Old Soldiers Never Die:كبار المحاربين لا يموتون

عربي و دولي

لماذا عاد خالد بن سلطان لارتداء البدلة العسكرية على حدود اليمن؟

3042 مشاهدات 0


 

الجنود القدماء لا يموتون أبداً، إنهم يتلاشون فحسب. هذه الكلمات قالها الجنرال الأميركي دوغلاس مكارثر Douglas MacArthur  في عام1951م ،والرجل هو بطل حروب المحيط الهادي في الحرب العالمية الثانية وهو الذي جعل اليابان تركع له، وقد حمى هيرو هيتو من المحاكمة حفظا لكرامة الأمة اليابانية، ثم أصبح مكارثر حاكما لليابان. ورغم تفانيه وعدم عودته  للولايات المتحدة لمدة 11 عاما قضاها في الشرق محاربا الكوريين والصينيين ووصوله لأعلى رتبة في القوات المسلحة الأميركية ألا إن الجنرال مكارثر أعفى من منصبه وقدم للاستجواب أمام الكونغرس لاستمراره في الهجوم على الصينيين مخالفا أوامر رئيس الولايات المتحدة الأميركية  سيئ الصيت في ذلك الوقت هاري ترومان والذي بتوقيع من يده تحولت العصابات الصهيونية إلى دولة إسرائيل.  كان التلفزيون في بداية ظهوره وفي أوج جذبه للمشاهدين، ولمدة 37 دقيقة تحدث الجنرال مدافعا عن موقفه بطريقة جعلت الأمريكان  أسرى لحديثه الذي ختمه بأشهر ماختمت به الخطب في التاريخ الأمريكي حين قال( الجنود القدماء لا يموتون أبداً، إنهم يتلاشون فحسب) ( Old soldiers never die, they just fade away) لآن انتصارات الاسكندر وطارق بن زياد وخالد بن الوليد ومونتغمري وايزنهاور ونابليون بقيت فكأنهم اختفوا ولم يذهبوا هباء .

ولا أجد اصدق من كلمات  الجنرال الأميركي دوغلاس مكارثر لوصف ماشاهدته منذ أيام في وسائل الإعلام عندما أعلن الأمير السعودي  خالد بن سلطان بن عبد العزيز مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للشؤون العسكرية  وهو مرتديا بدلة عسكرية كالتي ارتديناها في حرب تحرير الكويت ويقول بوجود أكثر من عشرة كيلومترات من الحدود مع اليمن تم اعتبارها (منطقة قتل) لمن يدخلها ويتحرك فيها بمعنى آخر عليه إما الاستسلام وإما التدمير.

لم يتلاش خالد بن سلطان وعاد إلى الواجهة ببدلة الميدان من دون رتبة عسكرية ، ولمن لا يعرفه فهو قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات في حرب تحرير الكويت وقد وصل إلى رتبة فريق أول ركن وهي اعلي رتبة عسكرية في القوات السعودية ثم أحيل للتقاعد بناء علي رغبته في ستمبر1991م. وفي  يناير2001 م عين مساعداً لوزير الدفاع والطيران للشؤون العسكرية. لقد كان  خالد قائدنا في حرب تحرير الكويت وكان بيده إقناع الحلفاء بجاهزية القوات العربية على مسرح العمليات، وهو الذي أفضى إليه  سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح رحمه الله قائلا (متى ستحررون الكويت) كما جاء في مذكرات الأمير خالد نفسه وقد قالها سمو الأمير الراحل وهو يتألم أشد الألم عندما تصل إلى سمعه الفظائع التي كان يرتكبها العراقيون تجاه أبنائه الصامدين والمقاومين في الكويت ويتحرق شوقاً إلى اليوم الذي تندفع فيه قوات الحلفاء لطرد الغزاة.

لقد قال خالد بن سلطان بصريح العبارة لجنوده مقابل جبل دخان (إن توحيد هذه البلاد والذود عن هذا الوطن من قبل أجدادنا وأجدادكم الذين سالت دمائهم على ثراء هذا الوطن، و جاهدوا في سبيل الله بتجهيز ذاتي من قبلهم، مسؤولية كبيرة يجب علينا أن نحافظ عليها وأن نسلمها للأجيال القادمة بأمانة كما تسلمناها بأمانة منهم)، ولقد عاد خالد بن سلطان لرفع الروح المعنوية لرجال القوات المسلحة السعودية ولحث رجالها على التفاني في سبيل الوطن فكأنه يقول لقد ارتديت بدلة القتال وعمري 62 سنة فهل تريدون من بقية جيلي أن يأتي لحفظ امن بلدنا، فقد سلمناها لكم أمانة كاملة.  والفريق أول ركن خالد بن سلطان ليس كبقية العسكريين فقد كان صاحب فكر عسكري ورؤية ولعل تملكه لوسائل إعلام وصحف عديدة بعد تقاعده دليل على ذلك بل انه أول من تحدث بتفصيل عن فكرة الأمن الجماعيCollective Security    لحفظ أمن دول الخليج العربي ودعى لتطبيق تلك النظرية الأمنية  فورا بعد انتهاء حرب تحرير الكويت.

 وقد يكون رفع معنويات رجالك يا خالد هو السبب الحقيقي لارتدائك البدلة العسكرية المبرقعة ، أو ربما تكون قد اشتقت مثلنا لقشعريرة ليلة احتلال الخفجي ولذة تنفس الصعداء بعد تحريرها ، ثم للحظات ليلة  تحرير الكويت المجيدة و لسماع صوت سحبة الأقسام ورائحة البارود ثم النصر المبين الذي ستذوقون مثله قريبا. 

 

د.ظافر محمد العجمي -المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج

تعليقات

اكتب تعليقك