محمد الملا يستنكر توقف معاملة أحد ‬النشطاء السياسيين الشرفاء الذى يحتاج ابنه‮ العلاج بالخارج بسبب مواقفه المعارضة، يروى نموذجا لفساد إحدى الشركات

زاوية الكتاب

كتب 745 مشاهدات 0



محمد الملا

‮ ‬ديك ودجاجة     

وصلنا الى قمة الفساد،‮ ‬فقد أخبرني‮ ‬أحد كبار رؤساء النقابات السابقين عن صفقة شركة عرضت عليه مليوني‮ ‬دينار مقابل سكوته للأبد لأنه كشف حجم فسادها وتلاعبها بالمال العام وأملاك الدولة بمساعدة الأذناب الكثيرين بأحد الأجهزة التنفيذية،‮ ‬لكن لخوفه من الله ولرغبته أن‮ ‬يعيش نزيهاً‮ ‬رفض هذا العرض المشبوه،‮ ‬واليوم أكد أحد كبار المسؤولين بالدولة في‮ ‬تقريره الصادر من مجلس الوزراء أن هذه الشركة تجاوزت وسرقت مساحة مليوني‮ ‬متر مربع في‮ ‬منطقة أمغرة وتم استغلالها وتأجيرها لعدة سنوات بمساعدة قيادات حالية وسابقة مهدت لتوقيع العقود وزيادة مساحات التأجير المسروقة التي‮ ‬كانت ومازالت تحت عيون ورقابة قانون الأسياد والعبيد،‮ ‬وتم نقل معلومات مغلوطة عن هذا الموضوع إلى سمو رئيس مجلس الوزراء،‮ ‬وللأسف السرقة ساطعة كالشمس ولكن لا‮ ‬يريد أحد أن‮ ‬يتكلم عنها لوجود كبار وراءها‮ ‬يدافعون عنها في‮ ‬كل المحافل،‮ ‬خاصة إذا كان أحد محاميها من رجال التيار الاسلامي،‮ ‬ولإخفاء معالم الجريمة تم نقل هذه الشركة ومخالفاتها لمنطقة اخرى وتطبيق مبدأ عفا الله عما سلف،‮ ‬أما مبالغ‮ ‬التأجير المسروقة لمدة سنوات طويلة مضت لمصلحة الشركة فلننسها وحلال على الشركة ومبروك هدايا العمولات للمسؤولين السابقين والحاليين‮.‬
وما أدهشني‮ ‬وجعل قلبي‮ ‬يتفطر حزناً‮ ‬عندما أخبرني‮ ‬أحد‮  ‬النشطاء السياسيين الشرفاء بأن ابنه‮ ‬يعاني‮ ‬من مرض خطير،‮ ‬ويحتاج الى العلاج بالخارج،‮ ‬ومعاملته شبه موقوفة بسبب مواقفه المعارضة،‮ ‬لبعض سياسات الحكومة،‮ ‬ولكشفه لسرقات الاعمام،‮ ‬وعليه ان‮ ‬يكون تابعاً‮ ‬حتى‮ ‬ينعم ببعض خيرات هذا البلد،‮ ‬فانصدم هذا السياسي‮ ‬من ملاحظة أحد المسؤولين بالعلاج بالخارج الذي‮ ‬قال له في‮ ‬النهاية إنها مزحة،‮ ‬ولكن قلبه حدثه إنها رسالة واضحة المعالم والأهداف وحيف عليك‮ ‬يا بلد‮.‬
كيف لوطن أن‮ ‬يتقدم وراتب النائب الشريف بالمجلس لا‮ ‬يتعدى الألفي‮ ‬دينار،‮ ‬وهناك نواب اخرون تأتي‮ ‬إليهم الاموال وكأنها أنهار مقابل مواقف مخزية؟ ومسؤول فاسد وطنبور طين متفرغ‮ ‬لطرارة المهمات الرسمية وادخال المواد المخالفة للبلد بحجة تعهد الشركة بعدم استيرادها مرة اخرى ومدخوله الشهري‮ ‬يتجاوز العشرة آلاف دينار بفضل الكرسي،‮ ‬ويدعي‮ ‬انه الشرف نفسه ويتناسى ما فعلت‮ ‬يداه بحق هذا البلد ولدينا من شاكلته كثيرون لا حصر لهم‮ ‬يطبقون مبدأ الديك أمام الشعب والدجاجة أمام الأسياد‮.‬
والحل ببساطة،‮ ‬لا‮ ‬يغير الله ما بقوم حتى‮ ‬يغيروا ما بأنفسهم‮  ‬وبتتطبيق مبدأ المحاسبة وإبعاد مصالح بعض التجار عن الجهاز التنفيذي‮ ‬يمكن ان‮ ‬يتعدل الحال المائل،‮ ‬ونسأل الله سبحانه أن‮ ‬يصلح الحال‮.‬
والحافظ الله‮ ‬يا كويت
 

الشاهد

تعليقات

اكتب تعليقك