حذار من الجنبية اليمنية في الخاصرة السعودية
خليجيحان وقت حرب سعود الفيصل لا حرب خالد بن سلطان تجنبا للوقوع في المستنقع اليمني
نوفمبر 14, 2009, منتصف الليل 6994 مشاهدات 0
رغم الدعم الخليجي والعربي للإجراء العسكري الحازم الذي قامت به المملكة العربية السعودية لوقف تسرب الحوثيين إلى أراضيها من خلال عمليات عسكرية ينسق جهودها الفريق الركن المتقاعد خالد يم سلطان،إلا إننا - بدرجة أو بأخرى- نشعر بوجود إشكالية حرجة في رؤيتنا التحليلية السابقة رغم أنها لم تكن مجرد توقعات أو أماني بل كانت نظرة استشرافية لم تبتعد عن محددات الدراسات الاستشرافية، فقد تكشفت على وتيرة متسارعة عدة محفزات مقلقة قد تؤدي إلى خلط الأوراق ودفع ما يجرى إلى أفق ملبدة بغيوم رعدية عاصفة.
لقد قام خالد وهو جنرال بفكره- رغم تقاعده- بما يمليه عليه واجبه ،لكن الحرب شيء أخطر من أن يترك للعسكريين كما قيل ،بل إن الكثيرين قد رحبوا بقراره خلق 'منطقة قتل' باتساع 10 كم لحماية المملكة ، لكن ما جرى سواء كان عقاب للحوثيين على دخولهم الحدود السعودية أم وقوع سعودي في فخ علي عبد الله صالح الذي مارس كما يقول أهلنا الاولون 'صل القوم على القوم وخسائرها على اهلها ' يظل من الخطورة بمكان يستدعى استشراف ما قد يأتي من تبعات.
إن مايجري حاليا هي حرب بين الحوثيين والحكومة اليمنية وهي إجراء سعودي لوقف المتسللين لأراضيها، كما أنها من وجهة نظر الحوثيين حرب لوقف إلغائهم، فهي كمصطلح شيئ ملتبس و متعدد التعاريف تبعا للمقاصد. لكن الذي لا ألتباس فيه لدينا هو المحاذير التي تطل برأسها من وراء جبل دخان . فالمنطقة التي يحاول اليمنيين من كلا الطرفين جر المملكة العربية السعودية إليها منطقة جبلية قبلية فيها عسر المسالك، التي يظللها عسر فك التشابك بين الفزعة القبلية والولاء للدولة.وهي بذلك جنة رجل العصابات الذي لايحمل إلا الكلاشنكوف وصواريخ ستريلا سام 7 المضاد للطائرات على كتفه ،بينما هي كابوس لطيار الجيش النظامي الذي قد لا يمكنه الاقتراب منخفضا للجبل الذي لايرتفع إلا 2000متر من تفادي هذه المضادات البدائية.
أما الأمر الثاني فهو القلق من تحول هذه المنطقة إلى مركز جذب للمقاتلين سواء من تحالف فاجر بين الحوثيين والقاعدة أو من متطوعين من التكتلات التي تتبع إيران في كافة أنحاء العالم،ولعل ما يزيد قلقنا ما ذكرته النائبة عن كتلة الائتلاف العراقي جنان العبيدي قبل فترة قصيرة من أن للحوثيين مكتبا خاصا في مدينة النجف العراقية. فكم من المتطوعين تم إيصالهم للجبهة من خلال الثغرات التي خلقها القراصنة الصوماليين في الساحل اليمني .
أما الأمر الثالث فهو أوضح دليل على تشكل مستنقع يتوجب على المملكة العربية السعودية الشقيقة تجاوز الانغماس فيه ، فقد كشرت حكومة اريتريا الوصولية عن أنيابها لمساعدة الحوثيين للحصول على السلاح الإيراني،ويكفي أن نشير إلى أن حكومة أسمرة قد رفضت الانضمام لجامعة الدول العربية حال تحررها من االحبشة بأموالنا ودعمنا الساسي وولت وجهها في طمع شطر الكيان الصهيوني الذي لا شك في غبطته بما يجري حاليا .ولعل خير دليل على أهمية هذا العامل التحذيرات اليمنية من تورط اريتيريا في إيصال السلاح للحوثيين ، ثم قيام السفن الحربية السعودية يوم أمس بتفتيش أي سفينة مشتبه فيها تبحر قبالة السواحل اليمنية الشمالية الغربية بحثا عن مقاتلين وأسلحة، لكن ذلك لن يثني أعداء استقرار جنوب الجزيرة العربية من تهريب الأموال التي تسهل وصول السلاح .
أما رابع العوامل وأهمها فهو العامل الإيراني فقد استمتع محمود أحمدي نجاد بمضغ القات اليمني وعليه رفع منوشهر متقي صوته نافيا تدخل إيران ومحذرا المملكة العربية السعودية من التدخل في شئون اليمن، وما هذا التحذير ألا قنابل دخانية إيرانية فطهران تتمنى في قراره نفسها أن تقع المملكة العربية السعودية في المستنقع اليمني ، بل يمكننا القول دون تحفظ إن احتلال الحوثيين لجبل دخان لم يكن لجذب نظر السعوديين بالدرجة الأولى بل لجذب الإيرانيين ، فالحوثيين كما كتب روبرت وورث ROBERT F. WORTH في النيويورك تايمز اليوم أرادوا القول لإيران' انظروا ! إن هناك استثمار استراتيجي جيد لكم بوصول السعودية إلى هذه الدرجة من الانغماس في الصدام معنا، بل إن مما يوجب عدم ترددكم أن التكلفة قد دفعناها عنكم مقدما ' فماذا تريد إيران أفضل من هذا !
لقد وفيت وكفيت يا خالد لكن الخروج الناجح بالنصر الذي تحقق حتى الآن يتطلب تقدم الدبلوماسية على قعقعة السلاح كما فعل كيسنجر مع الجنرال وليم وستمور لاند في حرب فيتنام وقد أعطي جائرة نوبل للسلام في أكتوبر 1973 بسبب جهوده في إنهاء تلك الحرب. فالحل قد تشكل بحرب 'خالد 'العاجلة و واكتماله بحرب' سعود 'حتى ولو كانت طويلة امر ضروري . ولعل أثمن مانعتز به في ثنايا هذا الانجاز في حفظ امن المملكة العربية السعودية الشقيقة هو تلك الخيام التي أقيمت لإيواء المشردين من قراهم من اليمنيين قبل السعوديين، فالحرب كما قال جان جاك روسو هي علاقة بين دولة ودولة وليست علاقة بين أفراد فمواطنو دولة ما ليسوا أعداء شعب الدولة التي تعاديها دولتهم وتحاربها ،بل إن ما قامت به المملكة العربية السعودية لم يكن ضد اليمن بل ضد مغامرين يمنيين أرادوا غرس جنبية يمنية في الخاصرة اليمنية .
تعليقات