أسرار البيوت تتفشى في الدواوين!!

منوعات

3785 مشاهدات 0


 

قال الحق تعالى (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا (1) فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا (3) .. (سورة الطلاق).


 لابد لنا أن نتعلم عدم تناقل أخبارنا الخاصة وحتى أخبار غيرنا حتى لا نغضب الله جل جلاله بسلوكياتنا السلبية التي تجلب معها الكثير من السيئات عن طريق 'ألستنا ' التي تحبذ النطق بالمساوئ أحيانا وتستلذت بها، غير مدركين لهذا الخطأ الكبير الذي انتشر بالآونة الأخيرة وخاصة في الدواوين التي من المفترض أن تكون بمثابة ملتقى اجتماعي وثقافي يتبادل فيه الحضور معلومات مفيدة وقيمة، وليست نميمة أو شتيمة، فهذه الأمور مرفوضة في ديننا وأيضا في عاداتنا وتقاليدنا.

ومن أكثر ما يتأسف عليه المرء هو سماعه للأسرار الأسرية وخاصة الخلافات والأمور الغير معتاد حدوثها، حيث أصبحت تتناقل على أفواه أصحابها في الديوانية أو في العمل أو أي اجتماع بين الأصدقاء أو حتى بين الأهل، وبات أمرا اعتياديا لدى البعض، فتجد الزوج يجلس ليخبر عن أدق تفاصيل مشاكله مع زوجته ويشتكي من بعض تصرفاتها أمام أصدقائة في الدوانية، وتجد الزوجة أيضا تسلي وقتها بعملها بإظهار عيوب الزوج وأنه غير صالح لتحمل المسؤوليات، وتظهر أهم الإنجازات التي تقوم بها للسد عن مكانه الفارغ دوما، وذكر إنجاز مهماته التي يجب أن يقوم بها، وأخرى لم يمض على زواجها أشهر تستعين بذوات الخبرة من الأهل والأصدقاء ليقدموا لها النصح في كل ما تمر به في حياتها الزوجية، وغيرها كثير من الأمثلة التي باتت توضح لنا أن الخصوصيات أصبحت مكشوفة جدا، ومن يرغب بالإطلاع عليها فلا رادع أمامه وليس عليه أن يشعر بالحرج، و هو أمر عجيب أن يحدث بين الأزواج أن يخرجوا أسرار منازلهم ونشر غسيلهم وكأن ما يخرج من أفواههم  قصص عادية أو حكاية يرونها لا تعد بنظرهم سلبية، بينما ديننا الحنيف والعادات والأعراف الاجتماعية تحث على عدم التحدث عن الأسرار، التي تحدث بين كل الأطراف ذات صلة القرابة البعيدة أو بين الأصدقاء، فما بالكم بالتي تحدث بين الأزواج أو بين الآباء وأبنائهم.

العجيب أن أسوأ الألفاظ يقوم بإطلاقها أحد الأزواج أو كليهما، عندما تحدث مشكلة بينهما وخاصة بين الأزواج المنفصلين في حالة الطلاق، والذين لا يفكرون بأثر ذلك مستقبلا على الأبناء، فتجدهم  أينما ذهبوا وأينما جلسوا أظهروا أسوء العيوب وتقاذفوا بأقسى العبارات الجارحة بحق بعضهما أمام الناس دون خجل، وأخرجوا كل العيوب التي لا يميزها إلا من كان  مقربا جدا منه،  فتتضح بعض المساوئ وبدلا من سترها نجد هناك من يسعد ويفرح عند كشفه إياها للعامة، معتقدا بأن 'عملية تلطيخ سمعة الآخر' هي احدى وسائل الانتقام، متناسيا أن هذه الأخبار تنتشر بسرعة البرق وتؤثر سلبا على  كل  من يحيط بهذا الفرد الذي بات ضحية علاقة غير موفقة، وخاصة من جانب المرأة التي يقوم زوجها بذكر اسمها واسم عائلتها أمام أصدقائه ويقذفها بأعنف الألفاظ من أجل تشويه صورتها بكل الوسائل مع أنها كانت في يوم من الأيام من أقرب الناس اليه.
لذا لابد من كل رجل وامرأة لم يوفقا في حياتهما الزوجية أن لا يؤذيان بعضهما البعض، فلايوجد خاسر في هذه الأمور سواهما، فبعض الناس المريضة يفرحون حين يرون حياة الآخرون بائسة وحزينة، وبعض الأزواج أو المطلقين بتصرفاتهم السيئة يسمحون لهم بممارسة هذه الهواية، لذا لابد أن نتذكر دائما بأن 'لسانك حصانك أن صنته صانك وان خنته خانك'.
  

الآن - تقرير: نورا ناصر

تعليقات

اكتب تعليقك