علي عبدالله صالح: لا وقف للحرب حتى آخر رصاصة سعودية
عربي و دولينوفمبر 12, 2009, منتصف الليل 3236 مشاهدات 0
لا يعلم أحد في أي كهف يقبع صانع القرار العسكري الحوثي، ومع ضيق الجبهة وصعوبتها أمام الجيشين اليمني والسعودي وصعوبة حركة وحدات المناورة أصبح في يد القائد الحوثي القدرة على خلق انتصارات إعلامية تمثلت في اختراق الحدود السعودية، واستشهاد 3 جنود سعوديين، وفقد 4 وجرح 15 رجلاً كما جاء على لسان مساعد وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز، لكن المملكة العربية السعودية قامت بإغلاق قناة العالم الإيرانية، وهي بوق الحوثيين الرئيس الذي نجح على مدى الشهرين الماضيين في نفخ روح المقاومة فيهم بل وحشد التعاطف الطائفي المقيت ودعمهم مالياً من جيوب موالين لهم في دول الخليج العربي نفسها.
لقد حذرنا قبل شهرين في مقال بعنوان (جمهورية الحوثيين الإسلامية) ودعونا إلى ضرورة سرعة تدارك الأمر وتلافي الوقوع بين فكي كماشة إيرانية في الشمال والجنوب؛ حيث شجع تردي المؤسسة العسكرية والسياسية اليمنية على نجاح المتمردين الحوثيين في زيادة محاور القتال واتساع الجبهة، يضاف إلى ذلك نجاح الحوثيين في تغيير فكرة عملياتهم والاستفادة من الدروس الأفغانية إلى أبعد الحدود. :http://www.alaan.cc/pagedetails.asp?nid=37347&cid=30
ولأنه لابد من صنعاء وإن طال السفر نجد أنه لا مناص من القول إن مفتاح الأزمة بيد الرئيس اليمني علي عبدالله صالح الذي يعي طبيعة الصراع السعودي- الإيراني على النفوذ في المنطقة، ومن درس ما تعرضت له المدمرة الأميركية «كول» في السواحل اليمنية عام 2000 وما قدمه له الأميركان من دعم بعد ذلك، راح يكرر النهج نفسه مع السعوديين حتى يجرهم لخوض الصراع بالنيابة عنه رغم أنه كان بإمكانه الحسم مبكرا بدل فك التماسّ مع المتمردين الحوثيين لحظة ركوعهم بعد الحرب الأولى، وكله أمل في النجاح لخلق حرب استنزاف تسخر فيها المملكة مقدراتها لصالح المجهود الحربي اليمني كما فعلت إبان انقلاب السلال في 26 سبتمبر 1962. فهل نجح الرئيس صالح في ذلك، أم أن السعودية تعرف أين تضع خطواتها وتعي المساومة اليمنية وأن ما يجري حاليا هو دليل عدم ثقة الحكومة السعودية بحكومة علي عبدالله صالح؟
أما الموقف الإيراني فتمكن قراءته من سرعة إيجاد طهران لبديلٍ لقناة العالم؛ حيث جاءت ردة الفعل الإيرانية بنفس النهج المعتاد الذي مارسته ضد الولايات المتحدة كلما ارتفع قرع طبول الحرب في الخليج فعلى لسان العميد الطيار محسن دره باغي مساعد قائد القوة الجوية للجيش الإيراني أعلنت طهران السبت الماضي أن «مقاتلات الجيش الإيراني ستُجري قريباً مناورة عسكرية تقوم من خلالها بأكبر عملية لإطلاق نار جو- أرض»، وذهب إلى أن «الهدف من إجراء هذه المناورة يتمثل في تقييم الاستعدادات الهجومية للمقاتلات الإيرانية وتعزيز المستوى التكتيكي والميداني للوحدات الجوية». وحتى يبرر رفع حالة الاستعداد لمسايرته للعمليات في اليمن وفي تهديد مبطن قال العميد دره باغي «إن المناورة ستجري على عدة مراحل».
فراغ القوة على الجبهة العراقية حال انسحاب القوات الأميركية كان على رأس قائمة المواضيع التي كان مجلس التعاون بصدد مناقشتها في قمة الكويت ديسمبر 2009، أما الآن فقد أصبح فراغ القوة يطل علينا من جبهتين في الشمال والجنوب، وعلى دول مجلس التعاون أن تتجاوز خطابات الإدانة كالتي أطلقها سعادة السفير عبدالرحمن العطية الأمين العام لمجلس دول التعاون الخليجي حين قال «إن مجلس التعاون يدين التسلل الذي قام به المسلحون الحوثيون إلى الأراضي السعودية بمنطقة جيزان على الحدود مع اليمن» فما يجري لا يمكن التقليل من شأنه ووصفه بالتسلل الذي لم يتوقف منذ عشرات السنين بين اليمن والمملكة.
ومع عميق إيماننا بما قاله الأمين العام من أن «المملكة قادرة على حماية أراضيها وتأمين حدودها، ووضع حد لكل من تسول له نفسه القيام بأي عمليات تسلل أو تخريب، والتي سيكون مصيرها الفشل الذريع» فإن جيوش مجلس التعاون لم تتسلح وتتدرب في مناورات خليجية مشتركة إلا لمثل ما يجري حاليا، فمن المعروف أن سلاح الطيران لا يستطيع مسك الأرض بل إن القوة البرية والمشاة بشكل خاص هم من يقوم بذلك، كما أن من المعروف أن الحدود اليمنية- السعودية طويلة ومعقدة وكل جندي خليجي هو لبنة في جدار الأمن السعودي في وجه عبث الحوثيين، كما أن وقوفهم مع إخوانهم في وجه ضباع جبل دخان أمر سوف يملأ صدورهم بالفخر وإذا كانت المملكة العربية السعودية هي عمقنا الاستراتيجي فنحن في الخليج نمثل المستوى العملياتي الذي لا يمكن تجاوزه عند تطبيق مبادئ الحرب.
تعليقات