة أهل بنيد القار، ومرشحي الرميثية يزورون دواوين شرق. الواضح أن بداية تغير ملامح العلاقات لارمضانية، والزيارات الدواوينية السنوية سوف تتمد، وسوف تعتمد على سياسة التركيز بدلا من التغطية الشاملة التي كان ينتهجها المرشح، ففي الدوائر الخمس والعشرين، كان متوقعا من المرشح أن يزور كل دواوين الدائرة ولو كانت لا تضم سوى صاحب الديوانية وجاره. أما اليوم، فإن من المستحيل لمرشح الدائرة الخامسة مثلا (من الدائري السادس حتى النويصيب) أن يزور دواوين منطقة فيها 100 ألف ناخب، ولذلك رصدت أن لافتات المرشحين هي الأكثر في هذه الدائرة، ربما لاستحالة تغطية دواوينها من قبل المرشحين.