بعد توتر شّاب علاقات البلدين لعدة سنوات
عربي و دوليالعاهل السعودي يزور سوريا
أكتوبر 7, 2009, منتصف الليل 1531 مشاهدات 0
وصل العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى دمشق بعد ظهر الأربعاء، في أول زيارة له منذ تسلمه مقاليد الحكم إلى سوريا، في مؤشر على عودة العلاقات بين البلدين العربيين إلى طبيعتها، في أعقاب التوتر الذي شابها لعدة سنوات.
وأكدت مصادر رسمية في كل من دمشق والرياض أن زيارة العاهل السعودي إلى دمشق تأتي استجابة لدعوة تلقاها من 'أخيه' بشار الأسد، رئيس الجمهورية العربية السورية.
وأكدت وكالة الأنباء السورية 'سانا' أن الرئيس الأسد كان في مقدمة مستقبلي الملك عبد الله بن عبد العزيز لدى وصوله إلى مطار دمشق الدولي، مشيرة إلى أنه العاهل السعودي يرافقه 'وفد رسمي رفيع المستوى.'
وتوترت العلاقات بين الرياض ودمشق في أعقاب اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الراحل، رفيق الحريري، مطلع العام 2005، في تفجير اتهم 'حزب الله'، الذي تدعمه سوريا، بالضلوع فيه.
وعادت العلاقات بين البلدين للتحسن مؤخراً، حيث قام الرئيس الأسد بزيارة الرياض في وقت سابق من الشهر الماضي، أجرى خلالها مباحثات مع العاهل السعودي، على هامش مشاركة الرئيس السوري في افتتاح جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية.
وكانت العلاقات العربية - العربية، وخاصة السورية السعودية، قد شهدت تحقيق اختراق مؤخراً على خط الخلاف 'المستحكم' منذ 2006، بعد المصالحة التي تمت بالكويت في يناير/ كانون الثاني الماضي، بين الأسد والعاهل السعودي، والرئيس المصري حسني مبارك، وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني.
وفي أواخر فبراير/ شباط الماضي، قام وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، بزيارة قصيرة إلى العاصمة السعودية الرياض، قام خلالها بتسليم رسالة للعاهل السعودي من الرئيس السوري.
وبدأت الجهود الرامية لرأب الصدع بالزيارة التي قام بها الأمير مقرن بن عبد العزيز، رئيس الاستخبارات السعودية، لسوريا في 15 فبراير/ شباط الماضي، حيث قالت مصادر سورية إنه حمل رسالة شددت على 'أهمية التنسيق والتشاور بين الجانبين، لما فيه مصلحة الشعبين الشقيقين والشعوب العربية.'
وسبق وصول الأمير السعودي إلى دمشق تسرب أنباء عن وسائل إعلام مقربة من الرياض، تشير إلى زيارة وفد أمني سوري رفيع المستوى إلى الرياض، دون أن تتضح طبيعة الزيارة وأهدافها.
يُشار إلى أن السعودية كانت ترتبط بعلاقات جيدة مع سوريا في حقبة الرئيس الراحل حافظ الأسد، غير أن الأمور بدأت بالتبدل مع وصول نجله بشار للسلطة، خاصة بعد أن أخذ الأخير مواقف متشددة حيال قوى تدعمها الرياض في لبنان، خلال الفترة التي كانت قواته في ذلك البلد، إلى جانب تشديد علاقاته مع طهران.
وتصاعد الخلاف بين الطرفين بعد الرابع عشر من فبراير/ شباط 2005، عندما تعرض حليف أساسي للرياض في لبنان، رئيس الوزراء الأسبق، رفيق الحريري، للاغتيال في بيروت، في عملية وجهت خلالها بعض القوى اللبنانية أصابع الاتهام فيها لدمشق، التي نفت ذلك بشدة.
وظلت الأمور على توترها بين الطرفين، إلى أن بلغ الخلاف ذروته خلال معارك يوليو/ تموز 2006، بين حزب الله وإسرائيل، حيث وجهّت الرياض لوماً شديداً للحزب لتسببه بالمواجهات، مما دفع الأسد بعد انتهاء المعارك إلى إلقاء خطاب وصف فيه الذين عارضوا ما جرى بأنهم 'أشباه رجال'، الأمر الذي مثل ذروة النزاع بين الطرفين.
وبحسب خبراء فإن الرياض ترغب في أن ترى تبدلاً بالموقف السوري حيال التحالف الاستراتيجي مع إيران، والوضع في لبنان والعراق والساحة الفلسطينية.
تعليقات