بعد أكثر من 40 يوما على نشرها..سعاد المعجل تتذكر افتتاحية القبس وتعتبرها انتفاضة مباركة
زاوية الكتابكتب أكتوبر 6, 2009, منتصف الليل 451 مشاهدات 0
انتفاضة «القبس» المباركة
كتب سعاد المعجل :
أثارت افتتاحية «القبس» الشجاعة في 24 أغسطس الماضي أمورا كثيرة، بخلاف اثارتها الرئيسية التي ناشدت فيها الحكومة للكف عن احتضان التشدد ان هي أرادت تجاوز الاحتقان الطائفي، والتخلي عن احتضان التيار المتطرف.. والعودة إلى الكويت العصرية.. أو كما جاء في المادة الأولى من دستورنا «دولة عربية» وحسب.. لا إسلامية ولا دينية.. وبالتأكيد ليست سلفية كما تقودها الحكومة اليوم!!
أقول.. اثارت الافتتاحية، وذلك من خلال ردود الفعل عليها، حجم الانكسار والضعف الذي يعانيه تيار الاعتدال والفكر الحر، في مقابل تيار التطرف والفكر المتشدد!
ففي حين شحذ ما يقرب من مائتي كاتب من تيارات الإسلام السياسي أقلامهم للرد على «القبس» واتهامها في وطنيتها ودورها التوعوي.. لم يكلف الطرف الآخر نفسه الدفاع عن «القبس» أو دعم موقفها أو حتى إنصافها وسط موجة الهجوم الشرس الذي كان متوقعا، خاصة بعد أن فرضت تيارات الإسلام السياسي رؤاها كقوانين.. ومحظوراتها الفكرية كتشريع واجب.. في ظل استكانة غريبة ومحزنة من قبل شعب الكويت الذي رضع مبادئ الحرية من المهد.. ومارسها في فورة شبابه.. ورسخها في دستور يساند الحريات التي أصبح يجرمها الإسلام السياسي!!
لقد قدمت «القبس» في انتفاضتها المباركة خارطة طريق للخروج من خطر الاحتقان الطائفي الوشيك.. ومن هيمنة غير سوية من قبل التطرف والتشدد على مقدرات البلد.. ومن تدهور ملحوظ في جميع مجالات الحياة.. فالتعليم في انحدار.. والفن في انحطاط.. والأخلاق أصبحت غائبة.. والحس الوطني بات مفقودا.. ولم يعد أمامنا للخروج من ذلك، إلا انتفاضة ومبادرة شجاعة تضع النقاط على الحروف، كما فعلت «القبس»!!
ردود كتاب الإسلام السياسي على مبادرة «القبس» جاءت كالعادة متهمة كل من يخالفها بالليبرالية والعلمانية والحقد على المؤسسات الإسلامية الخيرية التي رسمت صورة مشرقة للكويت!!
ومن ضمن تلك الردود ما يتمنى ألا تكون صحيفة القبس تمارس سياسة التحريض الحكومي ضد التيار الإسلامي.. أو ان تكون ضحية للحملة الدولية الفاشلة على الإرهاب التي تقودها الولايات المتحدة والتي من مقاصدها تشويه صورة الإسلاميين والتضييق عليهم وإغلاق مؤسساتهم الخيرية التي يعملون من خلالها!!
ونحن نقول ان الولايات المتحدة هي التي خلقت أغلب تيارات الإسلام السياسي النشطة اليوم.. ولولاها لما وصلت اغلب تلك التيارات الى ما وصلت إليه اليوم!! ولكن.. لأن الولايات المتحدة تلعب سياسة ولا تلعب دينا.. فقد غيرت أوراق اللعبة.. بما فيها أوراق تيارات الإسلام السياسي!!
أما جمعيات الإسلام السياسي الخيرية الناصعة البياض.. فقد لوثها أربابها بكل أسف، حين انتهكوا تبرعات الخيرين.. وخانوا الأمانة وذلك في فضيحة تجاوزات الجمعيات الخيرية في رمضان.. التي شاء ان يكون على رأسها أشهر جميعات الإسلام السياسي على الاطلاق!!
شكرا لـ«القبس» على مبادرتها الشجاعة لاماطة الغمام عن الكثير من الحقائق.
وحفظ اللهم كويتنا الغالية من مقاصد المغرضين، وأنار الرحمن طريق أهل الكويت الخيرين الذين جبلوا على الخير قبل ان تولد كل جميعات الإسلام السياسي!!
سعاد المعجل
تعليقات