سالم الخويطر يفند هواجس العلمانيين من الدولة الدينية، ويسألهم هل‮ ‬تريدون تطبيق الشريعة العلمانية كبديل للشريعة الإسلامية؟

زاوية الكتاب

كتب 914 مشاهدات 0




الشماغ‮ ‬الأحمر والدولة المدنية     
سالم الخويطر
يعيش العلمانيون هذه الأيام هاجس الدول المدنية،‮ ‬والخوف والهلع من الدولة الدينية كما‮ ‬يتخيلون ويعلنون ان الإسلاميين سيطروا على مؤسسات المجتمع المدني‮ ‬وبدأوا بتنفيذ اجندتهم المتشددة على أرض الواقع،‮ ‬ولهذا السبب أبدوا انزعاجهم من فتوى الحجاب واعترضوا بشدة على من‮ ‬يريد حذف مادة الموسيقى من مناهج التربية،‮ ‬وشن كتابهم سلسلة من الهجمات العنيفة على الإسلاميين والمتأسلمين والمقصرين للدشاديش وليس المقصرات باعتبار الإسلاميات منقبات وباعتبار المقصرات لِنفانيفهن هن العلمانيات المتحررات،‮ ‬وبينوا ان هؤلاء القوم قاموا بخطف الكويت وجميع شوارعها المزدحمة في‮ ‬ليلة ظلماء،‮ ‬وصبح أهل الكويت جميعاً‮ ‬متطلبنين متشددين متزمتين،‮ ‬وغابت الفرحة عن الوجوه،‮ ‬وتم منع الموظفات من الذهاب لأعمالهن والتي‮ ‬تريد أن تذهب عليها بالاستئذان من زوجها وعدم ابداء أي‮ ‬شيء من زينتها،‮ ‬وأصبحت المولات والمجمعات تعج بالشباب من ذوي‮ ‬الدشاديش القصيرة والمنقبات،‮ ‬واختفت حتى عروض التنانير القصيرة والمايوهات،‮ ‬وأصبح لا‮ ‬يعرض في‮ ‬الفاترينات إلا الشماغ‮ ‬الأحمر والعبايات‮.‬
وتشدد القوم أكثر وتم منع النائبات من دخول المجلس إلا وهن منقبات،‮ ‬وتم منع أصواتهن من المطالبات،‮ ‬فقط‮ ‬يكتبن ما‮ ‬يردن من مطالب على ورقات‮.‬
حتى النقاب فرض على المضيفات في‮ ‬الطائرات فلا تنانير قصيرة ولا حتى ابتسامات،‮ ‬وتم فرض النقاب ايضا على المذيعات فلا طرب ولا حفلات وأصبحت الحياة جحيماً‮ ‬في‮ ‬الصدور وسيلاً‮ ‬من الآهات‮.‬
هكذا تصور العلمانيون الدولة الدينية،‮ ‬ولكن ماذا عن دولتهم المدنية كما‮ ‬يزعمون والتي‮ ‬يعتقدون انها الاصلح لتطور وبناء المجتمع‮. ‬إنها الحرية بلا حدود،‮ ‬وقل ما تشاء عن الله والدين والوجود،‮ ‬والبس ما تشاء،‮ ‬وعود بعين الحسود،‮ ‬والمرأة تعمل الليل مع النهار في‮ ‬الداخل وتسافر للخارج،‮ ‬فلا محرم ولا شهود،‮ ‬والحفلات تقام بكل سهود وتصرف لها الأموال والجهود،‮ ‬والظواهر السلبية من شيطانية وجنسية وصبيكيا لها حق الوجود،‮ ‬والبنوك‮ ‬غربية النقود والدراسة بالاختلاط تسود،‮ ‬ويمنع بيع الشماغ‮ ‬الأحمر والنقاب أبو خدود‮.‬
وتتغرب الى الغرب وتنسى الشرق وتاريخ الجدود‮.‬
هكذا‮ ‬يعيش العلمانيون ما بين هلع وخوف لا وجود له وبين احلام وردية تسير عكس التيار المحافظ لأهل الكويت،‮ ‬وهنا أوجه سؤالاً‮ ‬لعلي‮ ‬أجد اجابة شافية عليه‮: ‬هل‮ ‬يريد العلمانيون تطبيق الشريعة العلمانية كبديل للشريعة الإسلامية؟ وهل بنظرهم ان الشريعة الإسلامية،‮ ‬غير صالحة لزماننا هذا وهي‮ ‬المنزلة بالقرآن الكريم من رب العالمين؟ افيدونا افادكم الله‮.‬
اتقوا الله فنحن نعيش في‮ ‬بلد اسلامي‮ ‬محافظ وأيضا فيه كل مقومات الدولة المدنية من حرية وعيش كريم ومؤسسات انسانية واجتماعية تمارس دورها بكل حرية،‮ ‬فلا تقييد للحريات ولا مداهمات ليلية،‮ ‬ومؤسسات القانون تمارس دورها بكل حيادية،‮ ‬نسأل الله ان‮ ‬يديم علينا هذه النعم ويحفظ بلادنا من كل حاقد ومتربص‮.‬

الشاهد

تعليقات

اكتب تعليقك