مشاري العدواني يكشف عن بلاوي في صندوق المعسرين!

 

بلاوي في صندوق المعسرين! 
 
كتب مشاري العدواني

لقد صعقت وكدت أصاب بشلل أطفال وأنا اطلع على وثائق رسمية صادرة من الجهات التي تنفذ قانون صندوق المعسرين!
كارثة بكل ما تحمله الكلمة إحنا نائمين نتطاعن ونتصارع سياسيا وغيرنا جالس... يطبخ على نار هادئة كيفية الاستفادة من الـ500 مليون دينار التي أقرها مجلس الأمة والحكومة لمساعدة المتعثرين أو المتعسرين!
لقد تحول بعض منفذي قانون المعسرين - وهم بالمناسبة قلة قليلة - إلى مشرعين ومفسري وأحلام ومنفذين... للقانون في وقت واحد!
على سبيل المثال لا الحصر بين يدي أوراق معسر محظوظ لدرجة الثراء السريع!
فالأخ الذي ينفذ له معاملته قام بالموافقة على سداد مبلغ 143 ألف دينار وشوية خردة لهذا المعسر!
 ليس لبنوك أو الشركات التي تخضع لرقابة البنك المركزي كما نص القانون... لا وكلا وتبا لكفار قريش... قرر هذا المنفذ العبقري أن يشطب جميع ديون المعسر المحظوظ... لأي كان وفي أي مكان!
تخيلوا بأنه وافق أن يسدد ديون هذا المعسر لأشخاص عاديين ومؤسسات تجارية وأجهزة كهربائية وشركات سيارات وبنوك خارج الكويت وشركة زراعية وشركة هواتف نقالة بل وعدد من المحامين!
وتخيلوا بأن الـ143 ألفا قسطوها لهذا المعسر المحظوظ 300 دينار بالشهر حتى سنة 2049 يعني على 40 سنة!
وكل ما سبق لم يرد بالقانون ولا باللائحة التنفيذية له! بل هو قانون جديد غير مكتوب موجود فقط في مخ أحد منفذي القانون شرعه ونفذه بمزاجه... وخلي السلطتين التشريعية والتنفيذية تحترقان!
وللعلم فإن إحدى الإدارات في وزارة المالية اعترضت على ما يحدث في صندوق المعسرين من عشوائية ومزاجية في التطبيق فقام أحد الوكلاء المحسوبين على تيار ديني بوطقه «كلش مو حدس»! بدفن الموضوع والعملية ماشية حلاوة... وهناك أناس جاء لهم صندوق المعسرين على طبق من ذهب وسوف يستغنون وعيدّ يا سعيّد... وناس لم ولن يسدد لهم الصندوق دينارا واحدا!
ويا سبحان الله وأنا اكتب المقال خرج وزير المالية بتصريح من نوعية تمام يا فندم! يتحدث فيه عن صندوق المعسرين بأنه الخيار الأمثل والخيار الأنجع... صندوقك يا وزير المالية تعثر... ويحتاج لمن يساعده!