دلع المفتي تكتب بقلم أحمد الربعى
زاوية الكتابكتب سبتمبر 13, 2007, 12:37 م 535 مشاهدات 0
زيارة للدكتور الربعي...
(بقلم: الدكتور الربعي)
دلع المفتي
زيارة غير عادية لإنسان غير عادي. هو فارس الكلمة وسايس القلم. هو صاحب الإرادة
الحرة والحس العالي.. هو النائب، الكاتب، الوزير، المشاكس، الساحر، المعلم...
عندما دخلت استقبلني أبو قتيبة كعادته بابتسامة صافية ووجه بشوش. ابتدأ الحديث
مداعبا عن مقالي الأخير عن الخميس المغدور الذي أصبح في خبر كان،. دكتورنا العزيز
كان بصحة جيدة، حاضر الذهن متيقظا وكما هو دائما صاحب النكتة والقفشة والحس الساخر.
سألته 'لماذا لا تكتب، أم أن الإلهام هرب منك وأتاني؟' قال 'ألا تعرفين أن بعض
افتتاحيات الصحف يكتبها كتاب مغمورون ويضعون أسفل الصفحة بقلم فلان الفلاني وعادة
ما يكون اسم رئيس التحرير، اكتبي مثلهم'. وباعتباري 'مغمورة' وافقت على الفور
وقلت له 'هات قلمك': فأعطاني. فقلت: 'خلاص.. أنا الآن استطيع ان اكتب بقلم
الدكتور أحمد الربعي ولا أحد يستطيع أن يكذبني'. قال: 'اكتبي'. وها أنا كما ترون
أكتب بقلم الدكتور الربعي بتصريح خاص منه.
الدكتور أحمد الربعي بعلمه، وثقافته، وحسه الساخر وتفاؤله وهمته العالية وحبه
لوطنه، كله كان هناك.. في بوسطن ينتظر نتائج موعد فحصه المقبل ليعود الى الوطن.
سألني متى تعودين إلى الكويت؟ قلت: بعد اسبوع.. قال 'عندك حقيبة صغيرة تضعينني
فيها وتأخذينني معك؟'. شعرت بمدى شوقه للوطن.. وقبل ان استسلم لشعور الحزن.
'قلبها' نكتة كعادته وقال: 'لازم تفتحين لي فتحتين في الحقيبة علشان اطلع
ريولي'.
أبو قتيبة لم يكن وحده هناك فأولاده سنده وظهره يحيطون به ويضعون أنفسهم في خدمته
طوال الوقت. وتلك السيدة التي توسده حبها وحنانها.. 'أم قتيبة'.. القوية بضعف،
الراقية بتواضع، الخدومة بحنان تقف بجانبه كالجبل الشامخ. ومعهم كانت قلوب
الكويتيين جميعا تدعو للربعي بالشفاء العاجل والعودة الى أرض الوطن.
لن يهزمك المرض يا دكتور... لن يفعل. فالكويت كلها تنتظر أن يكون العود أحمد.
القبس
تعليقات