سعود السبيعي يروي مشاعره من لقاءه ورؤساء التحرير مع رئيس الوزراء
زاوية الكتابكتب نوفمبر 2, 2009, منتصف الليل 1237 مشاهدات 0
اغفر خطيئتي
يا سمو الرئيس
الاثنين, 2 نوفمبر 2009
سعود السبيعي
سمو الرئيس، إن مدحتك اخرجني البعض من الملة وحرموني من الغلة.. وإن انتقدتك أصبحت مناضلاً عند البعض! وما بين البعض والبعض ادركت بعضي وتبعت نبضي.
النضال في الكويت لا يكلف شيئا فبضع كلمات ترشق بها رئيس الحكومة تنقلك بين ليلة وضحاها إلى القمة دون شدة أو ضمة كأنما اوتيت ملك سليمان وحكمة لقمان فأعذب المقالات أكذبها وبذلك تنضم إلى جوقة الفرسان الفاتحين الذين لا يفتحون سوى القناني ولا يبيعون سوى رغوة الأماني أولئك الذين يضعون ضمائرهم في محفظة من يدفع أكثر!
فلا توجد وجبة من دون مقابل، كما قال صديقي ملتون فريد مان، بالأمس تحلقنا حولك أنا وزملائي رؤساء التحرير كنا كالعقد المكنون وأنت بيننا كتاج القلادة فضفضنا لك بكل ما خف وزنه وغلا ثمنه.
ووضعنا على طاولتك أفكارنا المستعملة بينما أخفينا مفاتيح قلوبنا الجديدة. أتيناك بوجوه وخرجنا من عندك بوجوه اخرى، هكذا نحن الصحافيين كحال السياسيين نبتسم امام الكاميرا ونتجهم في الواقع، نبحث عن الخبر السيئ لا عن الحقيقة، لأن الحقيقة أنثى لعوب صعبة المنال بينما الاخبار السيئة كطيور «المردم» يسهل القبض عليها دون مقاومة.
في أثناء هذا المشهد الرسمي وبينما كنا نتحدث سمعنا صوت أذان الظهر وكنت على مقربة منك فكأنما انقطع بيننا وبينك البث المباشر فلمحتك تتمتم بكلمات التشهد والتكبير في حالة من الخشوع وعلى وجهك اعتلت مسحة من الطهر وتشكلت حول عينيك نظرة تأمل وتأثر، لحظات ثم عاد البث واستأنفت حديثك معنا. هذه اللقطة قرأتها بأكثر من لغة كأنني اكتشف للمرة الأولى أنك مسلم مثلنا.. أستغفر الله يا سمو الرئيس كيف استطاع الشيطان أن يغويني فمجرد وسوسة الشيطان لي بهذا الأمر ولو للحظة هي في حد ذاتها خطيئة تستوجب تكفيري عنها فاغفر خطيئتي يا سمو الرئيس فالشيطان وأعوانه وضعوا بيننا وبينك حجابا لا نراك إلا من خلال منظاره ولا نسمع عنك إلا من خلال أخباره فمنذ بدء الخليقة هناك صراع بيت الحق والضلال، ولكن للصادقين المفاز العظيم فالسياسة- قاتلها الله- هي ميدان للفتن وأسرار متداخلة وألعاب خفية ومصالح متقاطعة. سمعنا منك ما سر خواطرنا ولو طبق ربع ما قلت على أرض الواقع لفقد منتقدوك بوصلتهم وتلاشت شياطينهم أشتاتاً كالرماد في مهب الريح فأكبر سوء لاستخدام السلطة هو العجز عن عدم فعل شيء.
سمو الرئيس فيك من الصدق والنقاء ما يجعل السماء تمطر ذهباً والأرض تزهر ورداً فابتسم من فضلك واغمز للكويت بعينك ليبتسم لنا المستقبل.
تعليقات