اللوبي الخليجي في الانتخابات العراقية
عربي و دوليأكتوبر 27, 2009, منتصف الليل 2445 مشاهدات 0
تراجعت العراق كعدو محتمل من على خارطة الحرب الخليجية أو الكويتية بشكل خاص منذ عام 2003م، ثم عجزنا عن متابعة مسلسل العنف الطويل هناك،إلا إن الأشقاء في بغداد لا زالوا يرون ضرورة ترديدنا قسرا لمقطع من موال معاناتهم، فقاموا باختراع مصطلح دول الجوار،وهو الهودج الذي أرادوا وضعه على ظهورنا ليضعوا فيه تهمة تصديرنا لعدم الاستقرار الى الانبار ومدينة الصدر،ثم ما يتبع ذلك من التزام بدفع الثمن، وضرورة إسقاط الديون، و دفع الأموال لإعادة تعمير العراق.
وقبل أيام اتهم حيدر العبادي أجهزة المخابرات في كل من السعودية ومصر والأردن وتركيا بالعمل على زعزعة الأوضاع في العراق، وأضاف أن مخابرات هذه الدول تجري اتصالات مع عناصر مخابرات النظام السابق وسياسيين عراقيين مشبوهين.وأشار العبادي إلى اجتماع عقد في القاهرة بين بعض القوى السياسية المشاركة في العملية السياسية مع المخابرات المصرية والسعودية والأردنية وأدار الاجتماع رئيس المخابرات المصري عمر سليمان وتضمن توجهيات وأوامر لهذه الكيانات العميلة بنسف العملية السياسية والانسحاب من البرلمان العراقي، وأكد حصول لقاءات بين أعضاء من جبهة التوافق وحركة الوفاق مع المخابرات المصرية والإقليمية.
الاتهام السابق ليس من كاتب تعليق في منتدى مجهول على الشبكة العنكبوتية، ولا من صحفي غير معروف يعتاش على تأجيج مشاعر القراء ، لكنه من مسئول عراقي مثقل بمناصب هامة فهو النائب الدكتور حيدر جواد العبادي،القيادي في حزب الدعوة والنائب عن الائتلاف العراقي الموحد، ورئيس اللجنة الاقتصادية في مجلس النواب و وزير الاتصالات . و من جهة أخرى قال مسئول عراقي آخر بان تقارير مقدمة من المخابرات والأجهزة الأمنية تشير إلى شروع جهات خليجية وإقليمية بصرف مبالغ مالية كبيرة تصل إلى مليارات الدولارات لإعاقة عملية الانتخابات المقبلة بهدف إفشال التجربة الديمقراطية. وان السلطة التنفيذية تملك معلومات كاملة وتفصيلية عن حجم المبالغ التي تصل إلى مليارات الدولارات خصوصا إن هذا المشروع ضخم يتم تمويله من قبل عدد من الدول الإقليمية ومن بينها دول مجاورة وان إطرافا داخلية لها اتصال وعلاقة مع مخابرات هذه الدول تم تمويلها ونقل الأموال إليها عبر مؤسسات أو منظمات خيرية أو في شكل مباشر. و وإن الخلايا النائمة وعملاء المخابرات العراقية السابقة بدؤوا ينشطون في عدة دول إقليمية بهدف إبقاء العلاقات متوترة مع تلك الدول . وأضاف المسئول العرقي إن الكثير منهم مقيمين في مصر والأردن وسوريا والسعودية واليمن والكويت وبينهم مسئولون في النـظام المباد مطلوبون للقضاء العراقي، وهناك قائمة طويلة من الأسماء تطالب بهم الحكومة لتورطهم بالدم العراقي. و إن الخلايا النائمة للمخابرات السابقة وتنظيم البعثيين بدأت تنشط من جديد وتفعل عملها في بعض الدول عبر تقديم معلومات غير صحيحة ومفبركة عن الأوضاع في العراق،ومما يؤسف له ان هذه الاتهامات الخطيرة التي تم زج اسم السعودية والكويت فيها لم تصدر كسابقتها من شخصية مجهولة بل من عضو لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب النائب عن التحالف الكردستاني عادل برواري.
يموه العبادي و برواري الغلو بزخرف الاتهامات المنمقة، فالانتخابات التشريعية العراقية المقرر إجراؤها في 16 يناير المقبل ضلت طريقها بين كونها استحقاق دستوري أو صراع إرادات عقيم تحكمه الاختلافات العرقية والطائفية بين رموز الفساد وحماته هناك، ولا غرابة في مزايداتهم وافتراءاتهم على دول الجوار ودول مجلس التعاون خصوصا ،حيث يرمي إلى تحقيق عدة أهداف ، فالغلو هو الذي يسير النائب حيدر جواد العبادي عضو حزب الدعوة الإسلامية العراقي بسجله الدموي، والذي اختطف أفراده طائرة كويتيه عام 1984 ،ثم اعترض احد أفراده بسيارته المفخخة موكب أمير الكويت المرحوم الشيخ جابر الأحمد سنة 1985 وتسبب في استشهاد أربعه من مرافقيه وجرح 12 آخرين وقد تبنى حزب الدعوة مسؤوليته عن حادث التفجير دون تردد. كما تأتي خطورة الاتهام من أن العبادي يتبع أيضا كتلة الائتلاف العراقي الموحد، وهي الكتلة الكبرى بالبرلمان وتحتفظ بـ 113 مقعدا من أصل 275 هو العدد الإجمالي لمقاعد مجلس النواب. أما النائب الكردي عادل برواري فلعل ما دفعة لهذه الاتهامات،الصعوبات التي تعترض تشكيل تحالف كردي لخوض الانتخابات في العراق، وهو الذي قال من هذا المنطق القومي الكردي عام2007م إن تسليح العشائر السنّية سلاح ذو حدين منتقدا بعلانية الخطوة الأمريكية بتسليح العشائر السنية ومستهدفا في نفس قومي كردي الصحوات بعد ظهور أثرها الايجابي في تحسين الوضع الأمني .
ولاشك أن طروحات العبادي والبرواري ساقطة لايسندها شيء ،و لقد سمعنا من قوى المعارضة في جمهوريات الموز أن الانتخابات مزورة قبل فتح أبواب الاقتراع ، أما العبادي والبرواري فقد نقلا قضية عدم نزاهة الانتخابات قبل إجراءها الى أفق أكثر اتساعا وهو الطعن فيها بتهمة دخول الأموال قبل الانتخابات من دول مجاورة . و يبدوا أن زخم اندفاع جبهة التوافق قد أثار هلع في قلب منافسيهم من جماعة العبادي والبرواري فكان لابد من التخوين وان لهم ارتباطات استخبارية خارجية. كما لايستقيم القول بمساعدة الكويت والسعودية للبعثيين .فالأغلبية في الكويت لا تشعر بالتعاطف مع السنة في العراق لكونهم من المذهب السني فقط، وعلى من يطالبنا بتجاوز ذلك ان يعيد قراءة ما مر على الكويت من الويلات علي أيديهم وهم أهل السلطة في العراق منذ حرب غازي الباردة ضد الكويت عام 1938 مرورا بقاسم عام 1961م إلي الطاغية صدام عام1973م وعام 1990م .
إن الصمت الخليجي الحالي غير مبرر إزاء هذه الاتهامات ،وإذا لم تكن شماعة لتعليق كوارث العراق ، فهي باب جديد للابتزاز رغم المسوغات التي يطرحونها وآخرها خوفنا من ديمقراطية وستمنستر التي سوف تشع من مجلس ِ النوابِ العراقي الجديدِ في منطقةِ العلاوي وسط َ بغدادَ لتنير الخليج و الجزيرة العربية .
تعليقات