عبداللطيف الدعيج ينصح الشيخ ناصر بتحمل النقد الموجه له كرئيس لمجلس الوزراء، والا فعليه مثل غيره ان يقعد في بيتهم!

زاوية الكتاب

كتب 1101 مشاهدات 0




وين كنت..؟ «مصروعني» الشيخ ناصر 

كتب عبداللطيف الدعيج : 

 
خلاص حزمت امري، تشجعت وقررت اكتب. صعد وليد النصف طوابق مبنى قصر العدل بالمصعد وإلا انقطع نسمه على الدرج.. راح اكتب. جرجرته النيابة التي لم تسمع الظاهر بمبدأ حفظ القضايا التافهة الى نيابة الخمور او الى مكتب رئيس النيابة الاستاذ اسماعيل زغلول -رحمه الله حيا او ميتا- كما كان يحدث لي في السبعينات عندما كنت نائب رئيس تحرير «السياسة».. ايضا سأكتب. حمر عينه رئيس مجلس الوزراء ام تشكى محاموه.. ايضا راح اغمض عيني واكتب.
يجب الا يتوقف احد عن انتقاد رئيس مجلس الوزراء، ويجب الا يغير كاتب كيفية تعامله مع سياساته لمجرد انه يرفع القضايا او يهدد محاموه بادانة من ينتقده. انا كنت ولا أزال من اكثر «المتعاطفين» مع الشيخ ناصر، مع اني لست مؤيدا له، ولا اعتقد في الواقع ان هناك من يؤيده في سياساته. أتعاطف معه لاني اعلم ان خياراته محدودة، وأتعاطف معه لانني اعلم مقدار التركة الثقيلة التي عليه حملها، والظروف فوق الصعبة التي عليه مجابهتها، لكن هذا لا يعني ان نكف ان انتقاد سياسته او التذمر من التردي الذي اوصلنا اليه، مجبرا او مختارا.
على الشيخ ناصر قبل اي شخص آخر ان يعلم ان «التذمر» ليس بالضرورة ضده او بسبب شخص او حتى ضد جماعات وافراد. تماما مثل ما عليه ان يعلم بان طيبته ودماثة خلقه لا تعنيان شيئا في عالم السياسة، ولا هما ما تتطلع او تصبو اليهما الشعوب. لهذا فان الانتقاد هو للوضع العام، والتذمر هو من الانحطاط المتواصل الذي يتحكم بنا. ومن المؤسف اننا لا يمكن ان ننتقد «يعني نحط حرتنا بالكويتي» الوضع السياسي او الاجتماعي ولكننا يمكن ان نشير الى من يبدو لنا مسؤولا عنه. ان الشيخ ناصر هو المهيمن على امور الدولة والكتَّاب ينتقدون والناس يتذمرون من حال الدولة وليس من شكل او سلوك الشيخ ناصر او من يحيط به من مسؤولين.
ليتحمل الشيخ ناصر النقد الموجه له كرئيس لمجلس الوزراء، والا فعليه مثل غيره ان يقعد في بيتهم.

بقلم: عبداللطيف الدعيج

 

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك