(تحديث1) أمير البلاد يفتتح دور الإنعقاد الجديد

محليات وبرلمان

'أبوابي مفتوحة للجميع ووالد الجميع لسماع ما يتم طرحه من افكار ومقترحات'

2243 مشاهدات 0


فيما يلي نص النطق السامي الذي تفضل به حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في افتتاح دور الانعقاد العادي الثاني من الفصل التشريعي ال13 لمجلس الأمة .
بسم الله الرحمن الرحيم ' وان ليس للانسان الا ماسعى وان سعيه سوف يرى ' صدق الله العظيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف خلقه وامام المرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين الاخ رئيس واعضاء مجلس الامة المحترمين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته على بركة الله وهديه وبعونه سبحانه وتعالى نفتتح دور الانعقاد العادي الثاني من الفصل التشريعي الثالث عشر لمجلس الامة سائلين المولى عز وجل ان يهدينا جميعا الى مايحبه ويرضاه والى ما فيه خير بلدنا الاخوة والاخوات الكرام فقدت الكويت احد رجالاتها وابنائها البررة المغفور له باذن الله طلال مبارك العيار واذ نعرب عن بالغ تأثرنا بهذا المصاب الاليم فاننا نشيد بمناقب الفقيد وبما تحلى به من روح وطنيه عالية وماعرف عنه من دماثة خلق وتواضع جم مستذكرين بكل التقدير ماقدمه لوطنه من خدمات مشهودة وتفان كبير سواء من خلال عضويته فى مجلس الامة لدورات عدة او من خلال المناصب الرفيعة التى تولاها سائلين المولى تعالى ان يتغمده وامواتنا بواسع رحمته ومغفرته وان يسكنه فسيح جناته ويلهم ذويه جميل الصبر وحسن العزاء.
الاخوة والاخوات الكرام ان الوحدة الوطنية الجامعة المانعة الحاضنة لابناء هذه الارض الطيبة هى الركن الاساسي فى تماسكهم وحرصهم على ثوابتهم وتراثهم الاصيل وعلى تكريس انتمائهم لوطن لا يعرف التفرقة بين ابنائه او اي تصنيف وتقسيم يمس نسيجه الاجتماعي ليبقى وطنا للجميع يسود بين ابنائه صفاء النفوس وحسن النوايا وحب العمل .
اننا امام مرحلة دقيقة مليئة بالتحديات والازمات العالمية والاقليمية التى القت بظلالها علينا دون تمييز فى الوقت الذي تتزاحم فيه متطلبات العملية التنموية ببرامجها ومشروعاتها واجبة التنفيذ لاسيما فى مجالاتها الصحية والتعليمية والاسكانية والخدماتية البيئية وسائر قضاياها الاخرى فى مختلف القطاعات .
الاخوة والاخوات الكرام ان مسئولية الحفاظ على هذا الوطن العزيز والحرص على تطوره ونمائه وازدهاره وعلى ثرواته ومقدراته مسئولية وطنية مشتركة تقع على عاتقتنا جميعا وهى ليست حكرا على سلطة او فرد كما انها ليست مجالا للتشكيك او المزايدة والكل يعلم ان ابوابي مفتوحة ووالد الجميع لسماع ما يتم طرحه من افكار ومقترحات تهدف الى تعزيز مسيرة بناء الوطن وتمنيته والحفاظ على مصلحته

- الاخوة والاخوات الكرام ان التعاون الايجابي البناء بين السلطتين التشريعية والتنفيذية امرا حتميا فى تكريس شراكة مثمرة على سلم ترتيب الاولويات وتلمس ومعالجة هموم المواطنين وحل مشكلاتهم اخذين بأسباب العلم والمعرفة والخبرات المتقدمة سبيلا لتحقيق الانجازات وتجسيد التطلعات المرسومة فى برنامج عمل الحكومة والخطة الخمسية التنموية مع الحرص على مواكبة الركب الحضاري بكفاءة واقتدار وهو منحى لا خيار فيه ولا بديل عن تغليب الحوار الموضوعي الهاديء فى غرس الثقة المتبادلة بين المجلس والحكومة واحترام كل سلطة لحدود السلطات الاخرى وحسن استخدام الادوات الدستورية فى اطار القوانين والتشريعات المعتمدة .
ولا شك ان هناك جهدا كبيرا قد بذلته الحكومة في اعداد برنامج عملها للمرحلة المقبلة وقد يكون هناك اختلاف حول ما جاء به من مضامين ولكن المصلحة تدعو لان يتعامل مجلس الامة مع مقتضيات برنامج العمل على نحو ايجابي وموضوعي يعكس حرصه المنشود على التعاون مع الحكومة لانجاز هذا البرنامج وتحقيق أهدافه في تجسيد آمال وطموحات المواطنين .
واذا كانت الحكومة مسئولة عن تنفيذ برنامجها ومشروعاتها وأعمالها وتطبيق القوانين وهي موضع المتابعة والمراقبة والمساءلة فان على المجلس تقع مسئولية ضبط ممارساته وأعماله والنأي بها عن اي انحراف وأن يباشر تفعيل لائحته وأدواته وبما يكفل أن تكون جميع ممارساته منضبطة بأحكام الدستور والقانون ومحققة للصالح العام وألا يسمح بما يسئ لهذه المؤسسة الوطنية ويمس مكانتها المشهودة وهو من يملك ذلك ويستطيع .
الأخوة والأخوات الكرام أدعوكم لتحمل مسئوليتكم الوطنية في مواجهة تلك التحديات وخير ما أدعوكم اليه الالتزام بالعمل الجاد والمخلص والتشرف بصالح الأفعال وأسمى الخصال في تعبئة كافة الطاقات والامكانات ارتقاء الى مستوى المسئولية الوطنية المشتركة في حسن توظيف كل وقت وجهد لتحقيق تلك التطلعات 

- واننا اذ نتطلع في هذا المقام الى الاجيال الصاعدة وهدفنا دائما الانسان الكويتي المتسلح بالايمان والعلم والمعرفة المتقدمة والقيم الاخلاقية المتأصلة في أعماق ثوابتنا ومواريثنا الفاضلة ورائدنا العزة والرخاء لأبنائنا بقدرتهم على الامساك بزمام امورهم وتحمل مسئوليات بلدهم واعتمادهم على انفسهم في بناء مستقبلهم فالأوطان لا تبنى الا بسواعد أهلها بوحدتهم بتواصلهم وتعاونهم على الخير والبر والصلاح ومواكبة أسباب التقدم بما يعزز موقعهم الراسخ في مصاف الامم الراقية تلك هي الغاية الحقيقية التي ننشد.
الاخوة والاخوات الكرام ان الاعلام بوسائله المرئية والمسموعة والمقروءة يبقى الاداة الحضارية للداخل والخارج واذا كانت حرية التعبير مكفولة للجميع فان ذلك لا يعطي الحق لاحد ايا كان فى ان يسيء الى الغير بالتجريح واستباحة الخصوصيات وتفصيل القضايا المطروحة على ايقاع طائفي او قبلي او فئوي انتقائي ينال من ثوابتنا الوطنية الراسخة وعليه ان يكون منارة للحرية المسئولة ومساندا للجهود الاصلاحية بما يجسد دوره المأمول والمنشود.
انني ادعوكم لتكريس دولة القانون والمؤسسات بمقومات عصرية فيما يعزز هيبتها ويصون سيادتها ويحفظ كرامة العاملين فيها ويجسد كفاءة ونزاهة القضاء الكويتي واستقلاليته وان تتضافر كافة الاجهزة المعنية على حفظ النظام وترسيخ العدالة وفق نهج قوامه سيادة القانون وتطبيقه على الجميع والى مراجعة التشريعات والقوانين لتلافي اوجه القصور وتحديث البنية القانونية في ضوء المنظور الاستراتيجي للتنمية المستدامة باعتبار ان الاصل فى التشريع ان يلبي حاجات المجتمع المتطورة والمتغيرة.
الاخوة والاخوات الكرام ان الكويت المعتزة بأهلها والثرية بثوابتها المؤمنة بالديمقراطية والمنفتحة على مكونات العصر الحديث صاحبة الايادي البيضاء والمواقف الانسانية والحضارية المشهودة في العالم اجمع هي في عيون ابنائها دائما وهي اولا وفوق كل اعتبار وستبقى كذلك الى ما شاء الله وبعونه تعالى سائلا المولى عز وجل خير الدعاء وخير العمل وخير النجاح مبتهلا اليه ان يتغمد بواسع رحمته شهداءنا الابرار ويسكنهم فسيح جناته متمسكين بقوله تعالى 'واعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم' .
صدق الله العظيم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

09:23:19 ص

افتتح سمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح صباح اليوم دور الانعقاد العادي الثاني من الفصل التشريعي ال13 لمجلس الأمة حيث ألقي سموه النطق السامي ايذانا بانطلاق اعماله الجديدة.

وكان سمو أمير البلاد افتتح دور الانعقاد العادي الأول في 31 مايو الماضي بعد الانتخابات التي جرت في 16 مايو وتنافس فيها 210 مرشحين ومرشحات على مقاعد البرلمان الخمسين وكانت المرة الثانية التي تجري على نظام الخمس دوائر.

الآن - المحرر البرلماني

تعليقات

اكتب تعليقك