فيروس A H1N1 يصطاد محررة ((الآن))

مقالات وأخبار أرشيفية

نورا ناصر: اعتقدت أنني 'سأفطس' من أنفلونزا الخنازير!!

3688 مشاهدات 0


                                                     

  أصابت حمى أنفلونزا الخنازير الزميلة نورا ناصر الأسبوع الماضي وألزمتها الفراش لعدة أيام، بعد أن جلبت ابنتها الفيروس من مدرستها، ونقلته بدورها إلى باقي أفراد الأسرة عدى والدها!! ولعل ذلك يعود للإرتباط العاطفي المعتاد بين البنت وأبيها.
و تهنئ الزميلة نورا ناصر وأسرتها على الخروج من معركة حمى أنفلونزا الخنازير بالسلامة، وفيما يلي تروي الزميلة نورا تجربتها مع المرض:-


 
 في الحقيقة نواجه خوفا وهلعا من أي مرض لانعرف له ماض أوسجل، حتى نتمكن من السير قدما دون إثارة التساؤلات حوله, وأنفلونزا الخنازير هو مرض استطاع أن يصب العديد من الناس في وقت قياسي، بسبب قدرته على الانتشار خاصة في أماكن التجمعات, وأنه قادر أن يبدأ في التنقل حتى قبل اكتشافه, ومما لاشك فيه أننا في الكويت نجد  كلمة الازدحام ليست بغريبة على الجميع, فكل مكان نذهب له لابد أن تكون هذه الكلمة متواجدة لتعبر عن معناها بدقة, في مراكز العمل والأسواق والجمعيات والمدارس والمستشفيات، وحتى التركيبة السكانية للمجتمع في ازدياد وهذا أمر طبيعي بسبب التوزيع الجغرافي, كما أن السفر لخارج البلاد هي سمة أساسية للكويتيين، وبدأ نقل فيروس A H1N1 عن طريقهم، وذلك بعد عودة بعض الطلبة من الولايات المتحدة الأمريكية عن طريق البحرين وهم يحملون هذا الفيروس معهم.
 لكننا لابد أن نحاول أن ننشر قدر المستطاع وسائل التوعية الصحيحة للوقاية من هذا المرض, الذي يعتبر اللقاح الناجح والمفيد في الوقت الحالي,  كما أن تخفيف الهلع والخوف من المرض يعتبر أيضا طريقة للتخفيف على الشخص حال إصابته, حتى يتمكن من مواجهته بقوة, و تحمل تبعات المرض بهدوء حتى يزول دون أن يعبث بأرواح البشر.
 وهذا الموقف أرويه لكم بتجربتي الشخصية مع أسرتي الصغيرة مع أنفلونزا الخنازير الذي أصبنا بها منتصف الأسبوع الماضي: 
 
' التقطت أسرتي كاملة فيروس أنفلونزا الخنازير, حيث عادت أبنتي حاملة معها حقيبتها المدرسية والفيروس الذي لم نكتشفه إلا بعد مرور 3 أيام, على الرغم من ذهابنا للطبيب أكثر من مرة، إلا أن الفحص يكون دوما على سبب مختلف, حتى ذهبنا لأحد المستشفيات الخاصة,  والذي قام بإعطائنا التشخيص النهائي بأنها مصابة بأنفلونزا الخنازير، ويفضل أن تذهب لمستشفى الأمراض السارية حتى تعطى علاجا مناسبا لها لعدم توفره لديهم, على العموم أول الضحايا الذين تلت أبنتي هم أخوتها الصغار, وبعد شفائهم تماما كنت أنا آخر الضحايا, حيث اعتقدت في البداية أنني ذات مناعة قوية وفعلا استغربت عدم انتقاله لي مع بداية انتقاله لجميع أفراد أسرتي حتى الخدامة معهم, لأجد نفسي أقع منهكة صريعة الفراش, وكنت قبلها بساعة قد قررت الخروج مع صديقتي للتسوق, و إذا بي وأنا في السيارة أشعر بدوخة غريبة وصداع في الرأس حتى اعتقدت أنني سوف أفقد توازني, فقررت الاعتذار لصديقتي واضطراري للعودة الى منزلي،  على الرغم من 'الحنة الزايدة' من قبلي للخروج معها مسبقا, وخاصة أن هذا اليوم  كان الجو يتميز بالروعة و البرودة الخفيفة,  لكنني عدت إلى أدراجي في المنزل و رميت نفسي على إحدى الصالات في الدور الأرضي لعد استطاعتي حتى الصعود الى حجرتي من شدة الإعياء , وطلبت من الخادمة أن تشرف على رعايتي بين الحين و الآخر, وهنا حاولت أن أسلي نفسي بأي شيء حولي,  و حاولت أصابعي أن تمتد لجهاز اللاب التوب لتصفح معشوقتي لكنني وما أن فتح الجهاز حاولت قدر الامكان البدء بالتركيز حتى شعرت بتركيز الألم في كل مكان وخاصة برأسي وبت أرى قسم المحليات ممزوجا مع الفن والثقافة، والجرائم والقضايا مع الرياضة, فأدركت بأنني بحالة غير طبيعية، لذلك فضلت البقاء دون حراك والصمت  حتى أرى نهاية هذا الألم الذي سيطر على جسمي,  وبعد مرور الوقت وخاصة مع قوة الصداع الذي تملك رأسي , و العطاس الذي لا يرغب بالتوقف, قررت بالطبع أن أذهب للطبيب في وقت متأخر مساء، وبعد طول انتظار ومشاهدة إحدى الهوشات  في المستوصف على من يدخل مسبقا للطبيب، وكدت أجن من هذه التصرفات، إلا أنني تمكنت من الدخول في النهاية للطبيب,  وقام بتشخيص حالتي على أنها أنفلونزا الخنازير، وأعطاني وصفة العلاج اللازم ورغب بإعطائي اجازة، فقلت أنني لا أحتاجها لأنني بإجازة دورية,  ثم خرجت وأنا انتظر أن أرمي نفسي مرة أخرى في الفراش، لأن الشعور بالدوخة وارتفاع الحرارة والغثيان واحمرار عيني  سببا لي آلاما جعلتني أعشق الجلوس في المنزل خلال هذه الفترة بالذات، ولم أكن متفاجئة بأنني أصبت بالأنفلونزا لأنني تلقيت الصدمة مسبقا بأبنائي,  وخضت التجربة معهم، لذلك توقعت إصابتي بها لأنني عرفت أهم ملامحها، فلم أشعر في البداية بأي خوف، لكنني حاولت قدر المستطاع رفع معنوياتي في محاولة مني للتحمل.
 فلقد  كنت آخر الضحايا في المنزل بمعركة الصمود ضد أنفلونزا الخنازير, إلا أنني فعلا أجد أن الأشخاص أصحاب المناعة الضعيفة, ومن لديه مشاكل في التنفس وأيضا من لديه أمراض أخرى، فبلا شك أنها  لن تعدي على خير معهم, حيث ظننت  في لحظة الألم أنني سوف ' أفطس ' بمعنى أموت,  خاصة أن التنفس أصبح غير طبيعي معي,  كما أنني بدوت غير متزنة و خاصة عند محاولتي للسير,  والحمى التي التصقت بجسدي كادت أن تجعلني  بأن أصل لحالة إعلان الانهزام وأن هذه الأنفلونزا ستقضي علي, والحمدلله الذي أنقذني مع أسرتي منها.
 ولعل العامل النفسي يلعب دورا مهما بهذه اللحظات، وخاصة جلوسي لفترات طويلة لوحدي، جعلني أفكر مليا أن هذه الأنفلونزا  ستفتك بي,  لكن بعد أن زالت الحمى بالذات, وبدأت اشعر بالتحسن تدريجيا,  جعلني أرى أن الموضوع يحتاج إلى قوة إرادة وتحمل ووقاية,  ولابد أن نقوي المناعة في أجسادنا والاكثار من تناول الأطعمة المفيدة خاصة بهذه الفترة من تغير الطقس، وذلك عن طريق انتقاء الغذاء الصحي, وليس كما فعلت عندما شعرت بأول دوخة أصابتني، حيث بحثت في رف الأدوية عن الفيتامينات والحديد, وبعدها قررت أن  أجعل عصير البرتقال الطبيعي و الفواكه والشوربة لأكثر من وجبة باليوم، بعد أن كنت أجعلها اختيارية في السابق، أما الآن سأعتبرها من الوجبات الإجبارية في حياتي, وسأفرض بعض العقوبات على أبنائي لمن يرفض تناول الفواكه أوشرب العصير الطازج، وهي أمور لم تكن في الحسبان بوقت سابق، لكن لابد أن تتعدل السلوكيات الغذائية  في حياتنا، لأنها بالفعل تحمينا بعد الله من شر الأمراض بكافة أنواعها.
 
والأمر المضحك في هذا الموقف مع الأنفلونزا,  أن الوحيد الذي لم يصاب في الأسرة هو زوجي،  وأترك لكم توقعاتكم المتنوعة عن السبب في نجاته من الأنفلونزا، على الرغم أنه كان يقضي فترات طويلة معنا في المنزل, وقد رأى وعاصر مراحل الانتكاسة لكل فرد من الأسرة، لدرجة أنه توقع أنه سيسقط,  لكنه نجا من هذه الفيروس، وربما هي رحمة من الله تعالي.
  في النهاية أقول لا تشعروا بالخوف والهلع من هذا المرض, كل ما في الأمر هي مسألة وقت وإرادة و قدرة على التحمل وحسن التصرف, فإذا كنتم لاتعانون من أي أمراض مزمنة، فسوف تعدي كأي مرض آخر، ونسأل الله العلي القدير أن يدفع عنا هذا البلاء، وأن يشفي مرضانا ومرضى المسلمين. 
 
 
 

 

 

 

الآن: محرر المحليات

تعليقات

اكتب تعليقك