القاعدة السائدة للوصول للمال العام والقيادة الادارية‮: ‬كن ملوثاً‮ ‬تكن مرغوباً‮ ‬فيك ومقدماً‮ ‬على‮ ‬غيرك!!.. غليفص بن عكشان

زاوية الكتاب

كتب 775 مشاهدات 0





كن ملوثاً‮ ‬بالفساد تكن مرغوباً      
غليفص بن عكشان
كانت الكويت نظيفة برجالها،‮ ‬عفيفة بطهارة نفوس رعيلها المؤسس ورجال الاستقلال،‮ ‬أصحاب القلوب الطاهرة من الحسد والأنانية والجشع،‮ ‬نفوسهم لوامة،‮ ‬وكل‮ ‬يحرص كل الحرص على سمعته من لوك الماكرين،‮ ‬أهل أمانة وصدق،‮ ‬كبيرهم‮ ‬يوقرونه وصغيرهم‮ ‬يرحمونه،‮ ‬وضعيفهم‮ ‬يعينونه،‮ ‬مجلس الوزراء من أدناهم وهم‮ ‬يد على من سواهم مجتمع مترابط بالرحمة وأخوة الدين والوطن،‮ ‬مجالسه أعلام ومصدر قرارات،‮ ‬دكاكين تجارة ملتقى لأهل الكويت‮ ‬يتبادلون فيها الرأي‮ ‬والبيع والشراء،‮ ‬شيكاتهم وسنداتهم بالكلمة ووفاؤهم في‮ ‬الموعد المحدد،‮ ‬الكل‮ ‬يثق بالآخر،‮ ‬حتى‮ ‬غالت الكويت‮ ‬يد المكر الدخيلة،‮ ‬بعادات وافدة أثرت سلباً‮ ‬على الطبيعة الكويتية النظيفة وقلبت العادات السائدة بما تحمله هذه الوفود من عادات المكر والخبث والرذيلة وعدم الكرامة والاحتيال والنصب والسرقة،‮ ‬وخيانة الامانة وعدم احترام القانون فأصبح بذلك للكذاب والمنافق والمرتشي‮ ‬والراشي‮ ‬والسارق والمتملق والخداع والخائن للأمانة والواجب والفاسد،‮ ‬مكاناً‮ ‬مرموقاً‮ ‬في‮ ‬أجهزة الدولة،‮ ‬بما جعل القاعدة السائدة للوصول للمال العام والقيادة الادارية‮: ‬كن ملوثاً‮ ‬تكن مرغوباً‮ ‬فيك ومقدماً‮ ‬على‮ ‬غيرك،‮ ‬بما جعل الدولة ومؤسساتها عاجزة عن مجاراة التقدم في‮ ‬البنية التحتية لغياب الرقابة الفاعلة على المشاريع وعبث الفساد الذي‮ ‬فتت النفوس الضعيفة لخيانة الواجب الرقابي،‮ ‬حباً‮ ‬في‮ ‬المال الحرام،‮ ‬وعدم الأخذ بالثواب للمخلصين والعقاب للمرتشي،‮ ‬بما جعل الفساد مرضاً‮ ‬سائداً‮ ‬ومن لم‮ ‬يك مريضاً‮ ‬به‮ ‬يصبح في‮ ‬نظر البعض النافذ شخصاً‮ ‬خاملاً‮ ‬لا‮ ‬يعرف كيف‮ ‬يعيش‮.‬
وضرب هذا الفساد الذي‮ ‬انهك جسد الدولة طوقاً‮ ‬من الخوف على عقول أصحاب القرار،‮ ‬في‮ ‬مجلس الأمة ومجلس الوزراء،‮ ‬كلما ارادوا انشاء مشروع اقتصادي،‮ ‬لعدم وجود الموثوق به للقيام بهذا المشروع أو ذاك من القطاع الخاص بروح الوطنية لتحقيق المصلحة العامة من قبول الربح الحلال،‮ ‬بما جعل مشاريع الدولة في‮ ‬جدل الأخذ والرد بين السلطتين خوفاً‮ ‬على المال العام من الهدر،‮ ‬وعدم كفاية الاشراف على التنفيذ من قبل المؤسسات والوزارات المعنية،‮ ‬لما ألحق الفساد بالنفوس من تردي‮ ‬الذمم وحب المال الذي‮ ‬أفسد الضمائر الضعيفة،‮ ‬بما جعل الوظيفة العامة وسيلة من وسائل التكسب والتشريف،‮ ‬ولم تك تكليفاً‮ ‬للانجاز وحماية المال وتنفيذ أحكام القوانين،‮ ‬بما ادى للمعلوم للجميع من تخلف التنمية الشاملة من توجيه الانسان حتى التعليم والصحة إلى الادارة والمال العام،‮ ‬واعتماد الدولة على مصدر وحيد تتخطفه أيادي‮ ‬الاثم من كل جانب،‮ ‬وموت الاقتصاد لعدم وجود مقوماته الاساسية،‮ ‬مع التمادي‮ ‬في‮ ‬الاستيراد وغلاء الاسعار والاحتكار‮ ‬غير المبرر،‮ ‬وذلك مرده القاعدة بأن من لم‮ ‬يخش العقاب أساء الأدب،‮ ‬فكيف المخرج من هذا،‮ ‬ومن علاج هذا المرض؟ الجواب في‮ ‬المقال المقبل إن شاء الله‮.‬

الشاهد

تعليقات

اكتب تعليقك